
عصام عبد الجواد
مصر تنطلق نحو المستقبل
أثبتت الأيام أن مصر يمكن أن تمرض لكنها لن تموت أبداً، ففى الأيام الماضية أثبتت الإرادة المصرية أن الشعب المصرى يتحدى المستحيل، ينطلق إلى الأمام ليبنى ويعمر الصحراء الجرداء، والذى يتصور كل من يراها أنها لا يمكن أبداً أن تتحول إلى خضراء إلا بفعل السواعد المصرية، والدليل القوى على ذلك تحويل عشرة آلاف فدان فى صحراء الفرافرة إلى أرض زراعية تنتج القمح والشعير والخضر والفاكهة بأجود الأنواع وأفضلها ودون استخدام أى مواد كيماوية وفى فترة وجيزة لم تتعد العام الواحد، هذه المنطقة رأيتها فى شهر ديسمبر الماضى عندما أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء فى زراعة الأراضى، وكان المشروع يومها فى بدايته، وعملية بناء الطرق كانت تتم على قدم وساق، والآن انتهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من زراعة العشرة آلاف فدان وبناء قريتين بالمنطقة كل قرية بها ألفا وحدة سكنية تنتظر شبابنا ومزارعينا ليقيموا فيها ويعمروا الصحراء ويعيدوا تشكيل خريطة مصر من جديد.
رأيى الشخصى منذ قيام ثورة يناير وبعدها ثورة 30 يونيو أن مصر حتى تنطلق انطلاقة حقيقية عليها أن تبدأ فى مشروعات زراعية، لأننا فى الأصل بلد زراعى كنا فى الماضى سلة غلال العالم والآن نرى أن المشروع الجديد الذى ينتج بسرعة فائقة ويستقطب عمالة كثيفة هو المشروع الزراعى، ففى ستة أشهر فقط بدأ المشروع ينتج وبدأت بوادره تظهر للجميع ومشروع المليون ونصف المليون فدان يمكنه أن يستقطب ما لا يقل عن نصف مليون عاطل لسوق العمل وفى نفس الوقت يستطيع هذا المشروع أن يقلل الفجوة بين استهلاك المواد الغذائية واستيرادها وبذلك نقلل من استخدام العملة الصعبة وبالتحديد الدولار الذى يرتفع سعره يوماً بعد يوم بسبب سياسة الاستيراد الكبرى، هذا المشروع يعطى الأمل الحقيقى لكل مصرى مع المشروعات الأخرى التى تتم على قدم وساق فى شرق بورسعيد وتنمية سيناء وجبل الجلالة وغيرها من المشروعات العملاقة.
مصر الحقيقية هى المنتجة العطية الواثقة فى نفسها وفى شعبها وفى قدرتها على البناء والانطلاق إلى الإمام، ولم تكن مصادفة أن يكون القمح هو إشارة البدء التى بدأها الرئيس السيسى، وكأنه يدشن بداية طريق الأمل أمام المصريين التى تنطلق نحو المستقبل ولن يوقفها أحد، ومهما حاول المتآمرون فى الخارج والداخل أن يبثوا روح اليأس والانهزامية فى نفوس المصريين أو حاولوا حتى تشتيت أفكارهم سعياً وراء تفكيك الدولة وتحويلها إلى سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن فلن ينجحوا أبداً خاصة أن مسيرة البناء التى تشهدها مصر الآن لن تتوقف أبداً وسوف تستمر، علينا فقط التحلى بالصبر لسنوات قليلة.
هذا البلد أمامه مستقبل واعد بعد أن تنتهى هذه المشروعات العملاقة التى بدأناها وسوف تنتهى على أكثر تقدير بعد عامين عندها سوف يحصد المصريون نتاج تعبهم وعرقهم وصبرهم الذى طال طوال أكثر من 30 عاماً كانت فيها البلاد محلك سر ولم تتحرك بمشروعات حقيقية تتبنى خططاً للمستقبل خاصة بعد إنشاء شبكة طرق على أعلى مستوى من الجودة لم تشهدها البلاد من قبل مما يسهل من عملية الاستثمار والتنقل داخل البلاد.
ويخلق الأمل الحقيقى لأبناء هذا الوطن بعد أن كان اليأس صديقهم طوال السنوات الماضية والله المستعان.