الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تفجير البرلمان

تفجير البرلمان






داخل قاعة البرلمان يتم تحديد مسار الشعب وغالبًا ما تتسم المناقشات البرلمانية واستجوابات الوزراء والمسئولين بالطابع الحاد وتصل فى أحيان كثيرة للأصوات العالية وتبادل الشتائم وصولًا إلى الضرب والإهانة وفى بعض الاحيان إسقاط العضوية، فتاريخ البرلمان المصرى مليء بالأمثلة عن ذلك بدءًا من مكرم عبيد الذى تم إسقاط العضوية عنه بعدما تقدم باستجواب عن فساد وزارة النحاس باشا مرورًا بأشهر واقعة فى تاريخ البرلمان عندما اعتدى اللواء زكى بدر وزير الداخلية فى ثمانينيات القرن الماضى على النائب الوفدى طلعت رسلان وكذلك واقعة قيام النائب الراحل طلعت السادات برفع الحذاء فى وجه أمين تنظيم الحزب الوطنى أحمد عز، وأخيرًا فى البرلمان الحالى برلمان الدكتور على عبدالعال الذى أصيب بكل العبر التى مرت على برلمانات مصر عبر تاريخها لكن هذا البرلمان زادت فضائحه فى كل شيء فرغم أنه البرلمان الأهم فى تاريخ مصر نظرًا لانتخابه بطريقة ديمقراطية نظيفة بعد قيام ثورة 30 يونيو  التى صححت مسار مصر ونظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد إلا أن ممارسات هذا البرلمان الخاطئة والمخجلة جعلت الشعب المصرى يستدعى عبارة الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الراحل «أين أنت يا حمرة الخجل؟!» أمام برلمان لم يستشعر حتى الآن خطورة الظروف التى تمر بها مصر، وانشغل نوابه ببدل الجلسات وتى شيرتات النائب أحمد طنطاوى ويمين طلام النائب مرتضى منصور ثم اسقاط العضوية عن النائب توفيق عكاشة بعد مقابلته للسفير الإسرائيلى وغيرها من الوقائع المحزنة.
ولكن الحقيقة أن الناس عرفت الآن.. والآن فقط لماذا أصر أعضاء البرلمان على أن تكون جلساته سرية، حتى لا يعلم القاصى والدانى، ما يقوم به الأعضاء من ممارسات خاطئة بعد القنبلة التى فجرها الدكتور على عبد العال رئيس المجلس من فوق المنصة بشأن محاولات اختراق  مجلس النواب ووجود خطة ممنهجة لهدم المؤسسة التشريعية والإضرار بمصالح الدولة العليا من جانب بعض مراكز تدريب النواب والممولة من الخارج.
والحقيقة المؤكدة أن الدكتور على عبدالعال لم يطلق كلامًا مرسلاً بلا دليل بل كان لديه أكثر من دليل على صحة ما أعلنه وعدم إفصاحه عن الأسماء التى تلقت تدريبًا من جانب بعض هذه المراكز المسمومة رغم أن أغلب الأسماء معروفة للجميع، وتجب محاسبتها وإسقاط العضوية عنهم ويجب إعلان أسماء تلك المراكز المشبوهة والأمانة والوطنية تحتم على هؤلاء أن يبتعدوا عن الشبهات وأن تكون مصلحة الوطن هى العليا فى المقام الأول، بعيدًا عن مصالحهم الشخصية أو تحقيق منفعة خاصة بحفنة دولارات.
وقد طرحت هذه القضية العديد من التساؤلات على الرأى العام، لعل أهمها: ما هو الهدف من هذه المراكز وهذه التدريبات وما هى الجهات الممولة لها ولماذا محاولة اختراق المؤسسة التشريعية؟!
إن مصر مستهدفة من كل جانب من الداخل والخارج وأصبح استهداف الداخل هو الشغل الشاغل لأجهزة الاستخبارات المعادية لمصر بقصد قيامهم بتدريب الشباب على الديمقراطية بهدف إسقاط البلد وحينما لم يستطيعوا اتجهوا الآن إلى مجلس النواب لإسقاط البلد من خلال القوانين التى يصدرها هذا المجلس، ومن خلال تفجير البرلمان من الداخل، والحقيقة المؤكدة أن الدكتور على عبدالعال حتى لو اختلفنا على إدارته لجلسات مجلس النواب إلا أننا لا تختلف أبدًا على وطنيته فكان قراره بتحذير هؤلاء النواب بعد أن فاض الكيل به خاصة بعد الدورات الأخيرة التى حضرها عدد من النواب على شواطئ العين السخنة، والرأى العام المصرى يقف بجانب رئيس المجلس ويطالبه بأن يكون البتر هو  العلاج الحقيقى لهؤلاء النواب سواء من حضر منهم بحسن نية ومن حضر بسوء نية حتى نقضى على كل فساد قد يصيب هذا البلد الذى لا يتحمل أبدًا أى هزات قد تؤدى بنا إلى الجحيم.