الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرب الأسعار ومسلسلات رمضان

حرب الأسعار ومسلسلات رمضان






أصبح المواطن فى هذا الشهر الكريم ضحية من ضحايا حرب الأسعار التى يشنها التجار وهجوم مسلسلات وبرامج رمضان التى يطلقها التليفزيون والفضائيات ما جعل المواطن الغلبان يخوض معارك على جبهات متعددة فى وقت واحد، ويريد أن ينقذ صيامه فى نفس الوقت من الإعلانات المستفزة وغير الأخلاقية بالمرة فى الشهر الكريم.
فقد تعود المواطن على ارتفاع الأسعار مع حلول شهر رمضان فى كل عام، ولكن ليس بهذا الشكل وبهذه الطريقة المفزعة التى لا علاقة لها على الإطلاق بسعر الدولار، فنحن دولة مصدرة للأرز فكيف يرتفع سعره من 4 جنيهات إلى 9 جنيهات بحجة أن سعر الدولار ارتفع؟ هذا الكلام غير منطقى والمنطق يقول إن جشع التجار وغياب الرقابة وطناش الحكومة هو السبب الحقيقى وراء الارتفاع الجنونى لهذه السلعة التى ساعدت على ارتفاع باقى أسعار السلع الأخرى من خضر وفاكهة ودواجن ولحوم، ويجب مقاطعة جميع التجار الجشعين الذين لا ذمة لهم ولا ضمير حتى يخفضوا الأسعار ويعودوا إلى ضمائرهم.
المواطن محدود الدخل أصبح فى حيرة من أمره، فهو مكوى بنار الأسعار، وفى نفس الوقت يشاهد مليارات من الجنيهات تنفق على المسلسلات والإعلانات الهايفة فى رمضان كان يمكن أن تفك أسر الآلاف من الغارمات، وتسعد ملايين من الأيتام طوال السنة، وما ينفق على المسلسلات والبرامج الهايفة كان يكفى لإسعاد الآلاف من الأسر التى تحتاج إلى حياة آدمية كريمة من تعليم وصحة وغيرهم من احتياجات المواطن البسيط المطحون طوال السنة من أجل لقمة العيش، وواضح تماما أن إبليس تنحى عن غواية الناس وكلف شاشات الفضائيات بإدارة شئون الشهر، الكريم لدرجة أن الإيحاءات الجنسية والألفاظ غير الأخلاقية أصبحت هى اللغة السائدة فى الكثير من البرامج والمسلسلات هذا العام، وأصبح أغلبها ينشر العنف والإرهاب والاكتئاب النفسى، ويساعد على نشر الرذيلة، مع أن الأصل فى الفن هو نشر الفضيلة وتعليمها للصغار وحتى الكبار، لكن يبدو أن أحوالنا تغيرت وتبدلت للأسوأ، وأصبح الفن أداة لتعليم القبح والعنف فى المجتمع، وزمان أيام الحروب كان هناك أغنياء يطلق عليهم أغنياء الحروب الذين يكونون ثرواتهم من تجارة السلاح فى الحروب، والآن أصبح عندنا أغنياء يطلق عليهم أغنياء الاسعار وأغنياء برامج ومسلسلات رمضان، اللهم ارحمنا منهم ومن خططهم الجهنمية التى تفسد علينا صيامنا وقيامنا وتفسد علينا حياتنا اليومية وتجعل أطفالنا يتعلمون منها العنف والجهل وكل ما هو غير أخلاقى، رغم أن شهر رمضان شهر التسامح والتعاطف فيما بيننا لكنهم أرادوا به غير ذلك.
 ندعو الله فى هذا الشهر الكريم أن ينصر مصر على كل الحاقدين والمنافقين والمغرضين والتجار الجشعين ومؤلفى المسلسلات والبرامج الهايفة.. اللهم أعنا على صيام رمضان ونجنا من مسلسلاته وبرامجه الهايفة ونجنا من كل من يرفع الاسعار بغير ضابط أو رابط واهد علينا الحكومة واجعلها قادرة على ضبط الاسعار ومعاقبة التجار اللهم آمين.