الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاستثمار فى البشر أمن قومى

الاستثمار فى البشر أمن قومى






الاستثمار فى البشر هو المنهج الحقيقى الذى تستخدمه الدول المتقدمة، فالإنسان المثقف المتعلم الواعى هو القادر على مواجهة الحياة بفهم وإدراك ويعد الأداة الأهم فى تقدم وطنه، ومصر الآن فى أشد الحاجة إلى الاستثمار فى الإنسان المصرى الذى عانى طويلًا من الاهمال طوال أكثر من 30 عامًا، وتم عن عمد تجاهله أو تركه فريسة للجهل والتخلف حتى أصبحت أحوالنا لا تسر عدواً أو حبيباً والتنمية البشرية هى عملية تنمية وتطوير إمكانات ومقدرات الإنسان بهدف توسيع الخيارات أمامه بحيث يصل المواطن إلى مستوى متميز من الإنتاج والدخل ويستطيع أن يعيش حياة صالحة وبصحة جيدة.
ويعد التعليم بمثابة القاطرة الحقيقية للتنمية فى مصر، فنحن نحتاج أن نعطى التعليم والصحة أولوياتنا لأن التعليم الحقيقى سوف يجعل الإنسان يفكر بعقل سليم ويختار فرص عمله حسب إمكاناته العلمية ومهاراته التى تدرب عليها ولا يمكن أن يكون على درجة علمية عالية إلا إذا توافرت له الصحة الجيدة التى تجعله يستطيع أن يؤدى بنشاط وهمة، لذلك فإن الاستثمار فى التعليم يعد بمثابة أمن قومى يحصن البلاد ضد الجهل والتخلف.
ومصر الآن فى أشد الحاجة إلى الاستثمار فى الإنسان لأنه محور الحياة ومحور التقدم والازدهار، وكل دول العالم التى تقدمت بدأت حياتها الاجتماعية بالاستثمار فى الإنسان عن طريق التعليم والصحة، وبعد عشر سنوات فقط بدأت تجنى ثمار ما دفعته فى الاستثمار فى الإنسان، ومصر الآن تحتاج أن يكون لها مشروع قوى ضخم للاستثمار فى الانسان المصرى وبالتحديد فى التعليم والصحة، حتى تستطيع أن تسير على طريق التنمية الشاملة، وتستطيع فى نفس الوقت أن تقضى على ما يحدث فى الثانوية العامة من عمليات تسريب للامتحانات وعمليات الغش الجماعى التى يجب أن يكون لها عقاب رادع، وتحتاج الدولة إلى تفعيل اللوائح والقوانين التى تعيد للمدارس والمراحل التعليمية عموما الانضباط الحقيقى الذى لا يستطيع أحد أن يحيد عنه مع وضع خطة حقيقية لإصلاح منظومة التعليم بالكامل، وتفعيل القوانين المكافحة للدروس الخصوصية التى تقضى على الأخضر واليابس من دخل الأسرة المصرية وفى نفس الوقت تحتاج إلى تحديث المناهج والكتب الدراسية وإدخال التكنولوجيا لمدارس الصم والبكم والمكفوفين والاهتمام بهم ووضعهم على الطريق الصحيح ولابد أن تهتم الدولة بتشجيع الابتكارات وتنمى مهارات الابتكار لدى التلاميذ منذ الصغر ونبتعد عن الحفظ والتلقين الذى أضاع العملية التعليمية فى مصر، بالإضافة للاهتمام بالشباب وإقامة مراكز شباب حقيقية فى القرى والنجوع تستطيع أن تستغل طاقات الشباب فى الرياضة، مع الاهتمام ببيوت الثقافة فى القرى والنجوع كما كانت فى الماضى فى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى.
كل هذه العوامل البسيطة التى لا تحتاج إلى مليارات - كما يتصور البعض - بل هى تحتاج فى المقام الأول إرادة حقيقية وتفعيل القوانين واللوائح لتستطيع مصر أن تنهض وأن تتقدم وأن تصبح فى الصفوف الأمامية من الدول المتقدمة. ونحن نأمل أن يتم تطبيق التجربة اليابانية فى التعليم التى أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد زيارته لليابان وطالب بضرورة الاستفادة منها حتى نستطيع أن نتقدم للأمام مثل كثير من الدول التى فعلت ذلك.
مصر محتاجة إرادة من جميع أبنائها الأوفياء من أجل مصلحة هذا الوطن ومن أجل مستقبل أبنائنا.