السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضائيات الإخوان والسلطان «أردوغان»!

فضائيات الإخوان والسلطان «أردوغان»!






ما يحدث فى تركيا الآن عجيب وغريب ومريب ويثير علامات الاستفهام على كل المستويات!
ولعل العجب والغرابة تزداد وتطل الريبة برأسها لمن تابع تغطية المحطات والقنوات الإخوانية التى اختارت تركيا موطنا ومرتعا لمؤامراتها وجهلها ضد مصر.
بطبيعة الحال هللت هذه القنوات الإخوانية لسقوط الانقلاب فازداد وجهه اصفرارا.. ولأنهم يكذبون كما يتنفسون، ولأنهم عبيد أسيادهم وليسوا عبيد الرأى الحر والرؤية الحقة.
فقد راحوا يكذبون ويدلسون ويفبركون الآراء ويزيفون التحليلات إلى آخر الهلاوس الثورية التى أدمنوها.
ومن فرط الجهل والحماقة والغباء السياسى راحوا - هم وضيوفهم والمكالمات الهاتفية المتفق عليها - يتحدثون عن ديمقراطية النظام التركى ودولة القانون التى أرساها الخليفة العثمانى والسلطان الجديد.. ونسى هؤلاء أو تعمدوا النسيان أنه بعد فشل الانقلاب وفى غضون أيام قليلة بدأ الانقلاب الحقيقى على الديمقراطية والحرية وكلمة الشعب!
كل طوائف الشعب التركى لم تفلت من العقاب والاضطهاد الأردوغانى.. اعتقالات بالآلاف سواء فى الجيش والشرطة، عزل واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف قاض.. مئات الطلبة والموظفين والصحفيين والإعلاميين.
أكثر من عشرين ألف مواطن تركى من كل الشرائح سواء عسكريين أو مدنيين طالتهم قبضة النظام وهو ما لم يحدث فى أعتى النظم التسلطية!
كل هذا لم يشاهده أو يسمع عنه مرتزقة الفضائيات الإخوانية من مذيعين ومذيعات وضيوف.. وبينما يملأ هؤلاء المرتزقة الدنيا صراخا وبكاء فى حالة حدوث مشاجرة بين مواطن وأمين شرطة، لم ينطق هؤلاء بحرف واحد يستنكر مشاهد إذلال وإهانة القبض على من اتهموا بتدبير الانقلاب من أفراد الجيش التركى.
ولم يتحدث أحد من محللى وخبراء «الغبرة» عن ميليشيات الحزب الحاكم التى انطلقت بعد نداء أردوغان بنزول الناس إلى الشوارع، وهذه الميليشيات تضرب وتقتل فى الجنود بعد استسلامهم، ولم يشر أحدهم بطبيعة الحال إلى ذلك المشهد المهين لهم وهم بملابسهم الداخلية، بل راحت هذه المحطات الإخوانية تعيد عرض هذه المشاهد فى تلذذ واضح! وسعادة غامرة تملأ وجوه المذيعين!
لم تتحدث هذه القنوات الكاذبة عن توقيف صحفيين وإعلاميين دون أى تحقيق.
وتصل الانتهازية السياسية إلى ذروتها عندما تبنت هذه المحطات الإرهابية - وكأنه اتفاق مسبق - ضرورة إعدام كل المتورطين فى الإعدام، نعم الإعدام الآن وليس غدا، وهى نفس القنوات التى بكت وولولت وسكبت الدموع التى تملأ البسفور على صدور أحكام قضائية على أفراد أدانهم القضاء ولم ينفذ حكمًا واحدًا حتى الآن!
هذه القنوات اعتادت بمناسبة أو دون مناسبة أن تذيع لمشاهديها كل حرف وكل كلمة ينطق بها نخبجية 25 يناير ضد ثورة 30 يونيو، لكنها تعمدت مثلا ألا تشير إلى كلمات الدكتور «علاء الأسوانى» مؤخرا والتى قال فيها: «الآن يتبين لنا أن الديمقراطية نجت من محاولة قتلها بالرصاص بواسطة الانقلاب» لكن أردوغان سيستكمل خنقها ببطء ليتحول من رئيس إلى سلطان»!
وسلطات «السلطان» يا عزيزى القارئ أغلقت حتى الآن 28 مؤسسة إعلامية وشطب 34 صحفيا ومنعه من الكتابة!
ولا عزاء للديمقراطية والصندوق!