السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سم السياسة وعسل الفن

سم السياسة وعسل الفن






لا أسير وراء المقولات التى تتهم صناع الفيلم بالمؤامرة ولا أظن أن ذلك صحيح.. لكننى اقول بضمير مستريح أن الفيلم مصنوع لأغراض سياسية وأن الهاجس الفنى لم يكن هو الهاجس الأول المسيطر على صناعه ولعل ذلك قد انعكس على بناء الشخصيات.. حيث بدأ شخوص الفيلم وكأنهم عناوين لتراكيب نفسية وسياسية بأكثر مما بدوا شخصيات من لحم ودم وباستثناء شخصية الإخوانى الذى يحمل بداخله فنانا غير متحقق فإننا لا نرى ملامح خاصة لأى شخصية من شخصيات الفيلم أو تاريخها وبالتالى لا نعرف لماذا هى موجودة فى هذا الموقف؟
أما على مستوى التحليل السياسى فيمكن القول إن الفيلم يعبر عن الخطاب السياسى للمرشح الرئاسى السابق عبد المنعم أبو الفتوح وهو خطاب لايرى فى الجماعة عيوبا كثيرة وان كان يرى فى إدارتها الحالية عيوبا والفرق واضح بين انتقاد خطاب الجماعة وتاريخها وممارساتها وبين انتقاد إدارتها ولعل هذا ما قام به السيناريو حين انتقد ميل أعضاء الجماعة للانعزال وطلب القائد الاخوانى من بقية الأعضاء أن يصطفوا فى جزء خاص من العربة.. وكذلك فى سخرية الشاب الشعبى (منص) لنفى قائد الإخوان لأن يكون أحد الإخوان هو الذى تسبب فى الرائحة الكريهة بعربة الترحيلات نتيجة لتفاعلات المعدة.
لم أر الفيلم يقدم نقدا حقيقيا لخطاب جماعة الإخوان.. ولم أر اعترافا بجرائم الإخوان فى حق الوطن.. ولم أر فى العربة تمثيلا لكل ألوان الطيف المصرى بما فيها الفئات التى يتعارض وجودها مع وجود الجماعة تعارضا مصيريا أو تلك التى ترفض الجماعة عن وعى وعن قناعة فكرية وسياسية.. لم أعرف لم كان يجب أن يكون المجند الذى قام بقمع ركاب العربة فى بداية الأحداث قبطيا؟ ولا لماذا كان عليه بعد أن لجأ إلى العربة أن يخفى انه قبطى.. بناء على نصيحة نيللى كريم وهى تداوى جراحه؟ ولا أعرف لماذا مات ركاب العربة على يد مظاهرة من مؤيدى ثورة 30يونيو وليس العكس؟
على المستوى الفنى لعب الفيلم فى المنطقة الوسطى ويمكن القول إن فكرة الفيلم أفضل من الطريقة التى تم تنفيذه بها.
أما على مستوى أداء الممثلين فقد انعكس تنميط الشخصيات على أداء الممثلين الذى جاء متوازنا ومتوسطا بشكل عام حيث لايمكن أن تتذكر مشهدًا منفردًا لأحد الممثلين كانت له فيه مساحة تمثيل أو أداء خاصة أو لافتة.
بشكل عام اعتبر أن أى فيلم جديد ولعل طغيان الهم السياسى على الهم الفنى هو السبب فى أن الفيلم لم يفز بأى جائزة فى مهرجان كان رغم الحماس الذى قوبل به الفيلم هناك انطلاقا من أهمية موضوعه.
بشكل عام اعتبر أى فيلم إضافة للرصيد الفنى والثقافى للمصرى.. لكن هذا لايمنع أن نستقبل الفيلم ونحن مدركون لرسائله وللهدف من تقديمه.. وأستطيع أن أقول بمنتهى راحة الضمير أن الهدف من صنع الفيلم هو هدف سياسى فى المقام الأول.. لذلك لم يكن غريبا أن استقبله انا ايضا استقبالا سياسيا وارفضه لأسباب سياسية.. حيث إن المغالطة لا تصنع فنا صادقا.