السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس والإعلام وحديث المصارحة

الرئيس والإعلام وحديث المصارحة






معك ألف حق يا سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وأنا أصدقك تمامًا كما صدقتك الملايين.
نعم أتفق معك وأصدقك عندما قلت للزملاء الأعزاء الأفاضل رؤساء تحرير الأهرام والأخبار والجمهورية هذا الكلام المحترم والشديد الأهمية.
قيل للرئيس «السيسى» نأتى لقضية الإعلام: نسمعك فى الفترة الأخيرة تعتب على الإعلام، هل يضيق صدرك أحيانًا بحرية الرأى والتعبير؟!
وأجاب الرئيس بصدق - وأنا أصدقه - وقال بالحرف الواحد: أبدًا لا يضيق صدرى برأى أو فكر موضوعى، إنما يلفت نظرى أن أجد من يتكلمون عن موضوعات دون تدقيق معلومات، أو يتحدثون فى مسائل تتعلق بأمن البلاد على غير أساس من حقائق، أو يناقشون قضايا دون دراية أو خبرة.
نحن نريد لتجربتنا الديمقراطية ولإعلامنا أن يكون على مستوى المسئولية الوطنية.
وبصراحة أنا لا أعتبر كل ما يقال فى الإعلام الخارجى مؤامرة علينا، إنما هو انعكاس لبعض ما نقوله فى إعلامنا، يكفى أن أقول إننا عندما سألنا الإيطاليين: على أى أساس وجهتم الاتهام للشرطة بقتل الشاب الإيطالى «ريجينى»؟! قالوا: على أساس ما نشر فى جرائدكم وإعلامكم.
إننى أريد لكل مؤسساتنا النجاح للإعلام والقضاء والشرطة لأن فى ذلك نجاحًا لمصر كلها.
كلامك صحيح يا سيادة الرئيس فما أكثر القضايا الجادة التى يناقشها الإعلام المكتوب أو المرئى بسطحية وسذاجة وجهل عميق وأغلب المناقشات حول قضية ما ــ خاصة فى برامج الفضائيات ــ فيها من الصوت العالى والصراخ والزعيق والسباب والشتائم أكثر مما فيها من صوت العقل والرأى والرقم والإحصائية، كل متحدث فى أى برنامج لا يتبنى إلا رأيه ولا يسمع إلا صوته، ولا يرى إلا صورته وطلعته البهية!!
شهوة الكلام الفارغ طغت تمامًا على صوت العقل، ثم الأخطر من ذلك كله هذا التزييف والتزوير الذى يتم باسم الناس والمواطنين والشعب!! الناس ترى كذا!! والمواطنون رأيهم كذا.. والشعب يريد كيت وكيت!!
عن أى ناس ومواطنين وشعب نتحدث؟! إن بعض ما تقدمه الفضائيات من لت وعجن وسفاهة هو أكبر إهانة للناس والشعب.
ولعلك شاهدت أو سمعت أن الفضائيات الإخوانية تعتمد تمامًا فى برامجها وموادها على ما تبثه فضائياتنا نحن بهطل وعبط وربما بحسن نية!!
يكفى كلام تافه يقوله ناشط أو محلل على أى فضائية حتى تعيد المحطات الإرهابية بثه مرة واثنتين وعشرة على أنه رأى الناس ورأى الشعب؟!
وخبر كاذب من تافه كذوب على الفيس بوك سرعان ما يتحول إلى مادة ثرية للت وعجن وتحليل وتفعيص وتمحيص خبراء الهمبكة.
ما هى الفائدة التى تعود على المشاهدين من هدر الوقت والطاقة فى بحث دلالة سر استقالة «مارتن يول» مدرب الأهلى ومديره الفنى ولماذا لم نفز بأية ميدالية فضية أو ذهبية فى الأوليمبياد!!
وكل الفضائيات بدون استثناء لا يحلو لها الكلام إلا عن الفساد، كل أنواع الفساد، ولا تقترب هذه الفضائيات إطلاقًا من مناقشة فساد ما تقدمه للناس، من يأس وإحباط وتشاؤم وملل وسأم.