الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خبراء فى كل شىء

خبراء فى كل شىء






يوميا ودون أى مقدمات نجد على الفضائيات برامج تتناول الأحداث الجارية على الساحة، ونسمع من المذيع الهمام عبارة «ولمزيد من المتابعة ينضم إلينا الخبير الاقتصادى» إذا كان الموضوع متعلقاً بالاقتصاد أو الخبير الأمنى إذا كان الموضوع متعلقاً بالأمن أو الخبير الاستراتيجى إذا كان الموضوع متعلقا بالأمن القومى، وهناك خبراء فى الزراعة والصناعة والسياحة والطرق والمواصلات والتنمية البشرية، وخبراء فى حقوق الإنسان والمجتمع المدنى وغيرهم من الخبراء الذين سألنا عن البعض منهم فوجدنا أن أغلبهم لم يحصل على مؤهل عال وأنه استطاع أن يصل إلى درجة خبير بالفهلوة، والأغرب أن عدداً كبيراً منهم بعد أن ذاع صيته وانتشر يرفض الظهور فى الفضائيات إلا بعد أن يتأكد من المبلغ المالى الذى سيحصل عليه، أعرف أحدهم جيداً إذا طُلب منه أن يتكلم فى السياحة تجده أمام الكاميرات خبيراً سياحياً وإذا طلب منه أن يتكلم فى الأمن القومى تجده خبيراً استراتيجيا وأحيانا خبيراً فى الاقتصاد والصناعة فهو خبير متعدد المواهب، المهم عنده من يدفع أكثر وليذهب البلد إلى الجحيم، لكن الأغرب هو ظهور نوع آخر من الخبراء يجيدون الكلام أمام الكاميرات ولا تستطيع أن تسأله من أين حصل على الشهادة فى هذا المجال مثل خبير العلاقات الإنسانية.
مصر بها كل هؤلاء الخبراء وفى كل هذه المجالات ومازالت تعانى ومعاناتها هذه المرة من هؤلاء الذين يروجون لغير الحقيقة، فهم يدمرون البلاد ويخربونها مقابل ما يتقاضونه من أموال لأنهم لا يعرفون الحقيقة وإذا عرفوها حادوا عنها لأنهم دائما وأبداً على النقيض من طرف الحقيقة فإذا كانوا بالفعل خبراء وعلى دراية بما يقولون أمام الكاميرات فلماذا تحاصر المشاكل مصر من كل جانب ولماذا لم يتقدم أحدهم بورقة عمل أو بحث فى مجاله لحل مشاكل البلاد، ثم أين الأجهزة الرقابية التى لم تسأل هؤلاء عن شهاداتهم ولماذا لا تحاسبهم الضرائب على الأموال التى يتقاضونها من الفضائيات بعد أن أصبح الظهور على الشاشات مهنة يتكسب منها البعض، ونفس الشىء ظهر خبراء آخرون فى مجال مختلف يطلقون على أنفسهم «مستشار تحكيم دولى» لا أدرى فى أى تحكيم دولى يعملون وما هى الدولة التى استعانت بهم وفى أى مجال هم يعملون لا أحد يعرف، فقط هم يقدمون أسماءهم مقرونة بلفظ المستشار، هؤلاء وغيرهم ممن يطلقون العنان للألقاب التى تشعرك بأهميتهم، هم الخطر الحقيقى على مصر لأنهم لا يعملون ولا يفيدون الوطن فى شىء حقيقى والبعض منهم يقول معلومات مغلوطة.
مصر أصبح لديها أكثر من 90 مليون خبير ومستشار وغيرهم من الألقاب غير الحقيقية التى لا تفيد فى أى شىء.
هؤلاء يجب أن يلفظهم الجميع ويتوقف الإعلام والمحطات الفضائية عن استضافتهم لأنهم لا يقدمون جديداً ولا يفيدون فى أى شىء بل هم سبب داء هذا الوطن وسبب خلق حالة اليأس لدى الجميع، علينا اتباع التخصصات كل فى تخصصه بعيدا عن المزايدة الإعلامية، مصر تحتاج لأبنائها الحقيقيين الذين يضحون من أجل تراب هذا الوطن وليس المتاجرين بأحلام وآمال الشعب المغلوب على أمره.