السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية الأرجوت والبرنامج العفريت!

حكاية الأرجوت والبرنامج العفريت!






لا أنا خبير زراعى ولا أى مذيع أو مذيعة أيضا!!
وإذا كنت أنا أبحث عن المعلومة الموثقة من أساتذة وخبراء يفهمون ومتخصصين فى الموضوع، فأغلب الظن أن البرامج التليفزيونية تبحث عن الزيطة لا الهدوء، الصخب لا صوت العقل، الزعامة والبطولة الزائفة لا البحث عن الحقيقة وتنوير المشاهد!!
فى الفترة الأخيرة انشغلت الفضائيات والصحف بمعركة أو أزمة «الأرجوت» عدو القمح الأول وخصمه اللدود.
كانت البداية عندما أصدر «د.عصام فايد» وزير الزراعة واستصلاح الأراضى قرارًا بوقف استيراد أى شحنات قمح مصابة بأى نسبة من فطر «الأرجوت».
ولا شك أن أى قرار يكون فى صالح المواطن المصرى فهو يستحق كل الاحترام والتقدير والاشادة به!
ولكن عندما يتحول القرار ومناقشته عبر البرامج المختلفة من خلال ضيوف تسود مناقشاتهم الصراخ والزعيق بين مؤيد ومعارض ثم تأتى مصيبة الاتصالات التليفونية التى تشارك فى هذه المعركة الحامية الوطيس!!
قال البعض - فأغلبه كلام علمى صرف لا يفهمه أغلب المشاهدين- وأنا على رأسهم - أن دخول الأرجوت مصر هو أحد خطايا وزير التموين المستقيل!! «قيل هذا الرأى بعد استقالة الوزير».
ويقول آخر: إن المشكلة ليست فى فطر الأرجوت لأنه يموت فى النار لكن المصيبة أو المشكلة تأتى من السموم الناتجة عنه وتسبب عشرات الأمراض، ومنها إجهاض الحوامل والهلوسة وغيرها.
وتنهال الاتصالات التليفونية على البرامج من محترفى المكالمات وهات يا رغى ولت وعجن فى مناقشة علمية صرفة وليست مناقشة حول اتحاد الكرة وانتخاباته أو استقالة «مارتن يول».
حاولت كمواطن عادى ثقافته الزراعية محدودة تماما - وكل ما أفهمه من أمور الزراعة هو الاستمتاع بمنتجات الزراعة من خضروات وفواكه لا أكثر ولا أقل!! - فلم أفهم شيئا من كل هذه المناقشات!! ربما كنت أنا السبب فى عدم الفهم ولا أدرى!!
لكن المفاجأة بالنسبة لى كانت فى حوار صحفى حول نفس الموضوع مع الدكتور «جمال مصطفى سعيد» فى الزميلة الأخبار أجراه الزميل «محمد درويش» وكان عنوان الحوار المثير هو «الأرجوت ليس شرًا خالصًا»!! ولأن قائل هذا الكلام الخطير أستاذ الجراحة بطب القاهرة فهو يتكلم بعلم وتخصص ورحت أقراه ، وبعد الكلام العلمى المهم كان كلامه عكس العنوان تمامًا، فقد أخذ يعدد ويشرح الأمراض التى تنتج عن هذا الفطر!
لكن المطمئن فى حديثه هو قوله: إن الفطر لا يمكن أن ينمو فى مصر أو يسبب عدوى لا قدر الله فى المحاصيل الزراعية لعدم قدرته على تحمل الجو المصرى مرتفع الحرارة وهى منحة ربانية لمصر المحروسة.
وفى نهاية حديثه قال: «يجب على مذيعى التوك شو فى وسائل الإعلام عدم تضخيم الموضوع لأنه يؤدى إلى بلبلة مصطنعة وربما تكون موجهة، فنحن فى عصر الحرب من الداخل».
ويا عزيزى الدكتور جمال مصطفى سعيد «أنت تطالب إخواننا وأهلنا وحبايبنا فى الفضائيات بعدم «تضخيم الموضوع» أى موضوع، فإذا كان «التضخيم والتضخم والفخامة» هى من أساسيات العمل التليفزيونى - وخاصة فى الفضائيات!! صحيح أن أى موضوع يمكن مناقشته فى دقائق مكثفة مفيدة، لكن كيف يملأون ساعات الإرسال الممتدة بلا رابط أو ضابط؟! ثم أن «تضخيم» أى موضوع يتماشى ويتناسب مع نسب «التضخم» العالمية فلا تندهش من «أعضاء حزب التضخيم» فى كل المجالات!!