السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مباراة منتخب «الهاجدوك» ومنتخب مصر!

مباراة منتخب «الهاجدوك» ومنتخب مصر!






فى يناير سنة 1926 شهد ستاد النادى الأهلى مباراة مهمة جدًا بين أبطال يوغسلافيا ومنتخب القاهرة، كانت مصر كلها تنتظر نتيجة هذه المباراة فى صحف اليوم التالى، فلا إذاعة ولا تليفزيون ولا استديوهات تحليلية، كل هذا لم يكن قد تم اختراعه بعد.
الطريف أن مندوب «روزاليوسف» الرياضى حضر تلك المباراة ووصفها على صفحات المجلة وصفًا طريفًا شيقًا فكتب يقول:
«بدأ اللعب والشمس ضد «الهاجدوك» - أبطال يوغسلافيا - وأخذ المصريون يتناقلون الكرة بحنكة ورشاقة، ولم تكد الكرة تنتقل من «حجازى» لمختار الكبير «لعلى رياض» حتى كان أمام المرمى إلا أنه أخطأه، ثم لعب المصريون بعد ذلك ألعابًا متقنة جدًا، ولولا تلك الرميات الخاطئة لأصابوا الهدف فى الدقائق الأولى من اللعب.
واستمر المصريون فى هجوم عنيف ما يقرب من العشرين دقيقة حتى اتيحت الفرصة «للهاجدوك» فتسللوا بالكرة وفى لحظة كانت فى مرمى «عسكر»!
لعب المصريون بعد ذلك دون يأس أو فتور ولكن تمكن «الهاجدوك» من الهجوم، وأثناء ذلك لعب «الحسنى» لعبة خاطئة فى منطقة الجزاء استحقت ضربة تسبب منها هدف آخر، وبعد دقائق معدودات انتهى الشوط الأول بفوز «الهاجدوك» بإصابتين!
بدأ الشوط الثانى وقد تبادل «رياض» و«مختار الكبير» أماكنهما ولم تكد الكرة تنتقل من هذا إلى ذاك! إلى «على رياض» حتى كان بها فى المرمى فاستبشرنا خيرًا، وأملنا فى الفوز ولكن بعد فترة قصيرة جاءت الكرة «للحسنى» أمام المرمى فأفسد لعبها، فتمكن «الهاجدوك» من إصابة الهدف مرة ثالثة، فترت همة المصريين بعد ذلك، إلا أنهم تمكنوا من الهجوم، فلعب لهم «هاجدوك»  لعبة تسبب عنها ضربة جزاء، لعبها «مختار الكبير» فأصاب الهدف.
جددنا الأمل ثانيًا، ولكن بدت على المصريين علامات التعب والتراخى ولم يستعملوا تبادل الكرة القصير بين بعضهم، فتمكن «الهاجدوك» من إصابة الهدف مرة رابعة، وبعد قليل انتهى اللعب بفوز «الهاجدوك» بأربعة أهداف لهدفين، وإننا لنهنأهم على ألعابهم البديعة، خاصة حارس مرماهم الذى أدهشنا حقيقة، وها نحن ندون ما لاحظناه على أفراد فرقتنا:
- «عسكر»: كان فى إمكانه صد إصابتين ولا ندرى لماذا كان واقفًا فى هدفه لا يتحرك ولم يحسن سوى لعبتين فى الشوط الثانى!
ولعل الاتحاد يفكر فى «رستم» [الحارس البديل].
- «شميس»: لقد صد ودافع وتقدم لمساعدة الهجوم وكان متينًا فى مركزه، إلا أن رميته لم تكن قوية كالمعتاد كما كانت معظم رمياته أرضية!
 - «يكن» أحسن فى بداية الشوط الأول، ولعب أثناء اللعب بعض ألعاب متقنة إلا أنه يجب أن يكون أكثر ثباتًا من ذلك وأن يتقن توزيع الكرة!
- «عبدالسلام»: لم يلعب كعادته وقد حاول كثيرًا أن يحاور بالكرة فكان يفقدها فيحسن به تجنب المحاورة خاصة أمام هدفه - مرماه - ويظهر أن الجناح الأيمن وساعده أتعباه كثيرًا.
- «الحسنى»: كان سببًا فى هدفين علينا، ولعل ذلك لأنه لم يكن محافظًا على مركزه دائمًا!
- «رزق» كان عقبة كأداء أمام خصمه وهو جدير بمركزه!
- «على رياض»: كان سريعًا كعادته، وأحسن تبادل الكرة وأجاد لعبه لولا أنه أخطأ الهدف مرتين وأصابه مرة بخفة عجيبة.
«مختار الكبير»: أمد يدى مصافحًا ومهنئًا، فلم يفسد لعبة أو يخطئ رمية، وكان حافظًا لمركزه، متينًا فى موقفه، متقنًا للعبة، فكان عند حسن ظننا فيه!
«حجازى»: أخطأ المرمى كثيرًا ولم تكن توزيعاته مضبوطة كالعادة!
- «مختار الصغير»: لقد أحسن اللعب وأجهد نفسه كثيرًا وكان بطلا فى الميدان، إلا أنه أخطأ الهدف مرتين وهو أمامه والحارس بمفرده!
«الزبير»: لم نر له لعبًا يذكر وقد كان متعبًا جدًا فى الشوط الثانى، مع أنه لم يجهد نفسه وهذا لا يليق بالجناح!
انتهى الوصف التفصيلى للمباراة، وأظن أنه كان رائعًا وأفضل كثيرًا من نقد هذه الأيام؟!