السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زوجى الحبيب جمال عبد الناصر!

زوجى الحبيب جمال عبد الناصر!






فى زحام أحداث ثورة 25 يناير سنة 2011 صدر هذا الكتاب الممتع والمهم للسيدة الجليلة «تحية جمال عبدالناصر» زوجة الرئيس الراحل!
انشغل الناس بالأحداث الجسيمة والمهيبة ولم ينتبهوا لصور هذا الكتاب البديع الذى كان عنوانه «ذكريات معه» (136صحفة) وصدر عن دار الشروق فى طبعة أنيقة وفاخرة!
جاءت ذكريات السيدة «تحية» بمثابة قليل من السياسة وكثير من المشاعر والعواطف مع زوج أحبته ورجل ملأ كل كيانها وحياتها، كما ملأ حياة المصريين على مدى 18 عاما.
صدرت الذكريات بعد رحيل جمال عبد الناصر وأيضا زوجته، وتذكر السيدة تحية: «لقد عشت جمال عبد الناصر ثمانى سنوات قبل الثورة وثمانية عشر عاما بعد قيامها فى 23 يوليو سنة 1952، لقد تزوجنا فى 29 يونيو سنة 1944 أى عشت معه ستة وعشرين عاما وثلاثة أشهر، فراقه وافتقارى له، لم أفتقد أى شىء إلا هو، ولم تهزنى الثمانية عشر عاما إلا أنه زوجى الحبيب، أى لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية».
ومن أخطر ما تكشف عنه السيدة «تحية» أنها فكرت فى الكتابة عن حياتها مع جمال عبد الناصر أول مرة سنة 1959 وظلت تكتب بانتظام لمدة ثلاث سنوات، وكان الرئيس يعلم أنى أكتب ومُرحبا.
وكانت المفاجأة أنها تخلصت من كل ما كتبته وأخبرت الرئيس فتأسف وقال لى: لم فعلت ذلك؟! فقلت له: إنى سعيدة، كما أنا ولا أريد أن أكتب شيئا، ربما تكلمت عن حقائق تحرج بعض الناس وتكون متصلة بحقائق، كنت أراها تدور أمامى!
فقال لى: افعلى ما يريحك! فقلت: إنى كتبت عما أذكره من مواقف ومفاجآت مما كان يحصل فى بيتنا، وما كنت أسمعه وأشاهده بعينى وما كان يقوله لى الرئيس، وقررت ألا أكتب أبدا، وقلت له: أنا مالي! وضحكنا!
وبعد رحيل جمال عبدالناصر عادوت السيدة «تحية» فكرة إعادة كتابة المذكرات وتقول: «قررت أن أكتب وأنا أعلم جيدا أن الرئيس كان آسفا لأنى لم أستمر فى الكتابة وتخلصت مما كتبت، فأنا أعيش الآن وكأنه موجود بجانبى لا أتصرف أو أفعل شيئا كان لا يحبه، ولو كنت أعلم أنه لا يريدنى أن أكتب شيئا ما فعلت!
وبدأت أكتب وأعيش مع ذكرياتي، لكنى لم أتحمل فكنت أنفعل والدموع تنهمر وصحتى لم تتحمل، فوضعت القلم وقلت: سأتوقف عن الكتابة ولأبقى حتى أرقد بجانبه! وتخلصت مما كتبت مرة ثانية! لكنى وجدت أن لى رغبة فى الكتابة فى ذكراه الثالثة سنة 1973، فلا تحمل كل ما يحصل لي.
وكتبت السيدة تحية ذكرياتها التى لم تنشر إلافى عام 2011، وما أكثر الحكايات والمواقف ذات الدلالة البالغة والتى توقفت أمامها ومنها ما ترويه وحدث سنة 1958 فتقول:
«مرض الرئيس بالسكر وأخبرنى بمرضه فحزنت جدا، وكنت أنزل للحديقة بمفردى وأبكى، وانقطعت عن أكل الحلوى لوقت طويل من شدة حزنى، وكنت لا أقدم الأصناف التى لا توافق العلاج فكان يطلبها ولا يأكل منها، وكان يقول لي: «الحمد لله إن مرض السكر أخف من أمراض أخرى كثيرة، ولحرصى الشديد على صحته كنت أقوم بطهى ما يأكله بنفسى فى أغلب الأيام».
وتحكى السيدة «تحية» عن أيام الفرح والحزن ولحظات الهزيمة والانكسار بعد حرب 1967، وفرحة عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة، وحزنه الشديد كلما سمع عن سقوط شهداء على جبهة القتال، وتقول: الرئيس يطلب منى كثيرا الدعاء بالنصر أثناء تأديتى الصلاة».
ولن تكتمل الذكريات عن «جمال عبدالناصر» إلا بعد أن تتفرغ الدكتورة «هدى جمال عبد الناصر» للكتابة عن «الأب»، كتاب تروى فيه التفاصيل الإنسانية التى لا يعرفها أحد، وشكرا وكل التحية والتقدير لحفاظها ونشرها لتراث والدها الزعيم جمال عبدالناصر».