الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مشاكل التعليم عرض مستمر

مشاكل التعليم عرض مستمر






بدأ الاسبوع الماضى عام دراسى جديد وانتظمت العملية التعليمية فى كل ربوع مصر، لكن مشاكل التعليم مازالت كما هى تتكرر مع بداية كل عام دراسى بلا أى تغيير وكأنها جزء من المقرر الدراسى على الطلاب، فحتى كتابة هذه السطور لم تنته هيئة الأبنية التعليمية من صيانة عدد كبير من المدارس ومازالت عمليات الصيانة مستمرة رغم وجود التلاميذ بالمدارس، وهذا أمر خطير جداً، هل كانت إدارات هذه المدارس لا تعلم بموعد العام الدراسى؟ أم أنها أهملت عمليات الصيانة حتى آخر لحظة؟ يجب على وزارة التعليم محاسبة هذه الإدارات على هذا التأخير، وتضرب بيد من حديد على كل من أهمل وتجاهل موعد الافتتاح.
الغريب أنه حتى الآن هناك العديد من المدارس على مستوى الجمهورية تأخرت فى تسليم بعض الكتب، لدرجة أن هناك مدارس فى الصعيد يذهب طلابها للمدرسة دون أن يحصلوا على الكتب الدراسية، وتسير العملية التعليمية فى هذه المدارس «سمك لبن تمر هندى»، وحتى الآن هناك بعض الكتب الدراسية لم تتم طباعتها، وقد مر أسبوع كامل على بدء الدراسة وهناك العشرات بل المئات من المدارس ليس بها أى نوع من أنواع الانضباط سواء كان من جانب الطلاب أو من جانب المعلمين فى الفصول، فهناك مدارس بها نقص كبير فى عدد المدرسين ومدارس بها تكدس فى الفصول وصل إلى 80 طالباً فى الفصل الواحد وكأنهم فى يوم الحشر، وحتى عمليات الغياب والحضور لم تستطع إدارات العديد من المدارس الحكومية أن تضبطها.
أما الكلام عن تطوير المناهج فهو كلام قديم ومكرر ولم نر فيه أى جديد، ففى كل عام نسمع هذا الكلام عن عمليات تطوير المناهج وحذف الحشو من المناهج ولكنه لا يتم وإذا تم فهو فى حدود لا تتعدى الـ5٪.
العالم كله التعليم فيه موحد ومصر هى الدولة الوحيدة التى يختلف فيها التعليم ويتحدد بطرق عديدة، فهناك المدارس الحكومية والمدارس الخاصة والمدارس الدولية والمدارس التجريبية والمدارس القومية، وكلها أو جميعها تختلف المناهج فيما بينها، الأمر الذى يخلق أجيالا مختلفة ومتصارعة، وكان يجب على وزارة التعليم توحيد المناهج أولا ثم تطويرها بعد ذلك لكنها فى كلا الأمرين لا تفعل شيئا وتترك الحبل على الغارب بالإضافة إلى أنها تركت أباطرة الدروس الخصوية دون عقاب حقيقى وتركت السناتر التى تعمل ليل نهار دون ترخيص ولم يتحرك أحد.
العملية التعليمية عندنا فى مصر تسير بطريقة تؤدى إلى الهاوية وسوف تخرج طلاباً مشوهين علميا وثقافيا، التعليم يحتاج إلى وقفة جادة من المسئولين فى الدولة، ويحتاج إلى تغيير فى المفاهيم ونقل تجارب الدول التى تقدمت وتطبيقها لدينا، فلا يمكن حتى الآن أن تكون الثانوية العامة هى «بعبع» كل بيت وكل أسرة فى مصر، وما حدث فى الثانوية العامة العام الماضى من فضيحة كبرى فى الغش الإلكترونى ليس ببعيد، وعلى وزير التعليم الحالى أن تكون له خطة واضحة لإصلاح حال التعليم أو يرحل فى هدوء لأن التعليم الحقيقى هو تقدم المجتمع والنهوض به، ومصر محتاجة لأبنائها من أجل مستقبل أفضل ومن أجل جيل قادر على تحمل المسئولية.