السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وثائقيات الجزيرة: تزوير وتضليل!

وثائقيات الجزيرة: تزوير وتضليل!






ربما تكون محطة «الجزيرة الوثائقية» موضوعية ومحايدة فى كل ما تقوم بإعداده وإنتاجه من برامج أو أفلام تسجيلية، إلا فيما يتعلق بـ«مصر» فهى غير موضوعية ولا تعرف الحياد على وجه الإطلاق!!
وكل ما أنتجته وقدمته «الجزيرة الوثائقية» يؤكد هذا الكلام وهو ما أكدته رسالة الدكتوراة التى حصلت عليها الأستاذة «آمال عويضة» زميلتنا البارعة فى جريدة الأهرام.
تقول د.آمال عويضة: طبقا للإطار الفكرى الحاكم لمواد القناة تتكرر كلمات ثلاث مفتاحية وهى: مصر والإسلام وفلسطين، فتضع مصر تحت ميكروسكوب النقد السلبى وتدعو للتمرد دون رؤية نقدية تطرح البدائل البناءة! حيث ركزت الأعمال - بداية من عام 2009 - على الجوانب السلبية مع دعم المعارضة وحراك الشباب، كما اتخذت بعدا متحيزا كالمقدم فى «محمد على» بجزءيه باعتباره المراوغ الممسك بالمسبحة بينما يتخلص من أعدائه فى مذبحة القلعة، بينما قدمت «محمد نجيب» الرئيس المنسى «مسالما- يرفض طلب مجلس قيادة الثورة بإعدام الملك «فاروق» ويحرص على توديعه»!
كما تتناول الأعمال ذات التوجه السلبى فى المرحلة التالية من توالوا على رأس السلطة باتباع أسلوب التنميط أو الصور النمطية ليصبح على سبيل المثال: «السادات» هو «المدعى الخبيث»، و«عبدالناصر» هو «الخائن» للإخوان المسلمين! و«مبارك» هو «الفاسد»!! فضلا عن مناهضة أى تدخل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى فترة ما بعد ثورة 2011، وهو ما يتفق مع توجه الأعمال المنتجة لصالح الجزيرة الاخبارية، ومن ذلك سلسلة «الإسلاميون» لتحسين صورة حركات الإسلام السياسى، و«الإخوان المسلمون فى مصر» حيث يستعين هذا العمل الأخير ساخرا بصور للسادات ومبارك!
كما حرصت القناة على إنتاج عدد من الأعمال لصالحها عن شخصيات اشتهرت بعدائها أو خلافها مع رؤساء مصر المتعاقبين على سبيل المثال: الجنرال «سعد الدين الشاذلى» المعارض للسادات، ورحلة مؤسسة ومسيرة بطريرك عن «البابا شنودة» رجل الكنيسة القبطية الأول، حيث يلمح العمل إلى أن للكنيسة مشروعا خاصا بها أرى لصدامها مع الرئيس والأغلبية «!!!»، وهناك «فارس المنابر الشيخ كشك» المعارض لناصر والسادات، و«العلم والإيمان» عن «د.مصطفى محمود» الذى اشتهر بعدائه لعبدالناصر.
وتكشف الدراسة المهمة عن اهتمام القناة وترويجها لأفكار ما يعرف بظاهرة «شيوخ الإسلام السياسى» - حيث انتجت القناة أعمالا عن كل من «يوسف القرضاوى» و«عبدالحميد كشك» و«عمر عبدالرحمن» وغيرهم فى العالم العربى.
فى مقابل تجاهل التنويريين أمثال الشيخ «محمد عبده» أو الداعين إلى إعادة قراءة النصوص والبحث المغاير فيها أمثال: «د.نصر حامد أبوزيد، وخليل عبدالكريم، وسيد القمنى، ومحمد شحرور» وغيرهم.
كما يتضح ركونها للتقليديين أمثال المحقق اللغوى والباحث الإسلامى «محمد محمود شاكر» فى مقابل تجاهل عميد الأدب العربى «د.طه حسين» والحذر فى تناول مسيرة مطربة العرب الأولى «أم كلثوم» أو «توفيق الحكيم» أو «نجيب محفوظ» وذلك عبر أعمال لم يتم التخطيط لها إلا بعد عام 2011 ولم يتم البث إلا فى سنة 2015، حيث جاء الأول بعنوان «أم كلثوم» صاحبة العصمة فى إشارة لعلاقتها بالقصر والملك فاروق، بينما خصص «النجيب» جزء حول محاولة اغتياله مع استضافة متحدث سلفى لتوضيح أسباب إهدار دمه «!!».
من جهة أخرى قدمت القناة عملا عن العالم المصرى «د.مصطفى مشرفة» عنونته باسم «اينشتاين العرب» للخروج به من انتمائه المصرى.
خلاصة هذه الدراسة المهمة - حسب ما تقول د.آمال عويضة - أن نتائج هذه الدراسة الختامية لم تأت فى صالح مهنية القناة وموضوعيتها!
وتبق ملاحظة لابد منها وهى الاحتراف والمهنية العالية فى تنفيذ تلك البرامج والأفلام لكن «السم» و«التزوير» و«التلفيق» متوافر بكثافة عالية، ومن هنا خطورة ما تقدمه الجزيرة الوثائقية من تزييف وتزوير وتضليل.
دراسة د.آمال عويضة عمل رائع ومحترم ووطنى من الطراز الأول، وأناشد د.فوزى فهمى المثقف اللامع ومكتبة الأسرة أن تنشر هذه الرسالة ضمن ما تصدره من إصدارات تستحق الاحترام.