السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مذيع حايس ومشاهد لايص!

مذيع حايس ومشاهد لايص!






إذا شاءت لك الصدفة أن تشاهد قناة «الشرق» أو قناة «مكملين» فلن تشاهد سوى صور بائسة ويائسة لمذيعين ومذيعات يتظاهرون بالزهو وهم فى قمة اليأس، ويتظاهرون بالانتصار وهم فى قاع الهزيمة!
قضية «الشرق» و«مكملين» - والجزيرة بطبيعة الحال - والتى تخصص كل الوقت والجهد من أجل إثباتها هى أن مصر تنهار! وأن المظاهرات الحاشدة تملأ الحارات والميادين! وأن الثورة تدق الأبواب.. إلى آخر هذه الهلاوس المرضية والهجايص الإخوانية!
عدة ضيوف احترفوا البؤس والكذب يتنططون بين المحطتين - رايح جاى - بنفس هلاوسهم وأوهامهم سواء فى عودة د. مرسى ذات يوم أو ذات أسبوع أو ذات سنة أو مائة سنة!
 المصيبة الأعظم أن عددا من هؤلاء الضيوف الذين يمتلأون جهلا وغطرسة ممن يحملون شهادات ماجستير أو دكتواره، لكنك لا تشعر أبدا أنهم بالفعل حصلوا على هذه الشهادات!
ولعل أغرب هذه النماذج التى تثير الأسى والشفقة ذلك المدعو «د. محمد غانم» الذى يظهر بانتظام وإلحاح على قناة «المستقلة» التى تبث من لندن، كما أنه من الضيوف البارزين على قناة «بى. بى. سى» ويشارك تليفونيا فى باقى القنوات.
فى كل الحلقات التى أطل فيها هذا البيه الذى يعيش فى لندن لا يكل ولا يمل من ترديد أسطوانة مشروخة معطوبة هى أن د. مرسى أول رئيس مدنى منتخب! وأنه تمت الإطاحة به؟!
فإذا قال له المذيع الشاعر والأستاذ «عباس الجنابى» وأن هذه الانتخابات النزيهة تمت تحت إشراف القضاء المصرى وحماية الناخبين قام بها الجيش وهذا ما يحسب لهما!
د. غانم ولا أعرف ما هى الدكتوراه الحاصل عليها، يترك كل هذا الكلام ويهاجم القضاء والشرطة والإعلام والمحكمة الدستورية! وعندما يذكر المذيع بحصار الإخوان للمحكمة الدستورية ومنع القضاة من دخول المحاكم! يحدثه عن فساد الإعلام وهكذا!
فإذا قال له المذيع إن الشعب المصرى كله يرفضكم ويلفظكم! رد بكل اقتناع: إن الملايين تملأ الشوارع مؤيدة للشرعية.
وهكذا لن تجد غير الهلاوس والهجايص، أما أغرب ما رأيته منذ أيام عندما ظهر واحد اسمه «حسين عبد القادر» وراح يتحدث عن الثورة القادمة فى مصر مستعينا بخرائط ورسوم بيانية أو رسوم تجريدية وأرقام وإحصائيات وخطوط بالطول وخطوط بالعرض، ورسم مربعات ودوائر ومستطيلات وشبه منحرف واستخدام جدول الضرب وقواعد النحو والصرف، مؤكدا أن الثورة ستنتصر ومرسى سوف يعود إلى الاتحادية.
كان المذيع الغلبان البائس اليائس، ساكت فى خنوع مستسلما لما يقال من هلاوس، فلا يجرؤ على السؤال أو الاستيضاح فشعاره «اربط الحمار زى ما صاحبه عاوز»! والمهم القرشين آخر الشهر والإقامة الطرية فى فنادق اسطنبول والسهر ليلا مع «حريم السلطان» ومشاهدة القنوات إياها حيث تركيا موطن ووطن هذه المحطات المؤدبة جدا.
أما قمة الهلاوس فتظهر حين يطل «أيمن نور» صاحب دكانة «الشرق» ليحلل ويشرح أبعاد الثورة القادمة من النجوع، حيث الحشود الهادرة والدموع السادرة، وذكرياته الكاذبة عندما خطط ورسم خطة ثورة 25 يناير وإشادته الدائمة بالجماعة ومرشدها وكل ما ينتمى إليها، كل هذا والمذيع «حايس» والمشاهد «لايص» بين أكاذيب لا نهاية لها، وأوهام غرقوا فيها طوال ثلاث سنوات!