السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مطلوب ترشيد «الهبل» و«العبط»!

مطلوب ترشيد «الهبل» و«العبط»!






داخل كل إنسان سواء كان رجلا أو امرأة، متعلما أو جاهلا مثقفا بحق أو يدعى الثقافة نسبة ما من جينات «العبط»!
البعض منا يستطيع بذكاء أن يدارى ويخفى «عبطه»، لا يراه أحد ويبدو أمام الناس حكيما وفيلسوفا وعارفا بكل شىء، ولا أحد يحاسب العبيط على «عبطه» طالما ظل هذا «العبط» قاصرا عليه وعلى المحيطين به سواء أقاربه أو أصدقائه!!
من حقى أن أكون «عبيطًا» لكن ليس من حقى أن أفرض «عبطى» عليك وأدعوك أن تشاركنى وتقاسمنى «عبطى» تحت اسم العيش والملح والناس العبط لبعضها!!
كن عبيطا داخل بيتك، وكونى عبيطة مع زوجك تكسبيه، لكن المصيبة أن يتسلل هذا «العبط» إلى الفضائيات ويسكن برامجها ومقدميها ومقدماتها وفى المقدمة ضيوف هذه البرامج!!
غير مقبول بالمرة أن يتسلل العبط إلى شاشات الفضائيات فالموضوع عبيط، والأسئلة عبيطة، والضيف عبيط والمذيع أو المذيعة تنافس كل هؤلاء فى هذا «العبط» العبيط!!
ولعل أخطر وأبشع أشكال «العبط» يظهر واضحا فى البرامج التى تهتم بمناقشة الموضوعات التى تهم المرأة ومشاعرها وهمومها واهتماماتها من طبخ وماكياج وتربية أبناء وكيف تكون «حلوة» طول العمر فى نظر زوجها!! هذه البرامج تستضيف خبراء أو أساتذة وكل منهم خبير واستشارى ودكتور وزميل كلية «هلاهوطة» بجامعة «عبيطوس».. ويصدق المشاهد والمشاهدة هذه الألقاب!!
ولا أحد يسأل لا المعد ولا المذيعة أو حتى يتأكد أن هذا الضيف يحمل فعلا هذه الشهادات، ليس ذلك مهما، المهم أن نملأ وقت البرنامج بثرثرة تافهة وكلام عبيط ومداخلات واتصالات لا تقل فى عبطها عما يقال فى البرنامج نفسه!
زاد العبط عن حده المسموح به دوليا، بل وإنسانيا، بل تعدى العبط الحدود المحلية ليصبح عالميا يشاهده الملايين فى دهشة وعجب واستنكار واشمئزاز أيضا.
كانت قمة العبط والهطل - على حد سواء عندما أطل علينا منذ أيام ضيف أحد البرامج المهتمة بالمرأة والأسرة - فى إحدى فقراتها - وفهمنا أنه طبيب نفسى واستشارى علاقات أسرية - ماشى لا بأس- وراح يتحدث بكل ثقة وجدية ومرح أيضا وقال للمذيعة «وأنا أنقل حرفيا ما قاله نقلا عن اليوتيوب» ما يلى:
«الستات عندها غدة نفسية مش موجودة عند الرجالة اسمها غدة «الهبل» ودى حاجة حميدة جدا والمفروض الستات تفرح بيها!
وقاطعته المذيعة متسائلة: نفرح بالهبل؟! فقال: وهذه الغدة تنشط لما الست بتحب بجد!! تلاقى الست تتصرف كأنها طفلة وعيلة صغيرة هذه الغدة تفرز هرمونًا اسمه هرمون الهطل، وهى لا تنشط عند المرأة إلا فى حالة العشق.. وهو يقضى على أنزيم الخجل!! الخ.. الخ.
وما بين دهشة المذيعة والهطل والاستخفاف بعقول الناس سواء كانوا متعلمين أو على باب الله انتهت الحلقة.
وليت أمر الهبل والهطل توقف عند هذا الحد، فقد راح أفندية وهوانم الفيس بوك يشيرونه على صفحاتهم واللى ما يشترى يتفرج، وكانت هذه الدقائق عن الهبل والهطل عند المرأة هى المادة المفضلة عند محطات وقنوات الجماعة إياها ومقرها اسطنبول وهات يا سخافات وسخرية علينا وعلى نسائنا!!
لا يهمنى اسم الضيف ولا اسم المذيعة التى قدمت البرنامج «صباح دريم» على قناة دريم، لكن ما يهمنى فى المقام الأول هو ذلك «الهبل» و«الهطل» فى اختيار موضوعات البرامج، ونفس الهبل والهطل فى اختيار الضيوف لمجرد الكلام وحشو الوقت، ثم هبل وهطل المشاهدين الذين لا يفرقون بين «الهبل» و«الهطل»!
جهد ضائع ومال ضائع، وبرامج ضائعة ما بين الهبل والهطل!!
أنا لا أطالب بمنع الهبل والهطل ولكن بترشيده لا أكثر ولا أقل!!