السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حل لصراخ المذيعين!

حل لصراخ المذيعين!






أكره كل أنواع الزعيق والصراخ، سواء كان زعيقاً وصراخًا مكتوباً عبر مقالات لا يقرأها سوى أصحابها أو زعيقاً وصراخاً «مرئياً» عبر برامج الفضائيات سواء كانت مصرية أو عربية!!
أكثر من ألف وخمسمائة فضائية ناطقة بالعربية تبرطع فى الهواء طوال ساعات اليوم، ولن تستطيع سيادتك مثلى تماماً أن تتابع كل هذا الهطل والهبل الذى تبثه كل هذه الفضائيات.
وخلال الأيام الماضية استوقفنى مقال مهم وكاتبه من أعداء الصراخ والزعيق رغم ظهوره فى عشرات البرامج وهو الزميل العزيز والصديق الدكتور «وحيد عبدالمجيد»، فى كل المرات التى شاهدته فيها كان هادئاً وعاقلاً رغم الصراخ والزعيق الذى يحاصره ويحيط به من باقى الضيوف بل والمذيع أو المذيعة.
عنوان مقال د.وحيد هو الذى لفت انتباهى فى البداية، ثم جاء مضمون المقال فى الصميم، والعنوان هو «حل لصراخ المذيعين» ويبدو أن قدرة وحيد عبدالمجيد على الصبر قد نفدت ولم تعد آذانه تحتمل هذا الصراخ المستمر، وكتب يقول:
«فى غياب التقاليد المهنية تفقد أى مهنة نفسها ويتدهور مستواها ويتهافت أداء معظم من يمتهنونها، وينطبق ذلك على الإعلام حين يفتقر المهنية، يظهر بوضوح أكثر من أى مهنة أخرى خصوصاً الإعلام المرئى الذى يرى الناس «تدهور» أدائه بأعينهم على الهواء بينما يعرفون عن تراجع المهن الأخرى، إما نتيجة خبرة مباشرة أو عن طريق روايات يسمعونها أو يقرأونها!!
وكثيرة هى مظاهر التدهور فى الإعلام المرئى فى بلادنا الآن! ومن أكثر هذه المظاهر تكراراً أداء بعض المذيعين الذين لا يعرفون طبيعة مهنتهم أو يستغلون حالة الفراغ السياسى ليملأوا المجال العام بانطباعاتهم السطحية التى يعبرون عنها فى بعض الأحيان بطرق تمثيلية ركيكة يلعب الصراخ دوراً معتبراً فيها!!
ولا يلبث بعضهم أن يصدقوا أنفسهم فيظنون أن الاستحواذ على شاشة وميكروفون هو السبيل لأن يكونوا «زعماء» فى ساحة جفت فيها ينابيع السياسة والفكر، ويعوضون انخفاض مستوى معارفهم برفع أصواتهم والصراخ فى وجوه قليل من المشاهدين مازال لديهم صبر وقدرة على تحمل هذا الأداء».
وفى غياب قواعد مهنية لتنظيم الإعلام، وفى ظل استفحال حالة الصراخ التليفزيونى، ربما تساعد فكرة تفريغ الطاقة السلبية فى إيجاد حل لمشكلة صراخ المذيعين الأعلى صوتاً!!
وتتلخص هذه الفكرة المنتشرة فى كثير من دول العالم فى إنشاء غرف لتفريغ الطاقة السلبية التى تعد أحد أهم عوامل السلوك غير الطبيعى بمختلف أشكاله، بما فيها من سرعة الغضب، واللجوء إلى العنف اللفظى، والحدة فى التعامل مع الآخر والصراخ فى وجهه!!
ووظيفة هذا النوع من الغرف هى توفير مكان ملائم لتفريغ الطاقة السلبية التى تؤدى إلى مثل هذا السلوك، بحيث يخرج الشخص منها هادئاً بعد إخراج شحنات هذه الطاقة المتراكمة فى داخله فيشعر بالراحة والسلام!
فإذا كان الشخص ممن يصرخون بلا سبب أو داع على سبيل المثال فسيجد مكاناً ملائماً وبيئة مهيأة لتفريغ طاقة الصراخ لديه وعندما يفعل المذيع الذى يصرخ طوال الوقت ذلك، يمكنه أن يذهب إلى برنامجه هادئاً مرتاحاً، وربما يساعد ذلك فى وقف أحد جوانب التدهور فى الأداء الإعلامى.
انتهى الاقتراح الوجيه للدكتور «وحيد» وأزيد عليه بأن تنشئ كل محطة غرفة أخرى ليقوم الضيوف أو المذيعين بتبادل السباب والشتائم فيها وفيما بينهم، فيهدأون تماماً بعد أن أخرجوا كل ما بداخلهم، فيظهرون على الشاشة بعد ذلك وهم قمة الأدب والحياء والخجل والكسوف!
فلتجرب القنوات الفضائية هذا الاقتراح لعل وعسى!!