السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«محمد صلاح» صانع الفرح والسعادة!

«محمد صلاح» صانع الفرح والسعادة!






أظن أن العبقرى الفنان الكروى «محمد صلاح» فرعون مصر الجميل أصبح مصدرًا لسعادة الملايين من المصريين والعرب ومشجعى فريقه «روما» عامة وأصحاب المقاهى والكافيهات فى مصر خاصة!
أغلب المصريين لا يشتركون فى القناة المشفرة التى تذيع مباريات الكرة العالمية، لكنهم يعوضون ذلك بالذهاب لأقرب مقهى أو كافيه، ومع كوب شاى أو فنجان قهوة وواحد شيشة وبجنيهات قليلة يستمتعون بسحر وفن ومهارة ولعب الولد العفريت «محمد صلاح»!
لم تعد المقاهى تزدحم أو تمتلئ عن آخرها لمشاهدة برنامج توك شو مهما كان اسم مقدمه أو مقدمته! لكنهم يذهبون إلى المقهى قبل وقت أى مباراة لنادى روما ونجمه محمد صلاح وستيفان شعراوى وتوتى وغيرهم قبل موعدها بساعة ليضمن له كرسى أو مكانا، وكله خير وبركة لصاحب المقهى.
مشوار «محمد صلاح» منذ رحيله من «المقاولون العرب» إلى «بازل» السويسرى ثم «تشيلسى» الإنجليزى إلى «فيورنتينا» و«روما» فى إيطاليا كان محط أنظار كل الفضائيات وكاميرات الملاعب.. تألق وأبدع ونجح مع «بازل» فطاردته الكاميرات، وجلس احتياطيا مع «تشيلسى» ولم يلعب سوى دقائق معدودات واستفزته المحطات الرياضية ليهاجم «مورينيو» مدربه لكنه كان يتحدث عنه بكل الأدب والاحترام.
وجاء انتقاله إلى فيورنتينا ليصبح حديث الملايين وعشاق النادى، فلما انتقل إلى «روما» وحدث وتكرر نفس الشىء.. ولعلك شاهدت مثلما شاهد الملايين فى التليفزيون أن «صلاح» عندما يحرز هدفا فى فريق سبق أن لعب معه لا يفرح ولا يجرى مسرورا لكنه يحترم - العيش والملح - مع فريقه السابق!
ولعلك شاهدت العنف والضرب الذى يتعرض له كثيرا فلا يقابل ذلك بعنف مضاد بل بابتسامة ساحرة طيبة يرد بها على من كان عنيفا معه.
وفى المرة الوحيدة التى نال فيها كارت أحمر من الحكم، ابتسم وخرج فى هدوء - وكاميرات التليفزيون تتابعه - ولم يتذمر أو يجرى محتجا ناحية الحكم مشوحا ومعترضا - كما يحدث من هلافيت الكرة عندنا!
فى كل لقاءاته التليفزيونية - خاصة مع محطة تليفزيون روما - هو نفسه «صلاح» ابن قرية «نجريح» البسيط، المتواضع، الذى يمتلئ قلبه حبا لكل الناس ويتمنى لهم الخير.. لقد سمعت منذ شهور بذلك الحوار الإنسانى الجميل الذى أجرته معه الإعلامية «منى الشرقاوى»!
لكن ما حدث منذ أيام فى مباراة «روما» مع «بولونيا» فاق كل التصورات لمن شاهدوه، أحرز «هاتريك» وكان نجم المباراة، وهو أول لاعب عربى يسجل «هاتريك» فى مباراة واحدة بالدورى الإيطالى.
كان «صلاح» حديث كل الجماهير المصرية والإيطالية بطبيعة الحال، وبعد المباراة وفى تصريحاته التليفزيونية كان بنفس التواضع والبساطة مع الإشادة بزملائه والمدرب سباليتى! ولم يقل كلمة «أنا» أبدا.
قال عنه «سباليتى» للتليفزيون: إنه «هدية من السماء.. ولا يوجد من يعوضنا غيابه»، وعندما تابعت لقطات لأهداف صلاح عبر «اليوتيوب» لاحظت كيف أن المذيع الخواجة يتشال ويتهبد ويصرخ مع كل هدف له، ومن وسط مئات الكلمات لا أعرف إلا كلمة واحدة «صلاح.. صلاح» وبعد المباراة شاهدت كيف استقبلت عشرات الألوف «صلاح» ولم أفهم  ما قالوه - بالإيطالى - إلا «صلاح.. صلاح»!
شكرًا محمد صلاح أيها الشاب الجميل المحترم.