السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قناة الحرة ليست حرة!

قناة الحرة ليست حرة!






قناة «الحرة» الأمريكية الناطقة بالعربية واحدة من ضمن قنوات أجنبية عديدة تبث للمشاهد العربى بلغته العربية!
والمتابع لهذه القناة يجدها تهتم اهتماما كبيرا بالشأن العربى عامة والمصرى خاصة، وكل شىء كبير أو صغير، مهم أو تافه يحدث فى عالمنا العربى سوف تجده على شاشتها من نشرة الأخبار إلى البرامج والمناقشات النظرية!
قناة «الحرة» الأمريكية وغيرها تخصصت فى متابعة أى مظاهرة تحدث فى مدينة أو قرية أو حارة أو «زنقة» عربية بهدف خدمة المشاهد فى كل مكان!
وما أكثر الأموال التى أنفقتها «الحرة الأمريكية» فى متابعة المظاهرات الحاشدة لجماعة الإخوان حتى لو كان عدد أعضاء المظاهرة عشرة أفراد فى إحدى الحارات!
ولعلك اندهشت مثلى أو استغربت عندما قرأت وشاهدت عن المظاهرات الأمريكية احتجاجا على فوز «دونالد ترامب» وهزيمة السيدة «هيلارى كلينتون»!
سواء كانوا عشرات الألوف أو مئات الألوف، فالمؤكد أن هناك مظاهرات فى بعض المدن الأمريكية ضد ترامب وأن البوليس الأمريكى يقوم بمطاردتها وتفريقها!
هذه المظاهرات لم يشاهدها أحد على شاشة الحرة ولو مرة واحدة! لا صورة أو متابعة حية على الهواء مثلما كانت تفعل «الحرة» فى بث مظاهرات الإخوان!
لا بأس أن تتابع «الحرة الأمريكية» مظاهرة من عشرة أشخاص فى وسط البلد اعتراضا على أى شىء! ولا تتابع مظاهرة بالألوف تحدث فى أمريكا ومن المواطن الأمريكى وهى قناة أمريكية!
هل هذا التجاهل المهنى من قناة الحرة الأمريكية هو كسل أو تكاسل مهنى لا أظن وأشك تماما! هل هذه المظاهرات لا تعنيها ولا تهم المواطن الأمريكى أو المشاهد فى أى مكان! لا أظن أيضا!
الحكاية ببساطة ودون لف أو دوران أن «قناة الحرة الأمريكية ليست حرة» فى كل ما تقدمه، إنها فى نهاية الأمر تملكها وتنفق عليها الحكومة الأمريكية من دولار لمليون دولار أو أكثر منذ أسستها عام 2004 - أى منذ 12 سنة - وهى ممنوعة البث فى داخل الولايات المتحدة نفسها، ونفس الشىء بالنسبة لقناة «الحرة عراق»!
قناة الحرة الأمريكية تطلق شعارات الحرية والديمقراطية وغالبية ما تقدمه هو «حرية الفوضى» فى البلاد العربية وتدعيم هذه الفوضى ومساندتها، الحرية عندها هى حرية «ناشط» واحد ولا يعنيها إطلاق العنف والإرهاب الذى تمارسه جماعات تكفيرية إرهابية ضد ملايين المصريين!
الحرية عند الحرة هى استضافة أى معارض أو ناشط عربى لإفساح المجال أمامه لشتم وسب النظام الذى يعارضه!
الحرية عند الحرة الأمريكية هى تبنى دعاوى أى هلفوت أو تافه عربى ما دام يعارض وطنه، ويدعو لهدم الدولة بحجة إقامة دولة العدالة والديمقراطية وثوار أحرار هنكمل المشوار!
هل أذكركم بعشرات الوجوه الإخوانية وغير الإخوانية الذين ظهروا على شاشة الحرة سواء بعد 25 يناير أو 30 يونيو تدعو للجماعة وتهاجم الدولة وتطالب بإسقاطها، وهل تذكرون كيف أن الحرة الأمريكية وغيرها من القنوات ظلت لفترة طويلة معادية ولا تزال لثورة الثلاثين من يونيو؟!
هل فهمتم الآن لماذا تتجاهل «الحرة الأمريكية» مظاهرات أمريكية تخص الشأن الأمريكى وتهتم فقط بمظاهرة تافهة فى حارة أو زنقة عربية لا تشغل بال أحد!
إنها الانتقائية المهنية! أو بمعنى أدق الانتهازية الإعلامية والانتهازية الأخلاقية فى الضحك على دقن المشاهد العربي!
باختصار شديد: قناة «الحرة» ليست حرة!