الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جزيرة الشيطان

جزيرة الشيطان






الجيش المصرى ببساطة هو التجسيد الحقيقى لكل معانى العزة والكرامة والكبرياء لشعب مصر وشعوب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، والقوات المسلحة المصرية هى الحصن الحصين للأمة العربية، وهى مظلة الحماية الحقيقية للأمن القومى العربى، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل قيمة القوات المسلحة المصرية فى الوعى القومى العربى، خاصة فى الوقت الحالى، بعد أن تعرضت كل الجيوش العربية التى كان لها دور قوى فى وقت من الأوقات للتدمير مثل الجيش العراقى والجيش السورى، من خلال هجمات استعمارية شرسة على العراق وسوريا من أمريكا وحلفائها تارة بحجة وجود أسلحة نووية فى العراق وتارة أخرى بحجة وجود جماعات إرهابية فى سوريا، ولم يبق فى الوطن العربى حاليا إلا جيش واحد فقط متماسك هو الجيش المصرى الذى حافظ على تماسكه، وهو الجيش الوحيد الوطنى فى المنطقة حاليا القادر على دخول أى معركة للدفاع عن مصر والأمة العربية من خلال تطويره وتسليحه بأحدث الأسلحة.
والجيش المصرى له تاريخ طويل منذ عهد الفراعنة، من خلال النقوش التى وجدت على المعابد التى تحكى سيرة الجيش المصرى الذى انتصر على أعدائه وحافظ على أمن مصر، واستطاع أن يحقق انتصارات عظيمة منذ عهد رمسيس الثانى مروراً بطرد التتار وتحرير الدول العربية والإسلامية من شرورهم وطرد الصليبيين وتحرير القدس على يد صلاح الدين وحتى عهد محمد على وطرده العثمانيين وتكوين مصر الحديثة التى كانت تمتلك أقوى الجيوش فى المنطقة، وحتى انتصار الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر عام 1973 وأدرك الشعب المصرى منذ فجر التاريخ أن قواته المسلحة هى الدرع التى تحمى وتحافظ على بقاء الدولة المصرية، وأدرك الشعب العربى أن الجيش المصرى هو صمام الأمان والاستقرار للمنطقة كلها.
فأصبحت القوات المسلحة هى درع مصر والأمة العربية مهما تغير الزمن ومهما تغيرت الظروف، وهى الرمز الخالد لمعانى العزة والكرامة والكبرياء لكل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.
كل هذا جعل المصريين يتحدون رغم أزماتهم الاقتصادية الطاحنة وارتفاع الأسعار بشكل جنونى ضد الفيلم القطرى المخزى عن الجيش المصرى، الذى روّجت له قناة الجزيرة طوال الأيام الماضية، وعلينا كمصريين أن نشكر قطر وبالتحديد قناة الجزيرة الصهيونية لأنها استطاعت بهذا الفيلم الهايف أن تجعل المصريين ينسون كل همومهم وكل أحزانهم وكل متاعب الحياة ويتفقون على شىء واحد فقط وهو الجيش المصرى لدرجة أن الشعب المصرى، أصبح يردد لفظاً واحداً فقط هو «الجيش قبل العيش» ما يعنى أن هذه الدويلة وهذه القناة الحقيرة استطاعت بهذا الفيلم أن تعيد المصريين للتوحد مرة أخرى وهى لا تدرى، فقد انتجت قطر هذا الفيلم من أجل تفكيك الجيش المصرى، والشعب المصرى معا إلا أن كيدهم فى نحورهم بأن تجمع المصريين وبكل قوة حول جيشهم العظيم واتحدوا ضد هذه الجرثومة التى تدعى قطر وأميرها العميل المتصهين، لأن من أنتج مثل هذا الفيلم هو لابد أن يكون عميلاً خائناً لأمته العربية والإسلامية فقد نختلف كدول عربية والخلاف وارد لكن لا يمكن أبدا أن يصل الخلاف إلى هدم الجيوش والأوطان.. هذه الدولة لا تعرف أبدا أن حجراً واحداً من أحجار الهرم الخالدة أغلى من كل آبار البترول والغاز التى تمتلكها، واستمرارها بهذه الحقارة فى التطاول على جيش مصر يثبت أنها جزيرة الشر بل جزيرة الشيطان.
الدور القطرى لا يقبله الدين والعقل والمنطق والعلم، ويبدو أنها ظاهرة مرضية، وتحولت قناة الجزيرة كما سبق أن قلت إلى جزيرة الشيطان لما تبثه فى الدول العربية من سموم.. لكن للحق أقول أن ما فعلته هذه القناة كان كورقة التوت الأخيرة التى سقطت عنها وأظهرت عوراتها أمام الجميع.
فى النهاية ما أجمل أن تجد شعباً مثل الشعب المصرى يتخلى عن أوجاعه وأزماته ليقف خلف جيشه، رافضا الإساءة له أو التطاول عليه فيعطى درسا فى الوطنية والانتماء لصهاينة العرب فى قطر لعنهم الله.