السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أهلاً صاحبة السعادة وداعاً برامج البواخة!

أهلاً صاحبة السعادة وداعاً برامج البواخة!






لا أظن أننى وحدى الذى خاصم برامج «التوك شو» وهجرها منذ فترة ولم تعد تستهوينى أو تدعونى إلى مشاهدتها!!
بدايات برامج «التوك شو» كانت تستحق المشاهدة والتفاعل معها فقد ساد معظمها صوت العقل والاتزان والرغبة فى إفادة وتنوير المشاهد بلا زعيق أو صراخ أو تخوين!! مع وجود استثناءات قليلة ساد فيها الهرج والمرج واختلط فيها الحابل بالنابل والحقيقى بالمزيف والجاد بالتافه!!
ثم جاءت مرحلة هى الأغرب والأعجب فى هذه البرامج وهى انسحاب الضيوف على الهواء كنوع من إظهار البطولة - بطولة مزيفة بالطبع - أو يتطوع الضيف بضرب الضيف الآخر وإلقاء كوب ماء فى وجهه!! أو ضيف يخلع جزمته ليهم بضرب الضيف الذى يختلف معه!! (راجع وشاهد ثانية برامج العبيط اللامع «فيصل القاسم» فى الاتجاه المعاكس!).
حتى وصلنا إلى مرحلة نادرة سبقنا بها كل برامج «التوك شو» عندما يفاجئك اتصال تليفونى من صاحب المحطة ليوبخ مذيعه أو ينتقد مذيعاً أو يطلب منه إنهاء الحوار مع ضيفه واعتبار نفسه مفصولاً من العمل!! بل كان هناك أحد أصحاب القنوات الفضائية قرر أن يشكل حزباً - كان ذلك قبل 25 يناير - فقامت كل برامج ومذيعى محطته بالدعوة لهذا الحزب الوليد وعظمة برنامجه الذى لم يكتبه بعد!
ولم يتوقف التطور عند هذا الحد بل وصلت الاختراعات أن أصبح هناك الضيف المحترف، والمحلل المحترف الذى يظهر فى معظم برامج المحطة - بأجر وراتب خرافى طبعا - فهو فى الصباح يحلل أسرار طبخ المسقعة باللحم المفروم وفى برنامج آخر يناقش أسباب الطلاق، وفى برنامج ثالث يحل مشاكل المتصلين العاطفية والاجتماعية، فإذا جاء المساء فهو يحلل مباريات اليوم وأخطاء اللاعبين والحكام والهدف الملغى والفاول الذى لم يحتسب!!
وبعد ذلك المجهود الخرافى تبدأ «وصلة النكد» المسائية والصراخ الأعظم فى تحليل وتخليل وتفحيص وتفعيص قضايا الساعة، من اختفاء السكر وموز الجنة إلى قانون الإعلام والصحافة إلى ضرورة عودة الجماهير للملاعب وإصرار المستر «كوبر» على اللعب بخطط دفاعية.. وأخطاء التحكيم والتهديد بالانسحاب من الملعب وزواج حسن الرداد من إيمى سمير غانم «أو زواج» عمرو يوسف والجميلة «كندة علوش»!
كلام «كلام» ولت وعجن وهرى لا يودى ولا يجيب، وتكتمل المهزلة والكوميديا السوداء أو الزرقاء باتصالات المشاهدين التى لا يقل معظمها عن عبط وهطل ما يقال فى البرامج!!
زهقنا.. وباتت البواخة فوق الاحتمال، ولم تعد برامج التوك شو ترضى طموحات المشاهد ورغبته فى المعرفة والتعلم والتسلية أيضاً!!
ربما لذلك كله تأتى الفنانة المثقفة وصاحبة القلم الرشيق والعقل المحترم «إسعاد يونس» وبرنامجها الرائع «صاحبة السعادة» برنامج محترم، لطيف، مسل، مفيد، يدعو للتفاؤل والبهجة والسعادة بموضوعاته وضيوفه.. فلا إسفاف أو ضحالة أو مهاترات وسخافات!!
لا غرابة أن تشعر وأنت تشاهد «إسعاد يونس» وضيوفها من كل المجالات إنها واحدة من أهل بيتك، فتشعر معها بالبهجة والسعادة.
يا صاحبة السعادة «إسعاد يونس» شكراً لك فقد أسعدتينا، ووداعاً برامج البواخة!!