الخميس 5 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإرهاب واحد والوطن واحد

الإرهاب واحد والوطن واحد






أثبتت الأجهزة الأمنية أنها على قدر المسئولية بعد أن استطاعت كشف غموض وملابسات الحادث الإرهابى  الجبان الذى استهدف المصلين الآمنين بالكنيسة البطرسية فى وقت قياسى، والذى سقطت على أثره 25 شهيداً ونحو 49 مصاباً، وهو ما يؤكد حرفية أجهزة الأمن المصرية التى كانت على قدر كبير من المسئولية فى التعامل مع مثل هذه الجرائم الخسيسة ذات الخطورة الكبيرة والجديدة على مجتمعاتنا المسالمة، بعد أن أصبحت هذه العمليات الإرهابية تتخذ أسلوبا متطوراً تؤكد من خلاله أن الإرهاب أصبح مدعوماً من الداخل ومن الخارج من أجهزة مخابرات تتعامل معه بشكل متطور جداً يصعب رصده أو وقف عملياته، وأثبتت الحوادث الأخيرة أن هذه العمليات وراءها دول تدفع أموالاً ضخمة لزعزعة الاستقرار فى مصر وإعاقة مسيرة النهوض المصرى التى بدأت أولى خطواتها من خلال الإصلاح الاقتصادى والاستقرار الذى حدث فى الشهور الأخيرة.
وهذا الحادث الأليم الذى أبكى كل مصرى أثبت أنه نقلة نوعية فى العمليات الإرهابية بعد أن استطاعت الجماعات الإرهابية نقل عملياتها إلى قلب العاصمة وتوسيع نطاق المستهدفين ليشمل الجيش والشرطة وعامة الشعب المصرى مسيحيين ومسلمين، وهو ما يؤكد أن هذه العمليات ترصد كل من وقف وساند ثورة 30 يونيو ودعم الإرادة الشعبية التى أزاحت الإخوان المسلمين عن سدة الحكم.
هذا الحادث يؤكد أن مصر فى تحدٍ كبير ليس فقط مع عدو ظاهر وواضح فى الخارج وهو الداعم للمتطرفين، ولكن مع عدو أيضا فى الداخل ينفذ ما يملى عليه من الخارج ومع عدد من مروجى ومعتنقى الفكر المتطرف ومشايخ الفتن التى باتت فتاواهم غير المسئولة محركاً قويا للكراهية لكل من حولهم، خاصة بعد أن أصبح الشباب العاطل عن العمل صيداً سهلاً لتجنيده بهذه الأفكار المتطرفة، ومن خلال كل هذا أصبح على الدولة مسئولية كبيرة لاستيعاب طاقات هؤلاء الشباب وتطويعها لخدمة مسيرة نهوض الدولة، خاصة بعد أن وضعت الدولة أولى خطواتها للنهوض بالشباب من خلال المؤتمر العام للشباب بشرم الشيخ حتى لا يسقط هؤلاء الأبرياء فى أيدى المتطرفين والإرهابيين.
وقد أثبت هذا الحادث الأليم أن مصر يقظة من خلال أجهزة أمنها التى استطاعت فك لغز الجريمة النكراء خلال ساعات قليلة، لذلك نطالب الأجهزة المسئولة بضرورة نشر فكرة أنظمة المراقبة الإلكترونية وكاميرات المراقبة بجميع دور العبادة والأماكن المهمة، لأهميتها فى كشف غموض العديد من القضايا المهمة، بعد أن أصبح الإرهاب أكثر تضوراً وشراسة وبات لا يفرق بين جندى يحرس الحدود وبين مصل آمن فى مسجد أو فى كنيسة يتعبد إلى ربه.
مصر ستظل باقية والإرهاب إلى الجحيم، فالوطن واحد والإرهاب أيضا واحد.