فضائيات الندامة أمام النيابة!

إحالة عشر قنوات فضائية إلى النيابة!
تحت هذا العنوان نشرت الزميلة «مها سمير» تفاصيل الخبر فى الصفحة الأولى من الأهرام (9 يناير) وجاء فيه:
أحال جهاز حماية المستهلك 10 قنوات فضائية إلى النيابة العامة على ذمة 18 قضية، بتهمة بث إعلانات مضللة، وذلك فى إطار خطته الهادفة إلى حماية المستهلك من عمليات الغش والتدليس فى الأسواق، ومكافحة الإعلانات المضللة التى يتم عرضها على شاشات القنوات الفضائية والخاصة!
وأعلن «عاطف يعقوب» رئيس الجهاز أنه تمت إحالة القنوات إلى النيابة لارتكابها جريمة الإعلان المضلل عن مركز صيانة غير معتمد!!
وكشف عن مشروع قانون بين المجلس القومى للمرأة والجهاز يستهدف تحديد إجراءات جديدة لمأمورى الضبط القضائى وزيادة دور الجمعيات الأهلية، كما سيتم تشديد العقوبات لتصل الغرامات فيه إلى نحو مليون جنيه!
انتهى الخبر المهم وهو ليس الأول من نوعه، فقد سبق لنفس الجهاز أن أحال فى فترات سابقة عشرات القنوات الفضائية لنفس الأسباب واتهمها بنفس الاتهامات، بل إنه ذكر صراحة أسماء هذه القنوات!
ومرت أشهر طويلة دون أن نسمع أو نقرأ شيئاً عن نتيجة هذه البلاغات!! وماذا تم فيها؟! وهل تم اتخاذ عقوبات رادعة ضد هذه القنوات المخالفة؟! وإذا كانت حصلت على البراءة فما هى حيثيات هذه البراءة! لا جواب مطلقاً على كل هذه الأسئلة التى قد تتبادر إلى ذهنك؟!
ويأتى سؤال آخر وهو لماذا لم يتم الإعلان عن أسماء هذه القنوات العشرة التى أحيلت إلى النيابة؟!
لقد امتلأت السماوات بمئات القنوات الفضائية بلا ضابط أو رابط وتستطيع أن تشاهدها بكل سهولة وبساطة على القمر «نايل سات» رغم إنها تبث من أقمار أخرى سواء مركزها بلد عربى أو حتى أوروبى!
هذه القنوات كسرت كل الحواجز الأخلاقية والمهنية بهدف الربح والمكسب والضحك على ذقون المشاهدين بإعلاناتها السافلة عن المستحضرات الجنسية (ولن أزيد فى الشرح) أو إعلانات عن رجال ونساء يقمن بأعمال السحر والدجل وحل مشاكل الإنجاب والانتصاب وهجر الحبيب وفك الأعمال بل والعثور على شىء تكون قد فقدته سواء أموالاً أو مجوهرات!
أما قمة المسخرة وقلة الأدب والحيا فهى تستخدم مشاهد جنسية صريحة واضحة بالصوت والصورة عند الترويج لمنتج جنسى وكأنك تشاهد قناة من القنوات إياها!!
ولعل قنوات الرقص هى أكثر ما تلاحظ وتشاهد فيها هذه الإعلانات، بل وصل الأمر أن هذه المحطات تخصص فقرات بكاملها لعروض الملابس الداخلية فى حضور مشاهدين ولجان تحكيم ويتخللها تلك الإعلانات الفاضحة والفادحة!!
أما الأكثر مدعاة للدهشة والصدمة فهى الإعلانات المكتوبة التى يقرأها المشاهد أسفل الشاشة مصحوبة بأرقام تليفونات وكلها تريد مطلقات أو أرامل أو آنسات للصداقة والفرفشة والمزاح واللهو.. والصدمة الأكبر أن تقوم مطلقات ونساء بنشر إعلانات تطلب فيها صداقة ولهواً بريئاً مع رجل ميسور وغنى!!
إن أبسط ما يقال عن هذه المحطات ليس فقط الغش أو التدليس على المشاهد بالإعلان عن سلع ومنتجات كاذبة، بل قنوات تدعو إلى الرذيلة وتحرض على الفجور أيضاً دون أدنى مسئولية أخلاقية أو دينية!!
أما غرامة المليون جنيه فهى تستحق الدهشة حقيقة إذا كان معظم هذه القنوات يبث من بير سلم فى فضاء لا صاحب له!!