الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد المسرح العربى فى الجزائر

عيد المسرح العربى فى الجزائر






حين يرد اسم الهيئة العربية للمسرح فى أى لحظة، يقفز لذهنى مباشرة الهيئة العربية للتصنيع وهى الهيئة المصرية الأضخم والأروع والتى حملت على كتفها مهمة حلم الستينيات الصناعى لمصر وللعالم العربى، فإليها ينتمى عدد من المصانع الحربية التى تنتج عددا كبيرا من الصناعات الحربية والمدنية التى تمثل عصبا للحياة فى مصر، لا أدرى لماذا أربط بين الهيئتين؟ ربما استشرافا لما يمكن أن تقدمه تلك الهيئة المحترمة التى تبنت المسرح فى العالم العربى كله، رغم أن تبنى المسرح يعنى تبنى الوعى العربى والمواجهة والتحريض أحيانا للفعل الذى ربما لا يتوافق مع النظام فى أى مكان من العالم العربى، هذا هو السؤال، كيف يتبنى حاكم ما مشروعا للتنوير وقد عرفنا من قصص وحكايات التاريخ أن أغلبهم يضيقون ذرعا بالرأى الآخر مباشرة ودون تفكير ويتحسسون رءوسهم حين تقال كلمة ثقافة، فما بالنا بالمسرح، أحد أهم فنون المواجهة مع الشعر، لذا كانت الدهشة حين أطلق الكاتب المسرحى الكبير الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة إشارة البدء والدعم والتمويل لهذه الهيئة التى بدأت تدعم المسرح فى كل مكان، تدعم النصوص والمشاريع والجوائز والعروض والمهرجانات، لدى يقين أن الذى سيبقى لنا فى النهاية هى الكلمة وأن تلك الهيئة ربما ستكون من أهم مزارات الفكر العربى فى قادم الأيام.
فالمسرحيون هم أصحاب المواجهة  وخط الدفاع الأخير عن القضايا والمشاكل والرؤى التى يجب أن تطرح وتدعم فى كل مكان من الخليج للمحيط، وهذا ما أكدته  كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله - والتى وصلت إلى بالإيميل  - فى افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربى فى الجزائر 2017، حيث أكد عبد الله قائلا: إن المسرحيين هم «القابضون على جمر الإبداع» فاجعلوا المسرح أجنحتكم واجعلوه النور الذى يضيء كل طرقات الحياة وأضاف قائلا: مساؤكم مسرح وإبداع، مساؤكم حرية إنها رجفة قلب المحب إذ يلتقى الأحباب، وهنا قد اجتمع للقلب ما لا يجتمع من البهاء التام إلا بحضوركم، إنها لهفة النفس والتوقُ والشوق، إذ يعلو موج الانتظارات بإطلالاتكم،  وأكد على مقولة  صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى «نحن كبشر زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة» وأضاف، أيها السيد النبيل المسرح، ها هم أبطالك، صانعوا مجدك، يخطرون فى جنباتك، يخطون بمداد أرواحهم، سفر خلودهم المستمد من خلودك، وها نحن من أرض الجزائر.. قد عقدنا أن تحيا عزيزاً كما تحيا الجزائر.. فاشهدوا.
وكانت تلك مشاعر الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وكل المسرحيين فى افتتاح الدورة التاسعة للمسرح العربى بالجزائر، دورة عزالدين ميهوبى وعلى المستوى الشخصى أتمنى أن تأتى الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربى فى وجود جائزة كبيرة لكتاب المسرح العربى الكبار على غرار جائزة البوكر، خاصة أنه لا توجد جائزة  لكتاب المسرح الكبار، وتوجد عدد من الجوائز الكبرى للرواية والقصة القصيرة والشعر  مثل البوكر وكتارا والطيب صالح والملتقى للقصة القصيرة وملتقى القاهرة التبادلى بين الشعر والرواية والبابطين وغيره وأقترح أن تكون الجائزة باسم «القاسمى» مع حفظ الألقاب، وأتمنى أيضا أن تصدر الهيئة سلسلة للنصوص المسرحية  تكون نصف شهرية لمسرح الكبار وللطفل نظرا لقلة المنشور من النصوص المسرحية على مستوى العالم العربى للكبار والصغار وأن توزع عربيا  وأطالب الهيئة أن تصدر مجلة المسرح التابعة لها أيضا شهريا بعد اختفاء مجلة المسرح المصرية من هيئة الكتاب والنية إلى تحويل جريدة مسرحنا إلى إلكترونية فى المستقبل كما قرر بيان هيئة قصور الثقافة من عدة أشهر.
وختاما، أتمنى أن نجد بيوتا للمسرح مثل بيوت الشعر التى بدأت تنتشر فى البلدان العربية وتؤسسها دائرة الشارقة للثقافة والإعلام، ويكون  بتلك البيوت قاعة صغيرة لا تزيد على مائتى كرسيا تقدم عليها العروض وتناقش النصوص وتكون تابعة للهيئة العربية للمسرح فى الدول العربية جميع، أرجو أن يتأمل المسئولون بالهيئة تلك المقترحات وعرضها وأخذ ما قد يصلح.