السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لو كنت مدمنا تليفزيونيا!

لو كنت مدمنا تليفزيونيا!






الإدمان أشكال وألوان، لكن أخطر أنواع الإدمان على الإطلاق هو إدمان التكنولوجيا الحديثة من نت وتواصل اجتماعى وغيرها!
لكن أخطر أنواع الإدمان هو إدمان مشاهدة التليفزيون «عمال على بطال»، وخطورة ذلك على جسدك وعقلك بل وقلبك أيضا..
«إدمان التليفزيون وتأثيره على الصحة والمزاج» فصل مهم جدا فى كتاب «د. عبد الهادي» مصباح وعنوانه «الإدمان»!
يشير المؤلف إلى دراسة مهمة نشرتها مجلة «ساينتيفك أمريكا» عدد فبراير 2002 جاء فيها: «إن مشاهدة التليفزيون بشكل دائم ولو وقت أكثر مما ينبغى يمكن أن يؤدى إلى حالة من الإدمان، تؤثر على حياة الشخص وصحته الجسدية والنفسية، ويمكن أن تنعكس نتائج هذا الإدمان على إنتاجه وتركيزه وذاكرته، شاملا كل المضاعفات التى تندرج تحت بند الإدمان!
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن فترة مشاهدة التليفزيون يوميا تتراوح ما بين 2-3 ساعات فى الدول الصناعية المتقدمة وربما أكثر من ذلك فى الدول النامية، حيث تصل نسبة المشاهدة إلى 4-5 ساعات يوميا فى المتوسط، ومعنى ذلك أن الإنسان إذا عاش حتى سن الخامسة والسبعين فإن حوالى ثمانية سنوات من عمره قد ضاعت فى الفرجة على التليفزيون!
وفى استطلاع للرأى بمعهد جالوب الأمريكى تبين أن 10٪ من البالغين الذين شملهم الاستطلاع يصفون أنفسهم بأنهم مدمنو الجلوس أمام شاشة التليفزيون ومشاهدته بغض النظر عما يعرضه من برامج أو أفلام (مثلنا تماما)!
وفى محاولة لمعرفة التغيرات الذهنية والعصبية وكذلك التأثيرات الفسيولوجية لمشاهدة برامج التليفزيون، فقد تم تصميم الدراسة بحيث يمكن تركيب أجهزة معينة لهؤلاء الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة أمام التليفزيون، بحيث يتم من خلالها عمل رسم للمخ وقياس مقاومة وحرارة الجلد وسرعة نبضات القلب والتنفس، وذلك خلال ساعات النهار والليل المختلفة، وأثناء الأنشطة اليومية العديدة للإنسان مثل النوم ومشاهدة التليفزيون والقراءة وممارسة الرياضة وغيرها، بحيث يتم تسجيل موجات رسم المخ ومقارنته مع تقرير النشاط الذى يسجله فى موعده ويبلغ به المركز بحيث يتم مراجعته ومقارنته بالوظائف الحيوية المختلفة.
وقد تبين من الدراسة أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة تجعل الإنسان يشعر بشىء من الاسترخاء والشعور بالسلبية، وربما فى بعض الأحيان الإحساس بالذنب والضيق لشعور الإنسان أنه قد أضاع وقتا طويلا دون أن يفعل شيئا مهما، خاصة فى الفئات المتعلمة من الطبقات المتوسطة! إلا أنه فى الوقت نفسه يجد معاناة كبيرة فى الإقلاع عن المشاهدة!
والمدهش أيضا فى نتائج هذه الدراسة أن الإحساس بالاسترخاء الذى ينتاب الإنسان أثناء المشاهدة يضيع بمجرد غلق التليفزيون، إلا أن الإحساس بالسلبية وركود نشاط المخ يستمر حتى بعد القيام من أمام الشاشة، وكأن الطاقة الحيوية التى كانت موجودة داخل الإنسان قد تبددت، على عكس ما يحدث أثناء القراءة أو ممارسة بعض الهوايات التى يحبها الإنسان، حيث تشحذ هذه الأنشطة الطاقة داخل الإنسان وتجعله يشعر أنه أفضل، وربما يكون للتعرض للموجات الكهرومغناطيسية دخل فى هذا الشعور أيضا!
إن معظم مدمنى مشاهدة التليفزيون يشاهدون أكثر مما ينوون مشاهدته، بغض النظر عن نوعية البرامج التى يشاهدونها تماما، مثل المدمن الذى يزيد من كمية المخدر التى يتناولها، حتى يحدث له نفس الأثر النفسى والبيولوجى الذى اعتاد عليه، وهو ما يطلق عليه فى الإدمان المقاومة!
وقد أوضحت نتائج فحص رسم المخ أن قياس موجات «ألفا» أثناء مشاهدة التليفزيون تكون أكثر منها أثناء القراءة، مما يوضح أن المخ يكون أقل تنبها واستيقاظا عند مشاهدة التليفزيون، ولعل هذا يوضح قضاء الطلاب لأوقات راحتهم بين المذاكرة فى مشاهدة التليفزيون! فالأفضل أن يسترخى الطالب أو يمارس بعض الرياضة!
وللدراسة الممتعة بقية!