السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد بهاء الدين.. مقالات لها تاريخ!

أحمد بهاء الدين.. مقالات لها تاريخ!






بعد توقف دام لأكثر من خمسة عشر عامًا يعود الكتاب الذهبى إلى الصدور مرة ثانية! تلك السلسلة الشهرية التى أصدرتها السيدة «فاطمة اليوسف» تحت اسم كتاب «روزاليوسف» ثم تغير العنوان ليصبح «الكتاب الذهبى»!
عشرات الأدباء والصحفيين من نجوم الكتابة نشرت لهم «فاطمة اليوسف» ابداعهم فى هذه السلسلة من د.طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس إلى صلاح حافظ  وفتحى غانم ولويس جريس وعبدالله الطوخى وصبرى موسى وزينب صادق وعلاء الديب ومئات الأسماء اللامعة.
عاد الكتاب الذهبى للصدور بستة كتب دفعة واحدة للأساتذة «صلاح حافظ» و«الشيخ محمود البرشومى» وعاصم حنفى وعلى خضير وكتاب مصور عن الزعيم جمال عبدالناصر ثم كتاب لصاحب هذه السطور «أحمد بهاء الدين وروزاليوسف: مقالات لها تاريخ» الذى يقع فى نحو أربعمائة وعشر صفحات! بغلاف بديع للفنان «سامى أمين».
عشت شهورًا طويلة وأنا أجمع مقالات الأستاذ «بهاء» منذ بدأ الكتابة وهو فى العشرين من عمره فى مجلة الفصول التى كان يصدرها الكاتب الكبير «محمد زكى عبدالقادر» ثم مقالات «بهاء» فى «روزاليوسف» ابتداء من إبريل سنة 1952 وكذلك مقالاته فى صباح الخير التى أسسها فى يناير 1956 وظللت لشهور طويلة أقرأ هذه المقالات بدلاً من المرة أكثر من مرة، أكثر من ثلاثمائة مقال فى كل مجالات الحياة من السياسة والاقتصاد وأحوال الدنيا إلى الأدب والفكر والفن والموسيقى وقضايا المرأة والحب والزواج إلى تلخيص وعرض عشرات الكتب العالمية المهمة.
ولو نشرت جميع هذه المقالات لاحتجت إلى نحو ألف صفحة من حجم هذه الكتاب وكان ذلك مستحيلاً بطبيعة الحال، وهكذا رحت أستبعد عشرات المقالات!
وأرسلنا المقالات إلى الدكتور زياد أحمد بهاء الدين لإلقاء نظرة أخيرة وأسعدنا أن يكتب سطورًا بالغة الأهمية عن الكتاب ومقالاته، أستعيدها معكم وكما كتبها حيث يقول:
«حينما اتصل بى القائمون على الكتاب الذهبى منذ بضعة أسابيع يقترحون قيام مؤسسة «روزاليوسف» بإصدار مختارات من مقالات الأستاذ «أحمد بهاء الدين» خلال فترة عمله بها ورئاسته لها وذلك بمناسبة مرور تسعين عامًا على ميلاده (11 فبراير 1927) وعشرين عامًا على رحيله (24 أغسطس 1996) لم أتردد وأختى «ليلى» فى الترحيب بذلك والحماس لمساعدة المؤسسة على تحقيقه، وخلال لقاءاتنا معهم علمت أن الكاتب «رشاد كامل» بصدد اختيار المقالات وتحرير الكتاب فوافقنا فورًا.
ولكن الحقيقة أنه لم يخطر على بالى أن يتمكن الأستاذ «رشاد كامل» خلال هذه الفترة الوجيزة، ليس فقط من تجميع الكتابات وتصنيفها وتقسيمها إلى موضوعات مختلفة ثم الاختيار بينها بهذا الحس الصحفى المرهف والوعى التاريخى فى آن واحد، وإنما أيضًا أن يعكف على كتابة مقدمة عن حياة وتجربة الأستاذ «أحمد بهاء الدين» من واقع كتاباته وأحاديثه القليلة التى تطرق فيها لحياته الشخصية وأن ينسج منها هذه الرواية الإنسانية التى لم تسنح الفرصة لصاحبها أن يرويها بنفسه فوقع على زملائه وتلاميذه أن يعيدوا سردها نقلا عنه!
وحينما أرسل لى الأستاذ «رشاد كامل» مخطوطة الكتاب ـ الذى بين أيديكم ـ طالبًا ابداء الرأى، استمتعت بقراءته واسترجاع الكثير من مقالاته واستعادة ذكرى والدى الذى أثر فىَّ تأثيرًا بالغًا ليس بالنصح المباشر والتوجيه كما يحب الآباء أن يفعلوا، بل بالسلوك والكتابة وبالانصات إلى الآخرين واحترامهم ولعل هذا الأسلوب هو ما جعله يترك بصمة عميقة وأثرًا ايجابيًا على كل من تعامل معه ولو من موقع الخلاف!
أما عن مضمون الكتاب سواء مقدمته الخاصة بسيرة الأستاذ «أحمد بهاء الدين» كما يرويها المحرر على لسانه أو اختيار المقالات وتصنيفها فقد عبرت للأستاذ «رشاد كامل» عن قناعتى بأن الكاتب بعد وفاته يصبح ملكًا للقراء والباحثين والمعلقين، لكل منهم حق التعليق والتفسير والتأويل كما يحب وكما يملى عليه ضميره، ولا تملك أسرته أن تضيف أو تنتقص من اجتهاد أى منهم، ولذلك فلم يكن لدى تعديل أو إضافة على مضمون الكتاب سوى التقدم بجزيل الشكر والامتنان لمحرره على اهتمامه وجهده ووفائه!
ولكن أحب مع ذلك أن أضيف إن قراءة هذه المخطوطة تثير الدهشة وكذلك الانزعاج من قدر ملاءمة كتابات الأستاذ «أحمد بهاء الدين» بشأن قضايا القانون والدستور والعدالة الاجتماعية والمرأة والحرية والفن والإبداع والعروبة والنمو الاقتصادى وغيرها لعصرنا وظروفنا الراهنة وكأنه يكتب وهو جالس بيننا يتابع ذات الأخبار، ويسمع ذات الوعود، وينصت للناس ويشعر بهم، فهل كان بعيد النظر إلى هذا الحد؟! أم إننا لم نبارح موقعنا كثيرًا بعد كل هذه السنوات؟!
وختامًا أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى الأستاذ «عبدالصادق الشوربجى» رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف» على رعايته لإصدار هذا الكتاب وإلى الأستاذ «أسامة سلامة» على اهتمامه وحرصه على خروجه بهذا الشكل، والأستاذ «رشاد كامل» على عمله المخلص والمبدع والدكتور «عماد أبوغازى» على معاونته ودعمه المستمر».
انتهت مقدمة «د.زياد» ويبقى فى عنقى دين كبير لأساتذتى وزملائى وأصدقائى أسرة الكتاب الذهبى: رئيس مجلس الإدارة «عبدالصادق الشوربجى»، رئيس التحرير «أسامة سلامة» مستشارو التحرير: مفيد فوزى وعاصم حنفى وجمال بخيت وعصام عبدالجواد وهناء فتحى والإشراف الفنى «سامى أمين» والمراجعة اللغوية «أحمد رجب الطيار» وزميلى «محمد هيبة» «وجهده الفائق.
شكرًا لـ«روزاليوسف» السيدة والمؤسسة!