السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سلامتك من إدمان التليفزيون!

سلامتك من إدمان التليفزيون!






سواء أردت أو لم ترد ــ بمزاجك أو رغم أنفك ــ فأنت مدمن تليفزيونى، وليس مبالغة أن يكون جهاز التليفزيون فى أوقات كثيرة هو أحد أهم أفراد الأسرة إن لم يكن أهمها على الإطلاق!!
وليس سراً أن البيت المصرى أو العربى لم يعد يكتفى بوجود جهاز تليفزيونى واحد فى البيت مثلما كان فى الماضى.. بل أصبح هناك أكثر من جهاز فى البيت الواحد!! فليس شرطاً أن ما يعجب الزوج أو الزوجة هو أيضاً يعجب الأبناء ويحوز رضاهم، فقد تعددت الاهتمامات وتغيرت الأذواق أيضاً!!
لكن فى كل حالات المشاهدة التى تصل إلى نحو ثمانية أعوام من عمرك المديد فإن الخبراء يؤكدون لك أنك مدمن تليفزيونى!!
وهذا هو الموضوع الذى ناقشه د.عبدالهادى مصباح فى كتابه القيم «الإدمان» فى فصل عنوانه «إدمان التليفزيون وتأثيره على الصحة والمزاج» حيث كتب يقول:
«إن مشاهدة التليفزيون تشغل حاستى السمع والبصر معاً وتسبب لهما ما يسمى برد الفعل التكيفى، وقد تم وصف دراسة رد الفعل هذا منذ عام 1927 بواسطة «إيفان بافلوف» لأول مرة، فمشاهدة الصورة وتغيرها بسرعة ما بين التقطيعات السريعة والقرب والبعد والإظلام والنور والصوت العالى والمنخفض.. كل هذا مما نراه فيما نشاهده اليوم فى أغانى الفيديو كليب وإعلانات التليفزيون من أجل أن يجذب نظر المشاهد للشاشة إنما هو فى الحقيقة يضره ويشتته ويؤثر عليه من الناحية الفسيولوجية!
ولقد أوضح البحث الذى خرج من جامعة «أنديانا» الأمريكية حديثاً أن هناك انخفاضًا فى سرعة دقات القلب قد يستمر لمدة 4-5 ثوان بعد التعرض لرد الفعل هذا سواء السمعى أو البصرى!! وقد خلص البحث أن هذه التقطيعات فى المونتاج إذا زادت على عشرة فى خلال دقيقتين فإنها تؤثر بالسلب على الإنسان وترهقه!!
فإذا علمنا أن بعض أغانى الفيديو كليب يحتوى على هذه التقطيعات التى تنبه المخ، وتحدث رد فعله كل ثانية أى 60 مرة فى الدقيقة الواحدة، فلنا أن نتخيل كم تضطرب نبضات القلب وموجات رسم المخ عندما نشاهد ما نشاهده من أغانى الفيديو كليب والإعلانات هذه الأيام!!
وبالمناسبة فرد الفعل هذا يجعل الإنسان ينتبه إلى الصور دون الانتباه إلى التفاصيل وهذا هو المطلوب حتى لا يلتفت الإنسان إلى صوت المطرب أو الكلمات التى غالباً ما تكون على لحن صاخب ومزعج، وعدد من الراقصات العاريات اللاتى يتلوين بخلاعة وعصبية!.
والمشكلة الكبرى هنا تكمن فى الأطفال الصغار الذين ينتبهون إلى إدمان مشاهدة التليفزيون فى مرحلة مبكرة من حياتهم قد تصل إلى 6-8 أسابيع من عمرهم ويحولون رؤوسهم للفرجة عليه، ويصمتون عند مشاهدة هذه الصور السريعة المتلاحقة، وهذا الصوت والرتم الصاخب وهذا يسعد الأمهات بالطبع فتترك الأم ابنها بالساعات أمام التليفزيون ليفعل به ما يشاء ولعلنا لا نتحدث هنا عن المحتوى والقيم السلبية أو الإيجابية التى يمكن أن تنتقل إلى هذا الطفل من خلال مشاهدة التليفزيون ولكننا نقتصر فقط على عرض التأثير الفسيولوجى والبيولوجى للمشاهدة الطويلة للتليفزيون!
ويشير د.عبدالهادى مصباح إلى دراسة مهمة أجراها «د.تانيس ماكبث» من جامعة كولومبيات على سكان منطقة جبلية لا يصلهم الإرسال التليفزيونى وكانوا على وشك توصيله لهم من خلال «الكابل»، وقد أظهر البحث أنه بمرور الوقت أصبح سكان هذه البلدة سواء الكبار منهم أو الأطفال أقل ذكاءً أو إبداعاً!! خاصة فيما يتعلق بمواجهة وحل المشاكل، وأقل مقدرة على تحمل المسئوليات والواجبات التى ينبغى عليهم علمها، كما فقدوا الدقة فى العمل وحساب قيمة الوقت، وذلك لأنهم كانوا كثيرى المشاهدة للتليفزيون الذين حرموا منه، وكانوا مشتاقين لرؤيته لمدة طويلة، كما زاد لديهم الشعور بالوحدة والقلق وقل إحساس بالسعادة وأصبح يعتريهم ميل إلى الاكتئاب عن ذى قبل».
عزيزى القارئ والمشاهد سلامتك