السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفضائيات بين زلطة أوباما وغلطة ترامب

الفضائيات بين زلطة أوباما وغلطة ترامب






ليس سرًا أن معظم الفضائيات والقنوات التليفزيونية الأمريكية بل العالمية كانت تتمنى بل واثقة من فوز السيدة «هيلارى كلينتون» وليس «دونالد ترامب»!
لكن المفاجأة وقعت والزلزال حدث وفاز «ترامب» وخسرت «كلينتون» فى مفاجأة مدوية لم يتوقعها أحد!!
ومنذ اللحظات الأولى لفوز ترامب والإعلام والفضائيات تترصد وتتربص بكل همسة ولمسة وغمزة وحركة للرئيس الجديد المثير للجدل أمريكيا وعالميا!! وقد عبر «ترامب» نفسه عن استيائه من هذا الموقف وهاجم مراسلى القنوات التليفزيونية بالسخرية الحادة، بل طالب بعضهم بالسكوت ومنعه من الكلام أو توجيه سؤال!
ولعل الإعلام الأمريكى وعلى رأسه القنوات التليفزيونية يؤمن بالمثل الشعبى المعروف «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط»، وهذا ما حدث مع «ترامب» بالضبط!
فالإعلام الأمريكى الذى يصرخ ليل نهار بالديمقراطية واحترام صوت الناخبين وشرعية الصندوق هو نفسه الذى احتفى واحتفل بالمظاهرات المليونية التى تهاجم ترامب وتندد به وتدعو إلى إعادة الانتخابات من أول وجديد!
وكل قرار أصدره «ترامب» كانت هناك عشرات المحطات ومئات البرامج التى تهاجمه وتنتقده فهو العدو الذى تتمنى له الغلط وليس الحبيب الذى من أجله تبلع له الزلط!!
ولعل آخر قرارات «ترامب» التى هزت أمريكا والعالم كله هو قراره المؤقت المسمى «حماية الأمة من دخول الإرهابيين» والذى يقضى بحظر دخول مواطنى سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.
وتلقفت القنوات الأمريكية والعالمية قراره المثير للدهشة وهات يا نقد وشتيمة وهجوم ساحق ماحق، مما أضطر «ترامب» وإدارته إلى إصدار بيان يؤكد فيه أن الحظر لا علاقة له بالديانة بل بالإرهاب وأمن بلاده، وأن واشنطن ستعيد إصدار تأشيرات الدخول للولايات المتحدة لجميع الدول الوارد ذكرها فى القرار بعد تسعين يوما بمجرد التأكد من مراجعة وتنفيذ سياسات أكثر أمنا!!
الأغراب من هذا ويدعو للدهشة والريبة أن المحطات الأمريكية وفى سياق هجومها الكاسح على ترامب وقراره تجاهلت تماما ما فعله ترامب وسبق وأن قام به «أوباما» سنة 2011 عندما أصدر قرارا يمنع منح تأشيرات دخول للاجئين العراقيين لمدة ستة أشهر!!
والغريب والعجيب أن الدول السبع التى حددها «ترامب» هى نفس الدول التى سبق لإدارة «أوباما» تحديدها كمصادر للارهاب!! ولم يهاجم الإعلام الأمريكى وقتها أوباما!!
أما فضائياتنا العربية وبرامجها حيث الجهل النشيط يتزايد ويتوالد فقد هاجمت القرار ونددت به.. ولعل ما يثير الأسى واللطم على الخدود وشق الجيوب أن الفضائيات العربية والتى تعانى بلدانها وشعوبها من ويلات الحروب الأهلية تحت مسمى «الثورات» والتى تتهم أمريكا ليل نهار بأنها مصدر الشر وعدو الشعوب الأول، فلم يخطر ببالها أن  تذكر ملايين القتلى والجرحى والمصابين العرب على أيدى العرب وتناست أن أحوال العراب هى التى دفعت الملايين من العرب للهجرة والفرار سواء إلى أوروبا أو أمريكا!!
إذا كنت تبحث عن الحقائق والحقيقة فلن تجدها على شاشات القنوات الأمريكية، أنها تؤمن بشعار المصالح تتصالح حتى ولو كان ذلك على حساب ميثاق الشرف الإعلامى والمهنية واحترام حقوق المشاهدين!!