السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضائيات العك والطبخ!

فضائيات العك والطبخ!






ليست فضائياتنا المصرية والعربية التى تشكو غياب المهنية والحرفية، والفصل ما بين الخبر والرأي! وحيادية المذيع أو انحيازه لقضية ما سواء بالاتفاق أو الاختلاف! وهل من حق المذيع أن يتبنى موقفا ورأيا يعارض به ضيوفه فى برنامجه إلخ؟!
هذه القضية تجددت مؤخرا بسبب الحديث التليفزيونى الذى أجرته محطة «فوكس نيوز» الأمريكية مع الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» وأجرى الحديث المذيع والصحفى «بيل أورويلي»!
كان المذيع يسأل ترامب حول علاقته مع «بوتين» وكانت إجابته: «أنا أحترمه، لكن ذلك لا يعنى أننى أتفق معه»!
وهنا قاطعه المذيع ووصف «بوتين» بأنه قاتل! فرد «ترامب» قائلا: هناك كثير من القتلة، لدينا كثير من القتلة هل تعتقد أن بلادنا بريئة؟!
وبطبيعة الحال فقد أثار ما قاله المذيع الأمريكى حفيظة وغضب الكرملين، وعقد «ديمترى بيسكوف» المتحدث باسم الكرملين مؤتمرا صحفيا طالب فيه قناة فوكس نيوز بالاعتذار للرئيس «بوتين» وأضاف: نعتبر مثل هذه التصريحات من قبل صحفى فى فوكس نيوز غير مقبولة ومهينة ونفضل أن تقدم هذه القناة المحترمة اعتذاراتها للرئيس بوتين!
انتهى الخبر وتبقى دلالته المهنية واسترجاع عشرات القصص المشابهة فى فضائياتنا العربية، حيث الكثير منها ظهر فى ظروف غامضة حيث لا مهنية ولا حرفية، وكل ما تفعله هو تلك الساعات الطويلة من بث الهراء والجهل النشيط وتهييج المشاهدين من المحيط إلى الخليج!
وما فعله المذيع الأمريكى يفعله فى عالمنا العربى مئات وربما مئات المذيعين والمذيعات دون حسيب أو رقيب، وما أكثر ما شاهدنا فى برامج التوك شو الضيوف يشتمون زعماء وقادة، فإذا دافع ضيف عن زعيم بلده قام الضيف الآخر بتوجيه وابل من السباب والشتائم لهذا الزعيم! أما المذيع فيكون غارقا فى الضحك والسعادة من هذا الذى يتحدث أمامه!
وما أكثر ما شاهدنا مذيعا أو مذيعة يتحول فى غمضة عين إلى ثائر وزعيم سياسى فيتولى نقد وانتقاد حاكم عربى ويلقى إليه بنصائحه الذهبية فى فن الحكم وفن الديمقراطية!
وبصفتى «مشاهد» على باب الله فأننى أرفض هذا الصنف من المذيعيين والمذيعات، ومن حقه أو من حقها أن يكون له رأى سياسى أو فكرى فى زعيم أو حاكم فليكتبه فى مقال أو على صفحته الشخصية لكى لا يفرضه علينا نحن المشاهدين.
لقد تعلمنا أن مهمة ووظيفة المذيع أو المذيعة أن يدير حوارا عاقلا بين ضيوف عقلاء هدفهم جميعا تنوير المشاهدين وتبصيرهم بالمعلومة والمعرفة لا زيادة نسبة الجهل لديهم!
هكذا أفهم دور المذيع أو المذيعة سواء كان يقدم برنامجا سياسيا أو ثقافيا أو حتى فى الطبيخ!
ولا أفهم أبدا أن يتحول برنامج طبيخ فى إحدى القنوات الإخوانية إلى برنامج طبخ وعك وخلط البطاطس بالشرعية والصلصة بعودة مرسي، والباشميل بالاصطفاف الثوري، والمسقعة بالقوى الثورية!
مساء العك أعزائى المشاهدين!