السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا والإذاعة وأيام لا تنسى!

أنا والإذاعة وأيام لا تنسى!






احتفل العالم كله بيوم الإذاعة العالمى الذى يوافق يوم 13 فبراير من كل عام منذ عام 1946 والذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا أستطيع أن أتجاهل هذه المناسبة العالمية فى حياتى!
أنا من جيل تربى على الإذاعة قبل التليفزيون وكان الراديو ببرامجه ومسلسلاته ونشراته الإخبارية نافذتى على الدنيا وما يجرى فيها.
وما زلت أحمل كل التقدير والاحترام للإذاعة  - بكل شبكاتها  أمس واليوم وغداً - على ما قدمته ولا تزال تقدمه حتى الآن.
ولا تزال ذاكرتى حتى الآن لا تغادرها ذكريات إذاعية مضى عليها أكثر من نصف قرن وما زلت أتذكرها وأضحك من سذاجتى وبراءة تلك الأيام.. ولا أنسى أبداً برنامج «على الناصية» للإذاعية القديرة الأستاذة «آمال فهمى»، كانت «آمال فهمى» فى كل حلقة - يوم الجمعة - تستضيف عدداً من البشر على الناصية - كما نقول - وتدردش معهم فى كل شىء، وفى النهاية تطلب منهم اسم الأغنية التى يحبون الاستماع إليها فتذيعها بعد المقابلة!!
وفى الحلقة الواحدة كان هناك من يطلب سماع أم كلثوم أو «عبدالحليم» أو محمد رشدى أو نجاة أو شادية أو عبدالوهاب، وكنت أتصور وقتها أن السيدة «آمال فهمى» تسير فى الشارع داخل أتوبيس كبير ومعها كل مطربى ومطربات مصر، وعندما يسمع كل واحد منهم اسمه الذى طلبه الضيف، ينزل من الأتوبيس لكى يغنى له!! (براءة أو سذاجة أو عبط منى).
وكانت كل أمنية عمرى أن أقابل السيدة آمال فهمى وأطلب منها سماع أغنية عبدالحليم «زى الهوا» فتقوم هى بالنداء على عبدالحليم حافظ من داخل الأتوبيس لكى يغنيها لى وحدى!!
ولا أنسى أبداً برنامج «زيارة لمكتبة فلان» للإذاعية الكبيرة «نادية صالح» الذى كانت تستضيف فيه كاتبا أو صحفيا أو مفكرا ليحكى لنا عن مكتبته وما فيها وكيف نمت وكبرت على مر السنين، هذا البرنامج على وجه التحديد هو السبب المباشر الذى جعلنى أحلم بأن يكون عندى مكتبة مثل هؤلاء المشاهير، ربما أقابل ذات يوم نادية صالح فى برنامجها وأحكى لها عن مكتبتى التى بدأتها بمجلات ميكى وسمير ثم صباح الخير فيما بعد!!
من البرامج الرائعة أيضاً التى لا تنسى برنامج «لغتنا الجميلة» للمثقف والإعلامى الكبير «فاروق شوشة» ولا أنسى أبداً مقدمة البرنامج بصوت عميد الأدب العربى د. طه حسين التى يقول فيها: «لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها» وفى كل حلقة يقدم فاروق شوشة بصوته العذب عيون الشعر العربى ويحلل ويشرح جماليات كل قصيدة!!
ولا أنسى أبداً البرنامج العبقرى الذى كان يقدمه الأستاذ الكبير «أنيس منصور» فى صوت العرب وهو «شىء من الفكر» بصوته العميق البليغ وهو يجوب العالم شرقاً وغرباً ليقدم آخر أخبار الأدب والثقافة والفكر أحدث الإصدارات!!
هناك أيضاً كانت المتعة الراقية مع برامج الإذاعية القديرة سامية صادق فى برنامجها «فنجان شاى» و«حول الأسرة البيضاء»، وبرنامج الشاعر والإذاعى اللامع عمر بطيشة «شاهد على العصر» وبرنامج القديرة الرائعة نجوى أبوالنجا وهو «أضواء على الجانب الآخر».
أما متعتى الكروية فكان السبب فيها الإذاعى القديم الأستاذ «فهمى عمر» عبر برنامجه القصير - خمسة دقائق هى كل مدته - واسمه خمسة رياضة ويحلل فيها كل مباريات الدورى ببساطة واقتدار.
ومهما طال الكلام عن الإذاعة فهو قليل، ولا يفى حقها من الشكر والتقدير منذ بدأت الإذاعة الرسمية فى مصر سنة 1934، وبعد أن سادت الإذاعات الخاصة التى يملكها أفراد ومن بينهم عصابات، وعبر الأثير طارت شتائم وبذاءات وسفاهات فكان لابد من تنظيم ذلك.. ومن هنا ولدت الإذاعة الرسمية.
تحية للإذاعة المصرية أمس واليوم وغداً!