
عصام عبد الجواد
الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة
بعد أن وصلت العمليات الإرهابية فى شمال سيناء إلى المرحلة النهائية وهى الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن استطاعت أجهزة الأمن مدعومة بقوات الجيش أن تسيطر على مناطق العريش ورفح والشيخ زويد سيطرة كاملة، وبعد العملية الناجحة فى جبل الحلال ووسط سيناء تغير الوضع نهائيا وأصبحت الكلمة العليا للأجهزة الأمنية، فما كان من هذه الجماعات التى لا تعرف ديناً أو ضميراً أو أخلاقاً، إلا أن تلجأ إلى العمليات القذرة، وهى ضرب الوحدة الوطنية، عن طريق ارتكاب أكبر عملياتها الإجرامية بقتل الأقباط العزل من السلاح بقصد إحراج الدولة المصرية فى الخارج والداخل، وتحويل الأمر على أنه فتنة طائفية، خاصة مع قرب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية، لكن مهما حاولت هذه الجماعات التى تنتحر الآن فى سيناء فإنها لن تستطيع أبداً أن توقع بين المسلمين والأقباط، وأن ما يفعلونه الآن هو عملية مكشوفة تماما للجميع، وهى ليست المرة الأولى التى تقوم فيها الجماعات الإرهابية بمثل هذه العمليات القذرة، ففى فترة التسعينيات أثناء انتشار الجماعات المتطرفة فى الصعيد وبعد دخولها فى مواجهة مع أجهزة الأمن لمدة زادت على ست سنوات، وعندما ضاق الخناق عليها وهى فى طريقها إلى الهاوية، وجدت ضالتها فى أقباط الصعيد وبدأت عملياتها ضد مجموعة من الأقباط ظنا منهم أن ذلك سوف يولد فتنة طائفية فى البلاد، وفى نفس الوقت تظهر مصر فى الخارج على أنها دولة لا تستطيع حماية الأقباط، ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينالوا من الدولة المصرية، وأن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع.
واليوم أصبحت الرؤية واضحة بأن هذه الجماعات تلفظ الآن أنفاسها الأخيرة، بعد أن سيطر رجال مصر الأوفياء من رجال الشرطة والجيش على هذه الجماعات، وأصبح الإعلان عن منطقة شمال سيناء خالية من الإرهاب قريبا.
وعلينا جميعا أن نعود إلى التاريخ ونقرأه جيداً فنجد فى كل مرة تظهر فيه مثل هذه الجماعات وتتجه فى عملياتها إلى أجهزة الدولة بكل أشكالها وعندما يأتى وقت القضاء عليها لا تجد أمامها إلا الأقباط، وبذلك فهى تعلن للجميع أنها فى طريقها إلى النهاية التى ستكون نهاية سوداء عليهم جميعاً إن شاء الله.
هذه الجماعات لا تعرف دينا أو ضميرا فهى لا تفرق بين مواطن مسالم وجندى مقاتل ولا بين رجل أو امرأة ولا طفل أو شيخ بلغ من العمر أرذله، كما فعلوا بالشيخ أبوحريز الذى يزيد عمره على 90 عاما والذى كان يقيم فى مدينة العريش وهو رجل صوفى كان يجلس فى صومعته لا يفعل شيئا غير التسبيح لله الواحد القهار.
وفى نفس الوقت أظهرت هذه الجماعات وجهها القبيح بأنها جماعات ممولة من الخارج، لأن عملياتها ضد الأقباط فى هذا الوقت بالذات الذى يتزامن مع زيارة الرئيس السيسى لأمريكا، يؤكد أن وراءها دولاً تريد أن تحرج مصر سياسيا فى الخارج، وهو أمر لم ولن يحدث، لأن الجميع يعرف جيدا دور مصر فى مكافحة الإرهاب ويتأكد للجميع أن الإرهاب فى سيناء تموله دول وأجهزة مخابرات على مستوى عال لكننا لهم جميعا بالمرصاد للقضاء عليهم إن شاء الله.