السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فلاسفة الفضائيات.. اسكتوا واختفوا!

فلاسفة الفضائيات.. اسكتوا واختفوا!






«بريد القراء»  من أهم الأشياء التى أحرص على قراءتها بانتظام فى صحفنا اليومية أو مجلاتنا الأسبوعية، ففى هذه المساحة الصغيرة تنشر الصحف آراء وكلمات مهمة للقراء فى جميع المجالات.
ولو قرأ أصحاب الشأن هذه الآراء البسيطة والعميقة أيضا لربما أعادوا النظر فيما يتخذونه من قرارات!! ونفس الشىء ينطبق على برامج القنوات الفضائية سواء كانت سياسية أو حتى فنية!!
ومن رسائل بريد القراء لفت انتباهى رسالة للمواطن القارئ «طه عمر» بعنوان «فلاسفة الفضائيات» «الأهرام» تلخص تماما بدون فلسفة وادعاء حال غالبية برامج الفضائيات حيث يقول: «نشاهد على الفضائيات كثيرين من الأكاديميين يقدمون حلولا نظرية لمشكلاتنا التى تبدو بسيطة للغاية أمام حلولهم العبقرية فمثلا يرون تقديم جاموسة لأسرة فقيرة سوف يوفر لها لبنا وزبدة وجبنا ونسوا أن الجاموسة تحتاج إلى مكان وأرض زراعية تأكل من إنتاجها كالبرسيم والذرة وغيرها، وتحتاج إلى مصاريف ومجهود من رجل يرعاها أى أن الجاموسة لن تنتج قبل أن تأكل!!
ولمواجهة ارتفاع أسعار الدجاج سمعنا أفكارًا عبقرية منها تربية الدجاج فى المنزل، ناسين أن المنازل فى المدن لا تسمح بذلك! وحتى القرى الآن أصبحت تبنى بناء حديثا فكيف يمكن تحقيق ذلك عمليًا؟!
ولارتفاع أسعار الخضار سمعنا أفكارًا لزراعة الأسطح بالطماطم والخيار وخلافه!! ونسينا أن تلك الزراعات تحتاج لمياه ومياه الشرب أسعارها ارتفعت!! كما أن الأسطح  عليها خزانات المياه وأطباق الاستقبال التليفزيونى الخاصة بالسكان، ومن الذى  سيزرعه من السكان؟! وكيف سيقسم المحصول علاوة على أن الزراعة مهنة تحتاج إلى خبرة وسماد ومبيدات وخلافه وليس كل الناس يفهمون فى الزراعة؟!
وينهى القارئ المحترم رسالته للأهرام بالقول: «أتمنى من القائمين على تلك البرامج إذا أرادوا أن يتحدثوا عن مشكلة ما فليستضيفوا من يعملون بها قبل أساتذة الجامعة وفلاسفة القنوات فالخبرة تفوق الشهادة، والعمل يتفوق على الكلام النظرى، وإذا حدث التعاون بينهما يكون أفضل»!
وأتفق تماما مع صاحب الرسالة فيما يقول، فما أكثر الموضوعات الجادة والخطيرة والمهمة التى تؤثر على حياة الناس واقتصادهم بل وعلى الأمن القومى نفسه، ونجد أن المتحدثين فى غالبيتهم ليسوا على مستوى مناقشة الموضوع!! ونادرا ما يرجعون إلى أرقام وإحصائيات ومعلومات تخدم المشكلة أو الموضوع المثار!!
وما يقوله فلاسفة الفضائيات عن الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية يلوكونه ويعكونه أيضا فى موضوعات الدراما ومسلسلاتها، والغريب أن فلاسفة الفضائيات يبررون دائما، ونادرا ما ينتقدون عملا حاز على سخط المشاهدين، والمشاهدات، فإذا قيل إن المسلسل ملىء بالنماذج المريضة والألفاظ البذيئة والشتائم والموضوعات الشاذة، صرخوا فى وجهك على الفور: هذا هو الواقع!! وكأن مصر وشعبها هى هذا السخف والسخافة والإسفاف الذى تصوره لنا المسلسلات!!
لقد توقفت أمام رأى مهم للدكتورة «مايا مرسى» رئيس المجلس القومى للمرأة قالت فيه: «لقد تلقيت فى العام الماضى «2016» ثلثمائة شكوى من الصور السلبية للمرأة فى الدراما والإعلانات المبتذلة التى لا تقدم نماذج لتفوق المرأة ووصولها لمواقع اتخاذ القرار ونجاحها كزوجة وأم، لذا فأنا أناشد المسئولين والإعلام على تقديم أعمال تعزز الانتماء فى العلاقات الأسرية والروابط العائلية بعيدا عن البلطجة والجنس والأمراض النفسية»!!
وما تطالب به الدكتورة «مايا مرسى» صحيح وفى محله، فليست بيوتنا وأسرنا ورجالنا ونساؤنا وشبابنا وبناتنا وجيراننا وزملاؤنا بهذا السوء والانحطاط الذى نراه فى المسلسلات، وللأسف فإن ما تعرضه الدراما من مشاهد عنف وبلطجة وانحطاطا سرعان ما يجد طريقه إلى الشارع فيتم تقليده، وليس غريبا أن تجد أحداث مسلسل «الأسطورة» وخاصة طريقة كلام «بطله» وملابسه ورأسه الظلبطة انتقلت بسرعة رهيبة إلى المراهقين، فقلدوه فى كل شىء!!
يا فلاسفة الفضائيات اسكتوا!!