السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف: مقالاتى الصحفية!

روزاليوسف: مقالاتى الصحفية!






وقعت فى غرام السيدة «روزاليوسف» وأحببتها واحترمتها دون أن أتعرف عليها شخصيا للأسف الشديد.
كنت فى الرابعة من عمرى عندما رحلت السيدة «روزاليوسف» عن عالمنا فى العاشر من إبريل سنة 1958.. أى منذ 59 عاما بالضبط!
ومنذ مجيئى إلى مؤسستها صيف عام 1976 متدربا ناشئا فى مجلة «صباح الخير»، التى أسستها فى عام 12 يناير 1956، كانت أمتع أوقاتى وأجمل الساعات هى التى أقضيها فى «الأرشيف» أقلب المجلدات وأطالعها، بل أعيد كتابة ما يلفت انتباهى ويحوز إعجابى من مقالات وحوارات فى كشاكيل خاصة.
ويوما بعد يوم يتزايد إعجابى وتقديرى واحترامى لهذه السيدة الأسطورة، التى بدأت بجنيهات قليلة تصدر بها مجلة «روزاليوسف» التى سرعان ما أصبحت أهم وأخطر مجلة سياسية، تدافع عن الدستور وحرية الرأى والمواطنة وتحارب الاستبداد والجهل!
ولم تستسلم «روزاليوسف» لاضطهاد الحكومات المتعاقبة قبل ثورة يوليو 1952، وكلما أغلقت الحكومات مجلتها سارعت لإصدار مجلة أخرى باسم مختلف تواصل بها رسالتها.. فأصدرت مجلات «الرقيب» و«صدى الحق» و«الشرق الأدنى» و«البرق» و«مصر الحرة» و«الربيع» و«صدى الشرق» و«الصرخة»!
وتخوض «روزاليوسف» تجربة إصدار جريدتها اليومية ابتداء من فبراير سنة 1935 لتستمر نحو عام ونصف العام.
وطوال 41 عاما قضيتها فى روزاليوسف البيت الكبير ومجلة «صباح الخير» محررا صغيرا حتى توليت رئاسة تحريرها فى يونيو 2003 ولمدة ست سنوات - إلا شهرين - لم ينقطع اهتمامى بتراث «روزاليوسف»، وما أكثر المرات التى كتبت فيها وتناولت هذا التراث، لكن المحطة الفارقة كانت فى نهاية عام 2012 بالبدء فى إصدار سلسلة تراث «روزاليوسف»، وكانت البداية مع إعادة نشر أعداد مجلة الصرخة كاملة فى خمسة مجلدات لأول مرة بنفس الشكل والحجم التى كانت تصدر به.
وتوالت إصدارات تراث «روزاليوسف»، فكان الاحتفال بالكاتب الكبير «صلاح حافظ» وإصدار مجلد ضخم بعنوان «مقالات ومعارك لها تاريخ»، ثم كتاب «جريدة قالت لا» عن الإصدار الأول لـ«روزاليوسف» ومعاركها فى سبيل عودة الدستور، ثم «وصف مصر بالكاريكاتير: روزاليوسف والمصرى أفندى».. و«من ذكرياتى الصحفية» للسيدة فاطمة اليوسف الذى يضم مذكراتها المنسية التى كتبتها طوال عامى 1938 و1939 ولم يسبق نشرها فى كتاب! كما أسعدنى أن يصدر الكتاب الذهبى بعد عودته كتاب «أحمد بهاء الدين وروزاليوسف» مقالات لها تاريخ!
وبعد أربعة أيام يكون قد مر على وفاة السيدة «روزاليوسف» 59 عاما، فتصدر سلسلة تراث «روزاليوسف» كتابا جديدا بقلم هذه السيدة الأسطورة وهو «مقالاتى الصحفية» ويضم أهم وأخطر المقالات التى نشرتها طوال ثلاثين سنة من كفاحها الصحفى والسياسى لم يسبق نشرها فى كتاب وظلت حبيسة المجلدات والإهمال.. مقالات رصدت فيها «روزاليوسف» جانبا مهما من كفاحها ومعاركها مع الطغاة والاستبداد ووقوفها أمام المحاكم والنيابات وسجنها لأول مرة!
وغيرها من المقالات بالغة الأهمية والخطورة!
ولم يكن يخطر على بالى صدور كل هذه الأعمال من تراث «روزاليوسف»، لكن هذا الحماس والتشجيع والتقدير من المهندس «عبد الصادق الشوربجى» رئيس مجلس إدارة «روزاليوسف» كان وراء ذلك كله، فهو صاحب فكرة إعادة نشر هذا التراث العظيم لأجيال لم يسعدها الحظ والقدر برؤية أصحاب هذه الأعمال أو قراءتها، وفى إعادة نشرها فائدة كبيرة لهذه الأجيال الشابة، خاصة الأجيال الصحفية الجديدة التى لم يسعدها الحظ أن تعاصر نجوم مدرسة «روزاليوسف» فى الكتابة والرسم!
لقد أسعدنى تماما ما حظيت به هذه الإصدارات من حفاوة وتقدير وإشادة، وكانت بمثابة دافع قوى لى لاستكمال هذه المهمة وهى الكشف والتنقيب فى تراث «روزاليوسف» الذى تربت عليه أجيال وأجيال طوال تسعين عاما.
عزيزى القارئ يسعدنا أن نقدم لك هذا الكتاب الفريد لسيدة فريدة وأسطورة لن تكرر اسمها «روزاليوسف» رحمها الله.