
عصام عبد الجواد
ما بعد القمة وضرب سوريا
الاستقبال الحافل للرئيس السيسى فى البيت الأبيض فى أول زيارة رسمية لرئيس مصرى منذ 8 سنوات والترحيب الكبير من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قضى تماما على العلاقات السيئة بين مصر والإدارة الأمريكية التى شهدت توتراً كبيراً خلال رئاسة أوباما للولايات المتحدة الأمريكية، وإنكاره لثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية، وكان أكبر ترحيب للرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قال له الرئيس الأمريكى ترامب: الآن أصبح لديك صديق وحليف بواشنطن. ما يؤكد عودة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا مرة أخرى، خاصة بعد أن أكد الرئيس الأمريكى التزامه بدعم أمن مصر واستقرارها ومساندتها فى جهود الإصلاح.
إن نتائج هذه الزيارة سوف تتجاوز العلاقات المصرية - الأمريكية بمراحل وسوف يظهر ذلك على الوضع فى المنطقة بأكملها وهو ما ظهر واضحا من خلال ردود الأفعال العربية الرسمية والشعبية التى تلقت هذه القمة بارتياح شديد بعد أن وجدوا مصر تعود مرة أخرى إلى موقعها الريادى لتقود المنطقة نحو السلام والاستقرار.
هذه القمة سوف تكون نتائجها حاسمة وسريعة فى القضاء على الإرهاب فى المنطقة بأكملها وعودة الاستقرار لبلدان كثيرة فى المنطقة العربية تعانى من الإرهاب والتطرف بالإضافة إلى عودة مباحثات السلام لحل القضية الفلسطينية.
إن تغريدات الرئيس الأمريكى أظهرت مدى اقتناعه بأن مصر تحت قيادة الرئيس السيسى عادت دولة قوية خاصة عندما أكد أنه يتطلع إلى علاقات طويلة ورائعة مع مصر وهذا يدل على اقتناعه التام بما تقوم به مصر الآن من حرب على الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى معركتها مع التنمية الاقتصادية، إنها بحق رحلة تاريخية حققت نتائج مبهرة أهمها إعادة الروح للعلاقات المصرية - الأمريكية والصداقة القوية التى نشأت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس ترامب حتى قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ما يدفع بالعلاقات إلى مزيد من التطور ودعم برامج الإصلاح الاقتصادى المصرى وجذب الاستثمارات الأمريكية للسوق المصرية.
إن الترحيب الكبير من جانب الإدارة الأمريكية يمثل فرصة سانحة وغير مسبوقة فى العلاقات الأمريكية - العربية وعلى جميع الأطراف فى المنطقة العربية الاستفادة منها لتغيير واقع المنطقة الصعب الذى تعيشه حاليا إلى واقع أفضل.
إن هذه الزيارة أثبتت للعالم رؤية مصر الثاقبة التى تجلت فى ثورة 30 يونيو بالقضاء على الإرهاب وجماعات التطرف فى المنطقة والتى كانت تؤيدها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما وهيلارى كلينتون والتى لو استمرت لكانت المنطقة بأكملها سوف تذهب إلى الجحيم.
أما الضربة الأمريكية للقاعدة السورية فى الشعيرات فقد كان موقف مصر واضحاً منها تماما أنها تقف مع الشرعية الدولية التى تطالب بأن يكون هناك حل سلمى للوضع فى سوريا بعيداً عن القتال الدائر الذى يروح ضحيته الأبرياء وناشدت كل الأطراف المتصارعة فى سوريا بأن تعلى مصلحة الشعب السورى على أى مصالح أخرى.
مصر لها موقف ثابت وواضح بأنها مع الشعب السورى ومع عودة سوريا موحدة وضد تقسيم سوريا، وموقف مصر واضح ليس مع سوريا فقط بل مع العراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول التى أضاعها وفتتها الصراعان الداخلى والخارجى وجعل جماعات الإرهاب والعنف تسيطر على كثير من أجزائها وهو ما لا تقبل به مصر أبداً وتعمل بكل الطرق على عودة الاستقرار لهذه الدول لأن استقرارها يعنى استقرار المنطقة بأكملها.