الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عمرو أديب.. كل ليلة!

عمرو أديب.. كل ليلة!






«عمرو أديب» حاجة وباقى المذيعين والمذيعات حاجة تانية!
«عمرو أديب» شىء مختلف تماما، وربما تختلف معه - أنت حر - وربما تتفق معه - أنت حر - لكن فى الحالتين سوف تشاهده وتصفق له أو تشاهده فتهاجمه بضراوة!
وأظن أن «عمرو أديب» هو أكثر المذيعين الذين يتعرضون لهجوم وانتقاد يومى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك!
وأكثر من يهاجمون «عمرو أديب» ويعترضون عليه بشراسة، هم أهل الإعلام الفضائى أنفسهم من مذيعين ومذيعات أقل شهرة وأقل حرفية أو مهنية وكأنهم يتبنون المثل العامى «ما يكرهك إلا ابن كارك»!
ومشكلة «عمرو أديب» بدأت منذ انتقاله من أوربت القناة المشفرة إلى قناة مفتوحة مجانية هى «أون E» حيث الفرجة ببلاش واللى ما يشترى يتفرج!
ولم أكن من مشاهديه فى القناة المشفرة، لكنى كنت أشاهد بعض المقاطع من برنامجه على اليوتيوب بعد ذلك، ولم أكن وحدى الذى يفعل ذلك!
وقبل أن يظهر «عمرو أديب» ببرنامجه «كل ليلة» عند الساعة التاسعة والنصف مساء خمسة أيام فى الأسبوع، كان المشاهد المصرى وربما العربى قد زهق تماما وربما انصرف عن برامج التوك شو التى كانت تذاع فى نفس التوقيت تقريبا أو بعدها بقليل.. وتتنافس فى الصراخ والزعيق بين ضيوفها، أو مناقشة تفاهات وسخافات أو التصدى لمناقشة موضوعات جادة جدا بكثير من السطحية والضحالة الفكرية دون فهم أصل وفصل القضية المطروحة للنقاش!
وبعد مشاهدتى لعدة حلقات من «كل يوم» وجدت نفسى أننى لم أعد أهتم بعشرات البرامج التى تذاع فى تلك الفترة المسائية واكتفيت بالوجبة اليومية التى يقدمها «عمرو أديب» سواء بمفرده أو عندما تشاركه الفنانة القديرة «رجاء الجداوي» أو «فقرة الهوانم» وفقرة «الطبخ والأكل» للسيدة «جيجي» أو سهرة كل يوم جمعة مع أحد نجوم الغناء العربي، أو نجوم الكرة العالميين مثل ميسى أو نيمار ورونالدو!
باختصار صار برنامجه الأوسع والأكثر انتشارا وليس سرا تلك الشعبية الطاغية التى يتمتع بها، والتى ظهرت فى مبادراته الإنسانية للتبرع لمستشفى أبو الريش أو حملة البطاطين لمتضررى السيول وغيرها من المبادرات الإنسانية التى ساهم فيها شرفاء ورجال أعمال بملايين الجنيهات، ولعلكم تذكرون كيف اتصل الرئيس الجليل ذلك الرجل المحترم «عدلى منصور» الرئيس السابق وطلب المساهمة فى حملة أبو الريش، وهو ما أعطاها الجدية والاحترام والمصداقية!
لقد لفت انتباهى مقال الصديق والزميل العزيز.. طارق الشناوى فى المصرى اليوم وعنوانه «مذيع الرئيس» - منذ أيام - حين قال: إن 99٪ فى مقدمى البرامج على مختلف القنوات يتمنون أن يصبحوا «عمرو أديب» وكان ذلك بمناسبة الاتصال التليفونى المهم الذى أجراه الرئيس «عبدالفتاح السيسي» مع «عمرو أديب» على الهواء مباشرة لدقائق طويلة حفلت بالكثير من الأخبار المهمة، وجدت طريقها إلى ملايين المشاهدين.
إن نجاح «عمرو أديب» يكمن فى بساطته وعفويته وتلقائيته وفهمه للموضوع دون تعال على المشاهد، وكثيرا ما يعترف على الهواء: أنا مش فاهم، و«عمرو» ليس زعيما ولا يريد، وليس ناشطا سياسا، هو إعلامى ينتقد بضراوة وشراسة، أداء الحكومة فى أدائها السيئ، ويشيد بها ويمدحها إذا أصابت واتخذت قرارات صائبة.
عفوية وبساطة «عمرو أديب» جعلت المشاهدين تقبل منه أن يشاهدوه على الهواء مباشرة أن يأكل ويتلذذ بما يأكل وتشاركه الاتصالات التليفونية فى ذلك المشهد! ولعله أول مذيع مصرى يفعل ذلك على الهواء ويقبله المشاهد.. «عمرو أديب» - وهذا ظنى - دخل قلوب الناس بهذه البساطة والتلقائية وإيمانه بما يقول، حتى لو كان ذلك لا يرضى النخبة أو غالبية زملائه من أهل الإعلام والفضائيات.. وأظن سبب ذلك هو الغيرة القاتلة من ذلك النجاح المدوى!