السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مسلسلات وإعلانات.. ربنا يستر!

مسلسلات وإعلانات.. ربنا يستر!






منذ ساعات قليلة بدأت معركة المسلسلات الرمضانية على شاشات الفضائيات والقنوات سواء المصرية أو العربية!
لا تزال الحيرة تمسك بخناق المشاهدين والمشاهدات، ماذا يشاهد الآن؟! وما الذى سوف يؤجل مشاهدته لما بعد رمضان؟! وهل يكتفى بمشاهدة ستة مسلسلات أم يمكن زيادتها إلى ثمانية مسلسلات!
لكن حيرة المشاهد شىء وحيرة أهل النقد شىء آخر تماما، فأكل عيش الناقد وشغلته هى مشاهدة المسلسلات ثم الكتابة عنها سواء بالسلب أو بالإيجاب، وغالبا ما يبدأ الناقد بكتابة عن مسلسل وما لم يكن قد أذيع منه سوى بضع حلقات!
وفى سنوات سابقة كتب ناقد عن مسلسل لم يشاهده وكتب آخر عن أحداث مسلسل لم يذع فى آخر لحظة.
 ولا تندهش إذا وجدت عشرات المقالات التى تشيد بمسلسل ما رغم إنه كان محل انتقاد المشاهدين، أو مقالات تنتقد بإسراف أحد المسلسلات الذى يحظى بنسبة مشاهدة عالية!
أما الشىء الذى لن يختلف عليه ناقد أو مشاهد فهو الهجوم الشديد والكاسح على تلك الإعلانات التى تتخلل عرض المسلسل وتفسد متعة المشاهدة وتسلسل الأحداث والمواقف، فمن غير المعقول أن تصل مدة وزمن المسلسل إلى ستين دقيقة يتخللها نصف ساعة إعلانات سمن وزيت!
لقد أصبحت الإعلانات بنفوذها وسطوتها وجبروتها هى المسيطرة والمتحكمة ولا أحد سواها.. فالمحطة تشترى المسلسل بالملايين ولا بد من تعويض هذه الملايين بالإعلانات ولا يهم بعد ذلك احتجاجات أصحاب المسلسلات ونجومها ومشاهديها، لقد أصبح الإعلان هو البطل ويتخلله المسلسلات لا العكس!
فى الماضى - وحتى سنوات قليلة - وقبل ظهور الفضائيات كان معروفا أن الإعلانات مهما كان مدتها لا تذاع إلا قبل عرض المسلسل وبعد انتهائه، وكان من النادر أن تشاهد إعلانا واحدا وسط المسلسل، لكن ذلك كله كان من آثار الماضى الذى لن يعود!
ونفس الشىء يتكرر فى برامج المقالب والكاميرا الخفية التى أصبحت تدفع لضيوفها من النجوم مبالغ خرافية نظير ظهورهم فى تلك البرامج والموافقة التامة على بهدلتهم وإهانتهم، وخلال البرنامج تبث عشرات الإعلانات دون توقف لكى تغطى المحطة نفقات ما دفعته فى شراء هذا البرنامج التافه الذى لا معنى له!
وأعود مع الشاعر الفنان «فاروق جويدة» ومقاله «مسلسلات رمضان.. ربنا يستر» وأتمنى وأحلم معه فيما كتبه منذ أيام وقوله: حشود مسلسلات رمضان يقال إن عددها 44 مسلسلا وأن تكاليف إنتاجها بلغت ملياري جنيه والمهم الآن ليس العدد أو النفقات ولكن المهم ما تحمله من فكر أو تفاهات! إن خريطة الإنتاج هذا العام متنوعة تجمع بين كبار الفنانين وشبابهم وهناك جرعات كوميدية لا بأس بها بحل ما نرجوه هذا العام من المسلسلات ألا تعمل دعوات للإسفاف والشتائم والجرائم والاعتداء على المرأة وألا تستخف بعقول الناس وتزيد من جرعات التخلف.
كل ما نرجوه أن نجد أعمالا فنية راقية فى موسم المسلسلات الجديد مع دعوات أن يبارك الله لمن حصدوا الملايين، وأن يجد المشاهد شيئا جميلا يعوضه عن نكسات المسلسلات فى السنوات الماضية وربنا يستر!
معك حق يا شاعرنا الكبير ربنا يستر علينا وعلى كل المشاهدين والمشاهدات.. ورمضان كريم!