الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كفاكم قبحا وشتائم!

كفاكم قبحا وشتائم!






لست ناقدا متخصصا سواء فى الدراما أو الأدب أو حتى الشعر، لكننى مجرد متذوق ومشاهد على باب الله!
ومنذ سنوات بدأت كمشاهد ألاحظ مشاهد غريبة تطغى على المسلسلات الدرامية التى تعرض فى شهر رمضان خاصة وهى تسلل ألفاظ نابية وشتائم بذيئة يتبادلها أبطال المسلسل الدرامى من حين لآخر لعل أخفها وطأة هى: ابن الكلب أو بنت الكلب!
كانت تلك الشتيمة تقال من حين لآخر فى المسلسل وذلك عند الضرورة الدرامية كما يقول «أهل الدراما»، لكن عاما بعد عام أصبحت الشتيمة بالأب والأم والتلميحات السخيفة قاعدة أساسية فى كل عمل ومسلسل!
وللأسف الشديد فإن نصيب المرأة من هذه الشتائم لا يمكن أن يقارن بما يناله الرجل من شتائم.. والمؤسف أكثر - فى هذه المسلسلات - أن المرأة هى الأكثر شتما وإهانة للمرأة.
وسواء كانت أحداث المسلسل تدور فى مجتمعات الخمس نجوم والمنتجعات والفيلات والسيارات الفارهة والفساتين العارية أو كانت أحداث المسلسل تدور فى بيئات شعبية وفقيرة أو عشوائيات يفوح منها رائحة الفقر والعوز!
لقد صارت الشتيمة، وقلة الأدب أسلوب حياة تفرض علينا الدراما والأفلام بل والإعلانات أيضا.. ولا تندهش بعد ذلك إذا وجدت طفلك أو طفلتك صاحب الستة أعوام يردد هذه الشتائم، فإذا حاولت إفهامه أو إفهامها بأن هذه الألفاظ عيب ولا يصح أن نرددها! سيقول لك على الفور لكن فلان أو فلانة - نجوم المسلسل - يقولونها طب اشمعنى أنا؟!
كل المستويات الاجتماعية تشتم وتتبارى فى الشتائم عبر المسلسلات وكأن نجاح المسلسل يقاس بكمية الشتائم التى يتفوه بها أبطاله؟!
وهنا أتساءل هل العمل الدرامى المكتوب سواء من مؤلف شهير له تاريخ أو هواة وجدوا أنفسهم يكتبون مسلسلات هم من يضعون هذه الشتائم ضمن أحداث وحوار المسلسل أم هو اجتهاد من المخرج وأبطال المسلسل!
وربما يقول لك أهل الدراما إننا لا نخترع هذه الشتائم بل هى موجودة فى الواقع، والدراما هى انعكاس لما يحدث فى الواقع.. لكن هل من ضرورات الفن والدراما نقل القبح والدمامة إلى عمل فنى يراه الملايين.
وبطبيعة الحال لو امتدت يد الرقابة وحذفت هذه الشتائم من على أفواه النجوم فى كل مسلسل لضاعت عشرات الدقائق التى لن تسمع فيها سوى صوت أو عبارة «تيت.. تيت.. تيت» وهو ما يحدث مع ضيوف فلتة الزمان وفيلسوف المقالب «رامز» حيث تحذف الشتائم وتبقى حركة الشفاه دالة على ما يتفوه به الضيف! وراجعوا الحلقات من تاني!
ورحم الله المفكر «قاسم أمين» صاحب كتاب «تحرير المرأة» الذى كتب ذات يوم يقول: «مقاومة القبح بالقبح إضافة قبح إلى القبح الموجود»، فهل يدرك أهل الدراما والفن والكتابة دلالة هذه العبارة! أرجوكم كفاكم قبحا لقد شبعنا وزهقنا ومللنا!