الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الإعلان اليتيم»

«الإعلان اليتيم»






يعتقد بعض المشاهير «سياسيين، صحفيين، فنانين» أنهم أعلم الناس، ويمتلكون دون غيرهم الحقيقة.
يفعلون بنا ما يشاءون.. لا سيما لو قدموا لك رؤيتهم عبر إعلان مؤثر، أو مقال كبير، أو حوار تليفزيونى سبقته ضجة وبروباجندا مدروسة جيدا.
أكثر ما يغيظنى هذه الأيام، هو حملة «حق المواطن فى المعرفة» الحملة بطلها الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، ومعه الفنانة إسعاد يونس، والمخضرم عصام الحضرى.
هدف الحملة رائع فهى ترفع شعار «من غير ما تعرف مش هتشوف الصورة كاملة»، مستهدفة أن يعرف المواطن ماذا يحدث، حتى يفهم ويقدر المسئولية.
لكن هل يؤمن صناع الحملة بالحق فى المعرفة فعلا؟!
الحملة من إخراج مروان حامد، وتنفذها شركة طارق نور، ولا تكتب عليها أنها من صناعتها!
إبراهيم عيسى المقسوم نصفين، حسب الإعلان لأنه من حقه يعرف، لا يريد أن يطبق ما ينادى به على نفسه.
إبراهيم عيسى، بحسب تصريحات له نشرتها يومية «الشروق» الخاصة، قال إنه وقع تعاقد الحملة مع طارق نور، ولا يعرف غيره صاحبًا لها، مؤكدا: «لا أستطيع أن أرفض طلبا لطارق نور أبدًا».
وأنه وافق على المشاركة لإعجابه بفكرتها وإيمانه بالهدف الذى تنادى به وهو حق المصريين فى المعرفة.
إيمان إبراهيم عيسى بالهدف وحق المصريين فى المعرفة، لم يكن شغله الشاغل وهو يوقع عقد الحملة، لم يكن يشغله وقتها غير بنود العقد.
إيمانه بالحق فى المعرفة لم يطبقه على نفسه باعترافه، ولن يطيق الآن من يسأل لماذا تريد أن تعرف وحدك ولا تريدنا أن نعرف معك؟!
إبراهيم عيسى ليس وحده فى الحقيقة، اللافت أن «بياع الإعلانات» الأشهر فى مصر طارق نور، يتعامل معنا بنفس الطريقة.
طريقة «مش لازم تعرفوا» المهم أن الحملة إيجابية، الأهم بالنسبة للمواطن من معرفة اسم الجهة الممولة للحملة أن تستجيب الدولة لأهدافها، هكذا يدخلنا طارق نور فى نفق مظلم بتصريحات جوفاء.
حقيقى ما لنا ومال ممول الحملة ومن دفع الأجور للمشاركين، ومن وراءها، وما الهدف منها، المهم أنها إيجابية!
طارق نور، يتجاهل أهم مبادئ مهنته «بيع الإعلانات»، لابد أن تعرف الهدف من حملتك، ومن يمولها؟ وماذا يريد؟
فبحسب الدراسات، كل منتج أو خدمة تحتاج إلى استراتيجية إعلان مستقلة بحد ذاتها كجزء من الخطة التسويقية للمؤسسة ـ أى مؤسسة ـ وهذا يعتبر من أهداف الإعلان التى يتم وضعها لكل خطة تسويقية يتم عملها.
الحملة ستشهد جزءًا ثانيًا، حاليا هو فى مرحلة المونتاج.
الإعلان الجديد سيقوم ببطولته نجم شاب من نجوم الصف الأول.
الأمر ليس مستحدثا، فى العالم كله يحدث ذلك، إعلانات تسويقية، أو للتوعية، فلماذا «الحق فى المعرفة» خرج يتيما بلا أب ولا أم ولا حتى أخ!
لا أنكر أن الحملة تستحق الإشادة فهى تستهدف تشجيع الناس على معرفة المعلومة، وتحث الحكومة على أن تكون صادقة وتتعامل بشفافية.
وأعتقد أن الحكومة ـ أى حكومة ـ لا يمكن أن تكون صادقة مع مواطنيها، ولا تحب نغمة من حقى أعرف، فأى حكومة تتعامل مع الشعب على أنه قاصر!