الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مخرج «الفواجع»!

مخرج «الفواجع»!






ليس من المدهش أن يكون أول فيلم سينمائى مصرى ممول تمويلاً مباشراً من الاتحاد الأوروبى باسم «هى فوضى» لمخرجه خالد يوسف، وليس بالمصادفة أن يكون مساعد المخرج نجل زميله فى النضال الوهمى «محمد حمدين صباحى» عندما قدم كلاهما حالة تشريحية تحريضية ضد الدولة المصرية، ولم تسلم من إساءة الفيلم أى مؤسسة فى الدولة بما فيها النيابة العامة.
لم يكتف مخرج «الفواجع» بدعوات الفوضى فى منشوره السينمائى بل واصل طريقه إلى جسد الدولة فى فيلم جديد باسم «حين ميسرة» ليقدم المجتمع المصرى فى أحط صوره ثم راح يدعى أنه أول المبشرين بثورة يناير كما لو كان يعترف بأن ثورته قد ولدت من رحم الانحرافات الجنسية والنفسية التى قدمها فى أفلامه!
المليونير الاشتراكى وزوج المليارديرة الشهيرة «شاليمار شربتلى» - صاحبة أول عرض أزياء عربى لملابس البحر - لا يكف عن المجاهرة بالدفاع عن حقوق المطحونين والمهمشين بينما جهاز المكيف فى سيارته الألمانية ماركة Bmw يكاد يجمد أطرافه وأفكاره.. المليونير السينمائى المهموم بالفقراء نجح أخيراً فى مكافأة نفسه ممتلكا شقة فى أفخم ضواحى باريس لعلها تكون مناسبة للاستجمام من عناء النضال التليفزيونى صباحا، أو عناء السهر اليومى بأفخم الفنادق مساء.
وريث يوسف شاهين طالته بعض شظايا الشهرة الدنجوانية فانتشرت مقاطع وصور نسبت له.. إلا أنه سارع بتحرير المحضر رقم ١٦٢٠٠ جنح قصر النيل لسنة ٢٠١٦ ليثبت أنها مفبركة، إلا أن أحدا لم يبلغنا بنتيجة الفحص حتى الآن.. يبدو أن مخرجنا العظيم يمتلك مواهب متعددة فى التصوير والتجسيد!
مخرجنا الموهوب يبدو أن جعبته الفنية قد فرغت فقرر خوض غمار السياسة مقدما نفسه بمرشح الثورة «المهندس خالد يوسف» خشية أن تكون صفته الإخراجية سببا لاستفزاز ناخبيه فى كفر شكر من أصحاب النخوة والشهامة والمروءة.. إلا أن السؤال الحائر هو كيف ينسق أوقاته بين نجوع كفر شكر وضواحى باريس؟!
لكن لا أحد يستطيع أن ينكر دور المخرج المشهور فى جلب التمويل للفن المصرى وبعدما كان تمويلا غربيا قادما من الاتحاد الأوروبى نجح فى إقناع المستثمر الإماراتى خلف الحبتور فى القيام بدور الممول الجديد، ليفرض سؤال جديد نفسه هل سيستطيع الحبتور عرض الأفلام التى سيمولها بدور السينما الإماراتية؟
المخرج الموهوب هجر الفن من أجل السياسة إلا أنه لم يهجر شهوة الشهرة بعدما اتخذ إلهه هواه فلم يقدم تاريخا فنيا يحجز به مكانا فى ذاكرة السينما المصرية، ولم يقدم أداء سياسيا أو برلمانيا مميزا إلا أنه اتخذ من فيلمه «هى فوضى» منهجا عمليا لحياته الشخصية والعامة.