الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محاكمة درامية بعيون إعلامية!

محاكمة درامية بعيون إعلامية!






قررت هذا العام ألا أسلم «عقلى» و«عينى» لمشاهدة مسلسل تليفزيونى أو أكثر كما كنت أفعل قبل سنوات، بل قررت أن أكون مشاهداً بالصدفة لأى حلقة من مسلسل دون قصد أو تعمد وبصرف النظر عن أبطال المسلسل أو مخرجه أو مضمونه!!
وأدهشنى ما رأيت فلا تكاد تخلو حلقة واحدة من خناقة أو معركة وجرحى وقتلى، أما الشتائم والألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية فهى على «قفا من يشيل»، قفا المشاهد بالطبع!!
وكنت أظن أنها صدفة غير مقصودة حتى قرأت ملخصا للتقرير الأول الذى أصدره المجلس الأعلى للإعلام منذ أيام عن التجاوزات التى شهدتها المسلسلات الدرامية خلال العشرة أيام الأولى من رمضان، والتقارير نشرته معظم الصحف اليومية، وجاء فى التقرير الخطير والمهم أن معظم الأعمال اعتمدت على الابتذال اللفظى والمشاهد الجريئة والإسقاطات السياسية دون الاهتمام بالمضمون ولا بالرسالة الحقيقية التى تريد تقديمها إلى جميع المشاهدين!!
وكشف التقرير عن كم هائل من التجاوزات اللفظية والشتائم والسباب فى مسلسلات عدة منها «خلصانة بشياكة» و«ريح المدام» و«الحرباية» و«أرض جو» و«الحلال» و«عفاريت عدلى علام» و«قصر العشاق»! هذا غير الإيحاءات الجنسية الفجة التى فى الحوار بين أبطال المسلسل، كذلك تعمد عرض الكثير من المشاهد المنافية للآداب سواء مشاهد غرف النوم الفجة والفاطحة وأيضا مشاهد التحرش الجنسى أو نساء تراود الرجال عن نفسها ثم ارتداء الملابس المكشوفة!!
وكشف التقرير أيضا قيام بعض المسلسلات بعرض مشاهد تحوى دروسا مجانية فى طريقة وكيفية تعاطى المخدرات واستخدام العنف واستخدام الأسلحة «مسلسلى خلصانة بشياكة والحرباية» ولجوء الفتيات الساقطات للغش الطبى للعودة إلى بكارتهن مرة أخرى «مسلسل الحرباية» وكيفية التحرش بالصغار «مسلسل غرابيب سود»!!
أما بالنسبة للبرامج فقد توقف التقرير أمام برنامجى «رامز تحت الأرض وهانى هز الجبل» حيث جاء بهما كم هائل من الشتائم والتجاوزات اللفظية الفجة من ضيوف البرنامجين بعد التعرض للمقلب الذى تم تدبيره للضيف أو الضيفة!!
كما توقف التقرير أمام تجاوزات أخلاقية وتعد لحدود الآداب العامة «إعلان الملابس الداخلية» كما تم وقف أحد الإعلانات الذى اعتبره الأزهر الشريف مسيئا لسمعة مصر، وكذلك الإعلان عن أحد أجهزة التكييف الذى تجاوز كل الحدود!!
انتهى التقرير المحترم واتمنى أن يستمر المجلس الأعلى للإعلام فى إصدار هذه التقارير بصفة منتظمة وتنشر على نطاق واسع بل يتم إلزام الفضائيات بالإشارة إلى ما جاء بهذه التقارير لعل أهل صناعة الدراما يرتدعون ويختشون قليلا!!
وبعيداً عن كل ذلك فقد صدمنى الحور المهم للزميل «عادل دربالة» مع الدكتور «خالد عبدالجليل» رئيس الرقابة على المصنفات الفنية فى جريدة الأخبار والذى قال فيه: «نحن لم نشاهد الأعمال الدرامية التى يتم عرضها خلال الماراثون الرمضانى لأن تلك الأعمال لم تصل الرقابة إلا قبل عرضها بعشرة أيام فقط، تخيل أن لجنة تتكون من عشرين فرداً مطالبة بمشاهدة 42 مسلسلا كل عمل يتضمن 30 حلقة وكل هذا فى عشرة أيام الأمر غير منطقى بل مستحيل!!
والقنوات تقوم بالتعاقد مع الأعمال الدرامية دون أن تكلف نفسها وتسأل هل تلك الأعمال حاصلة على تصريح أم لا؟! وبالتالى فإن دور الرقابة على المصنفات الفنية باتت رقابة شكلية جداً لأن كل ما شاهدته الرقابة لم يتعد خمس حلقات من كل مسلسل والباقى كان عبارة عن مادة ورقية»!!
معك حق ولكن هل يعقل هذا يا سيدى؟!