الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تجربة فنزويلا

تجربة فنزويلا






منذ بداية إبريل 2017 قامت موجة تظاهرات خلفت 80 قتيلا ومئات الجرحى فى فنزويلا.
فى 2016 رفعت الدولة التى تمتلك (أكبر احتياطى بترول مؤكّد فى العالم، يزيد على 297 مليار برميل) سعر البنزين لأول مرة منذ 20 عاما.
 سعر البنزين فى فنزويلا ما زال منخفضا بالرغم من زيادته ستين ضعفًا.
حكومة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، اتجهت إلى رفع الدعم عن المحروقات لمنع تدهور الاقتصاد.
الرئيس الفنزويلى، رفع سعر البنزين بأكثر من 6000%، وخفض قيمة العملة الفنزويلية «البوليفار» بنسبة 37%، لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة فى ظل هبوط أسعار النفط.
4 أشهر من مظاهرات الجوع بعد تهاوى أسعار النفط وانهيار نموذج اقتصادى تقوده الدولة بدعم كامل منذ أيام الرئيس السابق «هوجو تشافيز»، ما أسقط البلاد فى ركود حاد وتضخم وصل إلى 1600% فى 2017، ونقص مزمن فى المنتجات.
لكن ما  الأسباب التى دفعت دولة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية أن تصل لمرحلة الجوع؟!.
يجيب عن هذا التساؤل الكاتب بانوس موردوكاتواس فى مقال له بمجلة فوربس قائلا: «أسباب فشل الاقتصاد الفنزويلى لا تقتصر فقط على انهيار أسعار النفط، معتبرا أن سياسات الحكومات المتعاقبة الفاشلة على مدار عقود - حتى قبل الاشتراكية البوليفارية - أد إلى هذا الفشل أهمها سلسلة من سياسات التحكم فى الأسعار والدعم الثقيل لكل شىء».
فنزويلا اعتمدت على النفط فقط  لجلب 90 فى المائة من دخل البلاد، وسد احتياجات الشعب اليومية من خلال دعم كامل تقريبا لكل شئ.
السياسات الاقتصادية الخاطئة، أدت فى النهاية إلى توقف الحياة كاملة فى «فنزويلا»، وأسفرت أعمال العنف عن أكثر من 80 قتيلا.
الآن يلقى المتظاهرون باللوم على الحكومة فى تردى الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع معدل البطالة، والعجز الصارخ فى السلع الضرورية.
 لم يلتفت أحد إلى أنه ومنذ عام  2014 وفنزويلا تعانى مع انهيار أسهم النفط  ومعها أصبحت أسعار السلع المستوردة باهظة وقفزت الأسعار إلى مستويات خطيرة تضرر منها فئة الفقراء والطبقة المتوسطة المهددة بالفقر.
الحليب والدقيق والبيض والمواد الأساسية تضررت أسعارها بشكل كبير، وأصبح استيرادها من جانب  الحكومة والتجار مستحيلا.
الخلاصة أن هبوط أسعار النفط كان القشة التى قصمت ظهر البعير فى فنزويلا.
يبقى أن نعرف أن بطل فنزويلا القومى، الراحل تشافيز هو من وضع الاقتصاد الفنزويلا فى مهب الريح، رفع فاتورة دعم الدولة خلال فترة حكمة 8 سنوات إلى  120مليار دولار فى بلد مساحتها مليون كيلومتر مربع، ويعيش فيه 30 مليون شخص تقريبا، اشترى صمت الفقراء، وفر لهم كل شىء، عودهم على «التنبلة» كل شىء سيصلك مدعما لم يعد أحد يعمل أو ينتج!  ما تسبب بتدهور احتياطى الدولة من العملة الصعبة الدولار.. وانهيار العملة المحلية وارتفاع رهيب فى تضخم اسعار السلع.. وزيادة الفقر.
تجربة جديدة، تضاف إلى تجارب سابقة، تُثبت قدرة (اليسار) على الجمع بين إفقار الشعب وتحطيم الدولة، وتوهمه بأنه يدافع عن الفقراء، ويوفر لهم حياة كريمة!
صعب جدا  التكهن بمسار الحراك السياسى فى فنزويلا، وكيفية انتهاء الصراع.
لكن سهل جدا أن نقرأ جيدا ما حدث، ونعرف أسبابه ونتجنب السقوط فى نفس البئر.