الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هذا «الحر وسنينه»!

هذا «الحر وسنينه»!






كاد «عقلى ومخى» أن يتوقف تمامًا عن ممارسة أى شىء مفيد أو له معنى بسبب هذا الحر القاتل «الذى ليس له مثيل، وأظن أن الملايين مثلى يعانون نفس المعاناة الظالمة».
وحتى سنوات قليلة مضت كان «الحر» محتملاً، صحيح إنه كان «حر» بايخ ودمه تقيل، لكنه كان محتملاً إلى حد ما، وكان الوقوف تحت الدش لدقائق يرطب جسمك، وتناول قطعة بطيخ مثلجة اختراع عبقرى لمقاومة الحر!
الآن نعيش زمن الحر الذى لا يقهر، إنه «حر» مستبد لا ينفع معه حوار أو مناقشة أو مقاومة، وفشلت فى تحديه ومقاومته كل الوسائل من التكييف إلى المراوح وجميع أنواع المشروبات المثلجة وعلى رأسها «عصير القصب»!
داهم «الحر» كل البيوت المصرية بدون استثناء، واحتلها دون مقاومة تذكر، لكن المشكلة أن هناك ملايين الموظفين والموظفات الذين يذهبون إلى أعمالهم كل يوم والمفروض أنهم ينجزون أعمال المواطنين! وهو غالبًا لا يحدث على الوجه الأكمل!
وإذا كنت أنا ـ حيث أجلس فى بيتى لا أفعل شيئًا يكاد الحر يخنقنى ويسحب الأوكسجين من حولى وأشعر أن روحى هتطلع! فما بالك بالموظف المصرى فى دواوين الحكومة! وعليه أن يعمل وينتج «!!» ويتحدى هذا «الحر اللعين»!
هذه روشته خبير ألمانى قدمها للموظف الألمانى لكى يتغلب على «الحر» حتى لا تتعطل مصالح الناس - الألمان طبعا -! والخبير هو «يورغ فيلدمان» المتحدث باسم الهيئة الألمانية للسلامة والطب المهني، ومن خلال مقاله يقدم نصائح ثمينة أنقلها للموظف المصرى ربما وجد فيها ما يفيده!
النصيحة الأولى هى الابتعاد عن الوجبات الدسمة والثقيلة لأن هضمها يحتاج كمية كبيرة من الدم، ومن ثم يتراجع معدل تدفقه إلى المخ مما يزيد من فقدان الموظف تركيزه، ولذلك من الأفضل أن يتناول الموظف الأطعمة الخفيفة كالخضروات والفواكه فى صورة حصص صغيرة وموزعة على مدار اليوم!
والنصيحة الثانية: ارتداء الملابس الخفيفة جيدة التهوية والابتعاد عن الملابس داكنة اللون، ولبس ملابس فاتحة اللون إذ إنها لا تمتص أشعة الشمس، وبالتالى لا تصل الحرارة إلى الجسم وتتسبب فى سخونته!
والنصيحة الثالثة: تبريد الجسم بشكل متكرر خلال فترات العمل بوضع بعض قطرات من المياه الباردة على اليدين ومؤخرة الرقبة، إذ يسهم فى تحفيز الدورة الدموية بالجسم على نحو سريع، كما يخفف من تأثير الحر الشديد على الجسم!
أما النصيحة الرابعة فهى تهوية مكان العمل على مدار الليل أو فى فترات الصباح الباكر كى يدخل تيار الهواء البارد إليه، على أن يتم إغلاقها بعد ذلك قبل فترة الظهيرة التى تزداد بها سخونة الجو مرة ثانية مع إسدال الستائر لحجب أشعة الشمس!
وأخيرا ينصحك «يورغ فيلدمان» بأخذ وقفات راحة قصيرة لمدة بضع دقائق من آن لآخر خلال فترات العمل وتمضيتها بأحد الأماكن الباردة (!!) وذلك للحد من التحميل الذى يتعرض له الجسم بفعل سخونة الجو والحر الشديد، وأخذ غفوة قصيرة من النوم خلال فترة الظهيرة إذا كان ذلك جائزا داخل مكان العمل.
انتهت نصائح الخبير الألمانى للموظفين، وربما كان بعضها مناسبا للموظف المصرى وربما كان خياليا وحالما أو مستحيلا، لكن المؤكد أن الموظف المصرى عنده نصائح أكثر فائدة وعملية من كل ذلك، وعنده نصيحة واحدة يؤمن بها سواء فى الشتاء أو الحر وهى عبارة، فوت علينا بكرة! فلا يحتاج لكل النصائح السابقة!