الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضائيات ترويج التطرف!

فضائيات ترويج التطرف!






منذ أيام عقد المجلس الدولى للصحافة ندوة مهمة عن «ظاهرة التطرف فى بريطانيا والبلدان التى تزعزع استقرارها بعد انتفاضات سنة 2011، والمجلس كما قرأت متفرع من «مؤسسة القرن المقبل» التى تأسست فى لندن منذ عام «كخزانة تفكير فى مجال السلام».
ما جرى فى هذه الندوة رصده الكاتب «عادل درويش» المصرى المولد البريطانى الجنسية والمحلل البارز فى الكثير من القنوات التليفزيونية وشارك فى الندوة ببند يتعلق بتأثير الصحافة سلباً وإيجاباً على ظاهرة التطرف والإرهاب المنبثق عنها، وفى مقاله عن «دور التليفزيون فى ترويج التطرف» الذى نشره فى جريدة «الشرق الأوسط اللندنية» كتب يقول: «كان لى ورقة تناقش رفضى لتعبير «دور الصحافة» واستبدال أثر الصحافة كمحيط اتصال وتواصل به، وتناولت فيها ظاهرة سلبية انتشرت فى السنوات الأخيرة، موضة افتعال خلاف بين شخصين فى الاستديو لاستقطاب المتفرجين بين مفهومين على طرف نقيض، ومع تمسك كل منهما بموقفه يزداد تطرف الاستقطاب!!
لكن عندما تتعمد الصحافة التليفزيونية تسييس التطرف.. الذهنى والعاطفى والبلاغى الغوغائى فى برامجها فهو دور سلبى متعمد!
ففى السنوات الأخيرة تنامت ظاهرة سلبية أضرت بالصحافة التليفزيونية على وجه الخصوص وهى تعديل سلبى على دور الخبير المتخصص الذى تستضيفه البرامج الإخبارية لإضافة معلومات أساسية وشرح الفقرة الإخبارية للمتفرج أو المستمع كى يستوعب ما جاء فى الخبر بدراية أكثر عمقاً!!
فخبر عن شجار عائلتين فى صعيد مصر حول رى الحقول ويتصادف إنهما من ديانتين مختلفتين بثته محطة إنجليزية لمتفرجيها أو مستمعيها يحتاج إلى استضافة خبير متخصص، الخبير سيشرح أن الشجار لا علاقة له بالتطرف والإرهاب واضطهاد جماعات كالإخوان المسلمين لمن يخالفهم الرأى والعقيدة، بقدر ما يتعلق بنظام رى لا يعرفه المزارع البريطانى الذى يعتمد على المطر لرى الحقول!!
للأسف الكثير من الشبكات العربية غيرت دور الخبير إلى طرف فى شجار وصياح غوغائى، فقد أصاب هذه الشبكات عدوى فيروس الشجار الغوغائى من «الجزيرة القطرية» افتعال خلاف بين طرفين نريده المذيع أو المذيعة التهاباً (وغالباً يتفق معد البرنامج سراً مع الطرف الديماغوغى العالى الصوت لينحاز المذيع معه ضد المتخصص الذى يحاول تقديم المعلومات المفيدة للمتفرج) وتتحول الدقائق الثمينة إلى شجار صوتى واستقطاب مواقف متطرفة بدلاً من تقديم معلومات إضافية يستفيد منها المتفرج!!
ويروى الأستاذ «عادل درويش» هذه الواقعة الشخصية فيقول: «قبل أيام فى الـ«بى.بى.سى» أخبرنى معد البرنامج أننى سأعلق على مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى، وفوجئت بسؤال المذيعة عن دعوة «الأسقف جستين ويلبى» إلى تأسيس مفوضية من جميع الأحزاب البريطانية للتفاوض مع الاتحاد الأوروبى ترى كم من المشاهدين فى البلدان العربية (الذين توجه الـ«بى.بى.سى» البرنامج إليهم ملم بهذه التفاصيل والمعلومات؟!
محاولات لشرح هذه التفاصيل ضاعت وسط صيحات واعتراضات بأنى مخطئ من بروفيسور فى الإعلام السياسى!! (ماذا يعنى بحق السماء) ربما يؤهله صوته العالى لوظيفة منادٍ أو مسحراتى رمضان، جاءت به الـ«بى.بى.سى» لطرح وجهة نظر معاكسة (ترى ما هو المعاكس لمعولمات أساسية كأعلاه) بدلاً من تنوير المتفرجين العرب بتفاصيل لا يعرفها إلا المتخصصون!!
انتهى أبرز ما كتبه الأستاذ «عادل درويش» وهو محق تماماً، فقد انتقل جهل وغباء برامج الجزيرة إلى معظم المحطات العربية، نفس الصراخ الذى برع فيه أحمد منصور والجهل النشيط الذى ينشره «جمال ريان» أما البهلوان» فيصل القاسم» فقد أسس مدرسة تليفزيونية لا نظير لها فى الجهل النشيط!!