الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فكرى أباظة «باشا» الصحافة!

فكرى أباظة «باشا» الصحافة!






أظن أنك تعرف الكثير عن «فكرى أباظة» باشا الصحافة، نجمها وأستاذها اللامع ورئاسته لتحرير مجلة «المصور» لسنوات طويلة يصعب حصرها أو عدها، سواء فى سنوات الزمن الملكى أو حتى زمن ما بعد ثورة يوليو 1952.
وربما تكون قد قرأت كتابه الممتع «الضاحك الباكى» أو قرأت له عشرات وربما مئات المقالات فى مجلة «المصور»، لكنك ربما لا تعرف أنه كان واحدًا من ألمع وأشجع وأصدق نواب الشعب فى مجلس النواب لأكثر من عشرين عاما وكانت له صولات وجولات ضد الفساد بكل أشكاله.
وهذا الأسبوع وجدتنى أعيد قراءة للكاتب «فكرى أباظة فارس المعارضة» للكاتب الصحفى الكبير «فاروق أباظة» وتوقفت أمام المقدمة البديعة لأستاذنا الكبير «مصطفى أمين» التى جعل عنوانها «النائب المحترم» الذى كتب يقول فيها:
«كان فكرى أباظة» أحد نجوم البرلمان المصرى كان خطيبا رائعا ومحدثا ممتازًا أو مقاطعا ذكيا ومعارضا خفيف الدم، سهامه كانت تجرح الحكام ولا تسيل دماءهم، مكثت عضوا فى مجلس النواب المصرى خمس سنوات معه، كان مقعدى وراء مقعده، وكنت أسمعه يتكلم فيطربنى وكأنه يغنى، كان يستطيع بسخريته الضاحكة أن يحول جو الجلسة القاتم إلى جو مرح، وكان يستطيع أن ينتزع التصفيق من الذين يهاجمهم، فقد كانوا يعلمون أنه رجل مؤمن بما يقول، لا يريد لنفسه منصبا ولا جاها ولا مالا، وكان هذا سر قوته لم يزد أعضاء حزبه عن ثلاثة أو أربعة، ومع ذلك إذا تكلم أحسست أن وراءه أغلبية وشعرت أنه لا يتكلم بلسان النواب الأربعة وإنما لسان مصر كلها.
وقد رشح نفسه نائبا فى أول انتخابات برلمانية فى سنة 1924 على مبادئ الحزب الوطنى واكتسحه مرشح «سعد زغلول» على الرغم من أن الأسرة الأباظية كلها تكتلت لتأييده!
ولم يغضب فكرى أباظة على «سعد زغلول» لأنه أسقطه فى الانتخابات فلم يشترك فى الحملة الطاغية التى شنها عليه الملك فؤاد وأنصاره بعد أن أسقطه الإنجليز من رئاسة الوزراء عقب مقتل السردار!!
وكان الزعيم «سعد زغلول» يستلطف «فكرى أباظة» ويعجب به، فكان إذا أراد «حافظ رمضان» رئيس الحزب الوطنى أن يطلب باسم الحزب الوطنى طلبا من «سعد زغلول» زعيم الأغلبية أوفد إليه «فكرى أباظة» واثقا أن «سعد زغلول» سيعطى «فكرى أباظة» أكثر مما سيعطى الحزب كله!
وعندما بدأت الأحزاب المؤتلفة فى توزيع الدوائر بادر «سعد زغلول» بتخصيص دائرة لفكرى أباظة وطلب من أنصاره ألا يتقدموا لمنافسته!!
ونجح فكرى أباظة فى الانتخابات وكان أصغر النواب سنا، وانتخب «سعد زغلول» رئيسا لمجلس النواب وجلس «فكرى أباظة» على يمينه بصفته أصغر الأعضاء سنا، والتفت الزعيم إلى «فكرى أباظة» وقال له: اذهب إلى زعيمك «حافظ بك رمضان» واطلب منه أن يرشح نفسه سكرتيرا برلمانيا!
وذهل فكرى أباظة كيف يكون «حافظ رمضان» رئيس الحزب الوطنى سكرتيرا برلمانيا، وقال له «سعد»: «لا تدهش منصب السكرتير البرلمانى هو أهم منصب فى البرلمان، من هنا يقفز النائب إلى المجد البرلمانى».
ورفض «حافظ رمضان» أن يرشح نفسه سكرتيرا برلمانيا ورشح الزعيم «سعد زغلول» النائب الشاب «فكرى أباظة» سكرتيرا برلمانيا!
وكان فكرى أباظة يجد متعته فى معارضته زعيم الأمة، وكان «سعد زغلول» يداعبه قائلا: أنا أستاهل يا فكرى!! لولا أننى أدخلتك إلى المدرسة بطريقة استثنائية لما كنت هنا تعارضنى!
وكان سعد زغلول وهو وزير للمعارف قد أدخل «فكرى أباظة» المدرسة الابتدائية بصفة استثنائية وكان قد سقط فى الكشف الطبى.
وللحكاية بقية مع سعد زغلول وروزاليوسف!!