الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
غلمان «صلاح دياب»!

غلمان «صلاح دياب»!






لما كان «الغلام» فى اللغة العربية هو الصبى اليافع المراهق، أو الخادم، أو النادل، غير أن للكلمة أيضًا مدلول أخلاقيا غير سوى، وبالقياس فإن «الغلام الصحفى» هو الصحفى المراهق أو الخادم لسيده وولى نعمته مالك الجريدة الذى يفصل من يشاء وقتما يشاء ويجود بالمكافآت والحوافز والتخفيضات فى مدينته السكنية «نيو جيزة» على من يشاء من غلمانه وصبيانه المستكتبين المستخدمين طوعا أو كرها، فتجدهم ينحنون أمام صاحب المال لا ترتفع هاماتهم إلا فى مواجهة الدولة.
فلم يلبث الرئيس عبدالفتاح السيسى أن أطلق دعوته للإعلام ليؤدى دوره الوطنى فى التوعية بخطورة مخططات هدم وإفشال الدولة المصرية، إلا وقد تلقى صلاح دياب الإشارة ليبدأ فى تسخير جريدته المصرى اليوم للعبث فى أساس الدولة من خلال كتيبة غلمانه المستكتبين قسريا، الذين يقدمون نموذجا جديدا لصحافة «الكارو» والحظائر، إذ يكتب المقال وفقا لتوجيهات ومصالح صاحبه إعمالا للمثل المصرى «اربط الحمار مطرح ما يعوزصاحبه»!
  «صلاح» أطلق غلمانه المطيعين ليبدأ أولهم فى تصيد تصريحات الرئيس ويطل علينا فى مقال يومى يستعرض خلاله تنظيراته المستندة إلى رصيد مهول من اللاخبرة ، ثم يفاجئنا مؤخرا بمقال يطالب فيه أجهزة وزارة الداخلية بتنفيذ الأحكام وهو الصادر ضده حكم نهائى واجب النفاذ لتعديه بالضرب على زميلته الصحفية، وهو نفس الصحفى ذو الميول السلفية الإخوانية الغلمانية الذى كتب مقالا قبيل ٢٠١١ اتهم فيه الكنيسة بتخزين الأسلحة فى الأديرة تأييدًا لأكاذيب محامى المخلوع المتخابر سليم العوا!
وها هو غلام آخر تلقى دعوة على العشاء من رجل أعمال معروف عنه أنه «وكيل صحفيين» - اقتداء بوكيل الفنانين - والذى استكتبه مقالاً ادعى فيه أن مصر مقبلة على مجاعة انتقاما من الدولة التى سحبت الأراضى التى سبق له الاستيلاء عليها، وهو نفس الصحفى والروائى المتبنى حملة «لا للتجديد» للدعوة لعدم إعادة انتخاب الرئيس مرة أخرى ويروجها فى مقالاته وجلساته الخاصة بمدينة الشروق تنفيذا لتعليمات شاهبندر الصحفيين «صلاح دياب» الذى يعانى من عقدة الجيش ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
  بينما غلام ثالث كان رئيس تحرير فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك يطل علينا بمقالاته المستكتبة ليعاود القيام بدوره كبودى جارد لولى نعمته والتى كان يمارسها فى المؤسسة الصحفية القومية حتى إن الأمر وصل إلى أنه قد طارد زميلاً له حاملاً عصا لضربه لمجرد أنه حلم إنه أصبح رئيس تحرير!
ورئيس تحرير آخر عينه حسنى مبارك انضم لكتيبة الغلمان، ولم لا؟ وقد كان صفوت الشريف يستخدمه ضد أمين التنظيم أحمد عز، وها هو «صلاح» يستخدمه للتواصل والاتصال بكل من يهاجمه إما لاحتوائه أو معرفة ثمنه لشرائه.
وغلام رابع يستغل عمله الصحفى كباحث ستارا لأسفاره التى يلتقى فيها أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، ثم يعود لمحاسبة مؤسسته العريقة مطالبا ببدل السفر، وهو من كان أحد عَرّابى الإخوان للاستيلاء على حكم البلاد وصديق الهارب المتخلى عن مهمته الوطنية محمد البرادعى.
  انتظروا غلمانًا جددًا سينضمون إلى حظيرة صلاح دياب كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، صحيفة «الغلام اليوم» لن تكف أبدا عن دورها فى مناكدة الدولة، لن تكف عن ممارسة دورها للتشكيك فى ثوابت الدولة ومؤسساتها، تستمتع بخلق فجوة انعدام الثقة بين المواطن ووطنه، تجد فى تلك المساحة مكانا فسيحا لنشاط غلمانها الذين ينطلقون تنفيذا لتكليفات مرشدهم «صلاح بن دياب» الذى يتعامل مع وطنه كصفقة ومع المواطن كسلعة، ينفذون تعليماته دون مناقشة أو جدل ينافسون أقرانهم من جماعة الإخوان المنسحقين أمام مكتب الإرشاد شعاره «كن بين يدى مرشدك كالميت بين يدى مغسله»، بينما يرفع صلاح دياب شعار جريدته «كن بين يدى مشغلك كالغلام بين يدى سيده»!