إن فاتك الميرى

ثقافة سائدة لدى المجتمع المصرى ﻻ تتغير وﻻ تتطور وهى التمسك بالوظيفة الحكومية.. رغم كل الدعاوى التى تحث على اﻻتجاه للعمل الحر وإقامة المشروعات الصغيرة.. ومازالت معظم اﻻسر المصرية تزرع داخل نفوس أبنائها هذا اﻻعتقاد (اوعى يفوتك الميرى).
والواقع الحالى لسوق العمل يشهد ظاهرة غريبة بداية من المسابقات الوهمية وتحصيل رسوم استمارة عمل بدون وجه حق استغلالاً لموقف الشباب أملاً فى الحصول على فرصة عمل.. إلى جانب التعيينات شبه المتوقفة فى قطاعات الدولة باستثناء بعض المجاملات والوساطة فيما يتفنن القطاع الخاص بامتصاص دم الشباب وتقديم العمل لهم بتعيينات محددة المدة وبأجور زهيدة جداً بعد ملء استقالات مقدماً (استمارة 6).. وأيضاً نجد بعض الجهات تقوم باستغلال حاجة الشباب فى الحصول على فرصة عمل بإلزامهم بالتوقيع على إيصالات أمانة تصل إلى 50 ألف جنيه إلخ إلخ.
كل هذا على الرغم من أن أبواب المشروعات الصغيرة تفتح أبوابها للجميع.. وقد يظن البعض أن ما يقال مجرد كلامى انشائى ولكن فى الواقع وعلى مدار خمس سنوات ومن خلال برنامجى طريق الألف ميل والذى عرض على شاشة قناة الاسكندرية التقيت بنماذج شابة اتجهت إلى إقامة المشروعات الصغيرة من خلال قروض من الصندوق الاجتماعى.
ومما ﻻشك فيه كانت هناك صعوبات وعراقيل فى البداية لكن بالاصرار والمثابرة واﻻجتهاد هم الآن أسماء معروفة فى مجال الأعمال واﻻستثمار.
وﻻ خلاف على أن الوضع الحالى قد اختلف كثيرا مع تشجيع الدولة للشباب لإقامة المشروعات الصغيرة.. وبعد أن تم تطبيق نظام الشباك الواحد بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب اﻻول بشرم الشيخ.. هذا علاوة على تبنى مؤسسات الدولة لهذه القضية والدور المهم الذى يلعبه اتحاد الصناعات الصغيرة والمتوسطة وجمعيات رجال اﻻعمال وغيرها من المؤسسات فى دعم وتمويل هذه المشروعات من خلال دراسات الجدوى ومنح القروض.
إن شباب مصر هم سواعد المستقبل وهم اﻻمل فى غد أفضل.. دعوة لكل الشباب لنبذ الفكر الذى يدعو إلى التمسك بالوظيفة الحكومية واﻻنطلاق فى مجال إقامة المشروعات الصغيرة لنساهم فى القضاء على البطالة ودفع عجلة اﻻنتاج وكذلك توفير العديد من فرص العمل للشباب الآخرين.. مصر تنادى أبناءها ليخطو نحو مستقبل أفضل فهل من مجيب.