دور الشباب فى الإصلاح الثقافى
شهدت القاهرة والأقصر فى الفترة السابقة مؤتمرًا مهمًا للشباب أقامه المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس، وتم بدء فعالياته بالمسرح الصغير بدار الأوبرا وبحضور الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، رأس المؤتمر الكاتب والمثقف الكبير أحمد بهاء الدين شعبان مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، الجميل أن المؤتمر كان مقترحا من الشاب مصطفى عز العرب، أحد الشباب البارزين فى لجنة الشباب، وشارك فى المؤتمر 250 شابًا من كل بقاع مصر، شمالا وجنوبا، والمدهش أن الملاحظة الأولى التى ضمنت نجاح هذا المؤتمر بدرجة طيبة فى وجهة نظرى كانت الفكرة الجيدة التى ابتكرتها لجنة الشباب وأمانة المؤتمرات؛ حين صممت استمارة على وسائل التواصل الاجتماعى تدعو الشباب للمشاركة وسوف يتم الاختيار بناء على قدرة ومواهب وقدرات الشاب المتقدم، وتقدم بالفعل ما يزيد على 1500 شاب تم اختيارهم عن طريق ثلاث لجان فى القاهرة وقنا والإسكندرية، واختارت اللجان منهم 250 شابًا.
كانت تلك هى اللبنة الأولى فى سبيل النجاح، لذلك قرر المؤتمر بداية أن يختار الأفضل، لأن هذا الشاب الذى لديه قدرات سوف يكون داعمًا للعمل ومؤكدا للجميع نزاهة البدء والاختيار.
والسؤال الذى ناوشنى بداية؛ كيف يساعد الشباب مؤسسات الدولة فى الإصلاح الثقافى، فهاجمنى سؤال آخر، ومن سيتركه لكى يحاول المساعدة فى لعب هذا الدور؟ فكان الرد بسيطا بأن نمكن الشباب فى الدخول لتلك المؤسسات أولاً لكى يعرف ما هى لكى يساعد فى لعب الدور المطلوب منه بشكل فاعل ومؤثر، فالشاب الذى لا يعرف ما هى قصور الثقافة ولم يدخلها من البداية، لن يستطيع أن يلعب دورا فى إصلاح ودفع تلك المؤسسة المهمة المنتشرة فى كل ربوع الوطن بمعدل 580 موقعًا للأمام، لذا علينا أن نسمح للشباب بالدور الفاعل فى مؤسسات وزارة الثقافة عن طريق مساهمة الجيدين والمبدعين والفنانين من الشباب فى طرح أفكار ورؤى جديدة لعمل تلك المؤسسات، بداية من اقتراح البرامج والأنشطة ومرورا بالمشاركة فى مجالس إدارات تلك المواقع وحتى المساعدة فى إدارة تلك الأماكن المهمة القادرة على تشكيل وعى الشاب ومن قبله الطفل الذى يحمل بداخله بذرة التقدم والنمو والنهوض بهذا الوطن.
ولقد سعدت بتوصية المؤتمر المهمة بضرورة مشاركة الشباب فى مجالس أمناء المواقع الثقافة تطوعيا وعلى المسئولين فى تلك المواقع أن يحددوا كيفية المشاركة فى تلك المجالس، وهل ستكون بالتعيين أم بانتخاب الشاب الذى يجد فى نفسه الكفاءة للعمل التطوعى.
من الأشياء الطيبة التى أفرزها طريقة اختيار الشباب، التنوع الجغرافى والبشرى الذى شهده المؤتمر؛ فقد شهد عددا من الشباب من كل أقاليم مصر وحدودها الشمالية والجنوبية، كما شهد تنوعا فى القدرات والمواهب والمؤهلات التى بدأت من المتوسط ومرورًا بالمؤهل العالى وختاما بالماجستير والدكتوراه، كما وجدنا أنواع المواهب جميعًا، شهد المؤتمر الشاعر والقاص والمسرحى والموسيقى والتشكيلى والمطرب والسينمائى والممثل والمخرج والمصور والمؤلف المسرحى، كان المؤتمر بحق باقة متنوعة من مواهب الوطن.
والجميل أن الشباب قدم ما يقرب من 32 توصية، فى المجالات كافة، سعدت جدا لوجود إحداها صادرة بقرار من وزير التربية والتعليم فى جريدة الأهرام، وهى ضرورة دمج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين فى المدارس، وكانت صاحبة التوصية بنت من الأقصر، أكدت على تلك التوصية عدة مرات، وقالتها فى حضور وزير الثقافة فى ختام المؤتمر، تيقنت تماما من استشراف الشباب الطيب الجميل للمستقبل.
ويبقى فى الضمير شىء وسؤال ملح كوخز الإبر، لماذا اعتذرت وزارة الشباب والرياضة عن دعم المؤتمر قبل انعقاده بأسبوع رغم أنها كانت موافقة على دعمه وأكدت على ذلك وشاركت فى الإعداد، لم أفهم السبب حتى الآن.