الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«أبوالفتوح» يعيد إنتاج الجماعة الإرهابية

«أبوالفتوح» يعيد إنتاج الجماعة الإرهابية






لا يكف «عبدالمنعم أبوالفتوح» أبدًا عن الترويج بأن شباب الإخوان المحبوس فى السجون مظلوم ولم يمارس عنفاً، لا يكف أبداً عن الادعاء بوجود فارق كبير بين الإخوان المؤمنين بفكر حسن البنّا وهؤلاء القطبيين الذين دفعوا الجماعة إلى العنف، لا يكف أبدا عن الزعم بانفصاله عن الجماعة فكريا وتنظيميا.
إياك أن تصدق أن «أبوالفتوح» يمكن أن يتخلى عن إخوانيته، فإذا كان هناك ما يسمى الدولة العميقة فإن عبدالمنعم أبوالفتوح عبدالهادى أبوسعد هو أحد أهم كوادر وركائز ما يسمى «الجماعة العميقة إن جاز التعبير»!
الآن وقد حانت اللحظة الحقيقية التى يثبت فيها الرجل لتنظيمه الدولى القابع فى لندن أنه رجل الساعة، وأنه على استعداد لإنقاذ الجماعة فى مصر وإعادة إحيائها بعدما أوشكت على أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث يعتبر نفسه فى مهمة إلهية تنظيمية.. يغالبه حنينه إلى جماعته التى نشأ وتربى وترعرع واشتهر وأثرى فى أحضانها، فقرر أن يناور ويحاول اختراق بعض الثغرات التى ظنها فى جسد الدولة لتمرير مشروعه لإعادة تدوير المخلفات الإخوانية على أرض الوطن.
«أبوالفتوح» الإخوانى المخلص لتنظيمه لم يفتر أبداً عن إخلاصه، لم يحد قلبه عن قبلة التنظيم لحظة، وإليك الحقائق التالية:
- عام ٢٠١٢ وفى انتخابات الإعادة بين شفيق ومرسى حشد كامل طاقته لمساندة محمد مرسى.
- يضم الآن شباب الإخوان لحزب مصر القوية.
- لم يصدر عنه إدانة واحدة لإرهاب الإخوان.
- التقى قيادات التنظيم الدولى فى لندن يوم ١٨/٤/٢٠١٧ والتقى راشد الغنوشى للترتيب لخوضه الانتخابات الرئاسية.
- حاليا يقود حملة لترويج الأكاذيب بشأن إنهاء سيطرة القطبيين على الجماعة لتمكين العناصر السلمية.
على ما تقدم يصبح عبدالمنعم أبوالفتوح هو رجل الأقدار بالنسبة للجماعة الآن، لم ولن يتخلى عنها، حزنه على الجماعة وتعلق قلبه بها سيمنحه قوة دافعة لمحاولة إنقاذها، سيستعيد على الفور ذكرياته وأيامه التى عاشها فى كنف التنظيم الذى يمثل له سكنا ووطنا، دنيا ودين، ماض ومستقبل، لقد حانت ساعة الصفر وسينطلق أبوالفتوح نحو مهمته التى يحتسبها جهادا فى سبيل الله، لاحظ وارصد وراقب وستجد ما يلى:
- سيبدأ أبوالفتوح فى حملة ضد القيادات القطبية بالجماعة والتى تسببت فى الأزمة الحاليّة بقيادة الإرهابى محمود عزت الذى سيذكره بالاسم، وبما أنه هارب إلى تركيا فلا ضرر من التضحية به من أجل الجماعة.
- سيركز أكاذيبه عن وجود تيار معتدل داخل الجماعة من معتنقى فكر حسن البنّا ممن يجب منحهم فرصة فى مواجهة أنصار سيد قطب.
- لن تجده يتحدث عن عودة مرسى مطلقا.
- سيروج لوجود شباب مسالم داخل السجون ممكن منحهم فرصة.
- سيدعى أن جماعة الإخوان ينبغى أن تتفرغ للدعوة فقط دون ممارسة العمل السياسى، وهو يناور لمنح الجماعة فرصة العودة، بعدها يمكن أن تتسلل إلى عقل وقلب الوطن من جديد.
- سيهاجم الأحزاب السياسية بضراوة.
- سيشيد بالدور الوطنى للجيش، إلا أنه يجب أن يحمى ولا يحكم.
هكذا ستكون خطوات الكائن الإخوانى لإنقاذ تنظيمه، هو فقط يبحث الآن عن موطئ قدم واحدة لجماعته على أرض مصر، بعدها ستبدأ الحركة البطيئة لإعادة الارتكاز، ثم تحديد نقطة انطلاق جديدة.
فى الخفاء سيلتقى سراً السلفيين وفلول الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد ليقنعهم بأن الأمل الأخير لهم هو إعادة الإخوان للمشهد لتقود قاطرة العمل الإسلامى السياسى من جديد، وسيلتقى سرا بأسر من قتلوا فى رابعة ليؤكد لهم ويطمئنهم أن حق ذويهم لن يأتِى إلا بالتضحية من أجل عودة التنظيم، وسيبعث رسائله إلى أصدقائه القدامى فى السفارة الأمريكية، سيظهر ضيفا دائما على شاشة bbc، ستستضيفه «المصرى اليوم» فى أول حواراته، سيعاود لقاءاته بمجموعات الأولتراس، ستدعوه الجامعة الأمريكية لندوة حول مستقبل الإسلام السياسى فى مصر، وسيرسل إلى خيرت الشاطر فى محبسه ليوقف القتال مرحليا حتى لا يفسد عليه تكتيكه، سيهاتف محمد البرادعى ليسانده فى الحصول على الدعم الدولى، سيتحالف مع رجال أعمال انتهت أسطورة جشعهم واحتكارهم أمام الدور الوطنى للقوات المسلحة فى تأمين معيشة المواطن واحتياجاته، سيمارس نفس الوهم الإخوانى بأنه يمكن استخدام الجميع وخداع الجميع.
سيغلف تحركه بأنه دعوة للسلام والمحبة والتعايش، دعوة لترميم السلام الاجتماعي، وأنه مبادرة ضد الطائفية وضد التهميش والإقصاء، سيعيد صياغة عبارات التنظيم بأن العنف لا يولد إلا مزيداً من العنف، وأن الزج بالشباب داخل السجون سيولد جيلاً جديداً من الإرهابيين، سيذكرنا بتجربة نيلسون مانديلا، قد تجده فى حفلات عمر خيرت فى دار الأوبرا وسيظهر مع عراب التدليس الإخوانى عمرو خالد، سيدعو لمليونية إلكترونية لعودة صانع ألعاب الإخوان الهارب محمد أبوتريكة، إلا أن مهمته لإعادة إحياء التنظيم لن تثنى شهوته عن الترشح للمنصب الرفيع الذى بدأ التحرك نحوه بالاستعداد لتدشين موقع إلكترونى ولجان خاصة به.
إذا كان أبوالفتوح صادقا وتخلى عن إخوانيته ويحرص على السلام الاجتماعى فعلا كقيمة وليس وسيلة مرحلية لإعادة تسريب الجماعة إلى قلب الوطن، فعليه أن يبادر بما يلى:
- إدانة إرهاب جماعة الإخوان فى ميدان رابعة وما بعدها.
- أن ينعى شهداء الجيش والشرطة.
- إدانة تورط قطر فى دعم الإرهاب.
- أن يطالب بتطبيق الدستور وإلغاء حزب النور.
- أن يدين التنظيمات الإرهابية فى سيناء.
- أن يطالب حماس بأن تكف أذاها عن مصر.
- أن يعترف اعترافًا كاملًا بثورة ٣٠ يونيو التزاما بالدستور.
- أن يعترف بمدنية الدولة.
- أن ينعى د.رفعت السعيد.
- أن يطالب القيادات الهاربة بتسليم نفسها.
- أن يكشف علاقته بالتنظيم الدولى فى لندن.
- أن يعلن موقفه الصريح من بناء الكنائس وحرية العقيدة.
لكن الطبع الإخوانى يغلب التطبع، أبوالفتوح يعتقد أنه يمكن أن يكون بهلوانا فى سيرك الوطن الإخوانى المزعوم، أبوالفتوح قلبه الذى لم يتحرك تجاه وطنه الذى تداعت عليه الأمم، فإنه الآن ينزف دما على تنظيمه المنهار.