الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«لا نامت أعين العملاء»!

«لا نامت أعين العملاء»!






على طاولة البلياردو تنطلق ضربة البداية حيث تصطدم الكرة الرئيسية بالكرات المتراصة لتدفعها إلى مواقع مختلفة تحتلها أعلى الطاولة، هكذا تتلقى الخلايا الكامنة تكليفها فتنطلق إلى مركزها المحدد على أرض الوطن، من الوهلة الأولى تبدو مبعثرة إلا أن خيطا رفيعا يربطها يبدأ وينتهى داخل السفارة الرابضة فى جاردن سيتي، الوقت ليس مبكرا وأدوار اللعب لم تنته، الخلايا لم تمت بل تراجعت تكتيكيا بعدما تعرض الكثير منها للانكشاف والحرق وعجزت مؤقتا عن الصمود أمام المد الوطنى الذى بلغ ذروته يوم ٣ يوليو ٢٠١٣.. إذن الرهان كان على انحسار هذا المد ليبدأ اللعب من جديد.
انتبه، استعد، لا يلدغ المؤمن من جحر عشر مرات، إياك أن يزايد أحد على ما تتعرض له من ضغوط اقتصادية، إياك أن يعاد استخدامك لابتزاز وطنك، إياك أن تكون أداة لإتمام جريمة فى حق الأجيال القادمة، لا تسمح أن تكون ثغرة التسلل إلى قلب وطنك، استفت قلبك وأطلق لعقلك العنان، الجراح مازالت لم تندمل بعد، ومصر التى لم تنكسر لحظة مازالت تتعافى، مصر الصامدة مازالت فى مرمى الاستهداف، والخلايا الكامنة قد تلقت الإشارة بالفعل والآن فى طريقها إلى التمركز فى مواقعها تنفيذا للتكليف الصادر، استرجع آلامك واستدع آمالك وتذكر وذكر بمرارة التجربة عندما لاح شبح السقوط على أرض الوطن، لولا أن رجالا ربط المولى على قلوبهم فأنقذوا هذه البلاد، تذكر لعل الذكرى تنفع المصريين.
إشارة البدء قد انطلقت ووصلت إلى الخلايا، ربما كان قطع جزء من المعونة الأمريكية بمثابة صافرة الانطلاق، ربما كانت هناك إشارات مشفرة لا تعرف أكوادها إلا تلك الخلايا، آلة تكليفات الإيحائية لا تتوقف الزخم يتزايد كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية، أطقم السفارة تستعد لتقسيم العمل، حركة التمويلات والتكليفات والمتابعة لن تتوقف، التكتيكات الجديدة ستدخل مرحلة التجريب اللمسات النهائية توضع الآن، والمتطوعون من العملاء ومنعدمى الضمير الوطنى يعرضون أنفسهم بأبخس الأثمان، وعملاء قدامى غالبهم الحنين إلى إعادة التشغيل.
داخل السفارة لا يتوقف العمل، عمليات تنشيط العملاء القدامى لا تنقطع، التأكد من تمركز الخلايا مستمر، محاولات تجنيد عملاء جدد تتم بكثافة، جلسات التقييم تنعقد يوميا، فتح الثغرات فى جسد الوطن متواصل، بالونات الاختبار تنطلق بانتظام، مع ارتفاع سعر الدولار يرتفع سقف طموح العملاء وأعضاء الخلايا بينما تنحط نفوسهم وضمائرهم على أرض الوطن، بالتزامن مع نشاط السفارة تنشط حركة عملاء قدامى ممن سبق تعرضهم للانكشاف والحرق، ورغم ذلك سيظهرون بكثافة بتكليف مباشر لتحقيق ما يلى:
■ قياس ذاكرة المجتمع.
■ توجيه رسالة للعملاء الجدد أن السفارة قادرة على حماية عملائها المنكشفين.
■ التمويه ولفت الأنظار لمنح العملاء الجدد فرصة التسلل.
■ منح غرفة عمليات السفارة فرصة التمويه والايحاء بأنها مازالت تعتمد على نفس الشخصيات لخداع المجتمع والأجهزة.
بعض الخلايا متواجد بالفعل على أرض الوطن وخلايا أخرى يتم استدعاؤها من العواصم المختلفة، غرفة عمليات السفارة تختار الآن أيقونة المرحلة الجديدة من بين أعضاء خلاياها، الأيقونة يتم تصنيعها وتصعيدها لتكون قاعدة الارتكاز والانطلاق الجديدة التى ستلتف حولها باقى الخلايا، الآن يتم تلقين هذه الأيقونة شعارات ومصطلحات وأكواد العمل الجديد، مدعومة بحملات إلكترونية منظمة، وحملات إعلامية تستهدف الشخصيات الوطنية لدفعها نحو الانسحاب من معركة وطنها خشية الاغتيال المعنوي، لكن يبقى رهان الوطن على صلابة معادن الرجال.
فى كواليس الإعلام وفى فضاءات التواصل الاجتماعى وفى الأفنية الخلفية للسفارات لا تنقطع الإشارات، بينما الخلايا تتلقى تعليمات أمنها الشخصى كما تتلقى علامات اللقاء لتتعرف على بعضها البعض إذا ما اضطرتها الظروف لذلك، العملاء يعملون بشكل فردى، وآخرون فى مجموعات متجانسة، وضباط التشغيل يتسابقون لتجنيد المزيد، وحملات ابتزاز الدولة يتم ترتيب ملفاتها التى ستظهر للعلن يوما تلو الآخر لضمان استمرار الضغوط، والحرائق يتم إشعالها لشغل الوطن ورجاله بإطفائها بينما يتسلل العملاء سريعًا خلف ستار الدخان المتصاعد.
على خط المواجهة وعلى امتداد جبهة الوطن لا تقف الدولة وأجهزتها ورجالها مكتوفى الأيدى بل مبسوطة أيديهم نحو قلب الوطن، أعينهم لا تنام قلوبهم لاتهدأ نفوسهم لا تستكين، لا يعرف الملل طريقا إليهم يقف الصبر حائرا أمام صلابة إرادتهم، بينما العملاء الجدد فى انتظار جولة جديدة من التجريس، تتزايد أرصدتهم فى البنوك كما يتضاعف رصيد عارهم فى ذاكرة الوطن.
تحصن بعقلك وأنعش ذاكرتك، استدع شريط ذكرياتك، استرجع مشاعر الألم وأنت تحبس أنفاسك أمام وطن كان على شفا حفرة السقوط، لا تيأس ولا تترك ساحة الوطن محلا لعبث الخلايا، لا تترك مركزك فى معركة الوطن عرضة لاحتلال الخلايا التى بدأت تنشط، زاحمها واقطع طريق الوطن عليها، طاردها واكشفها ولا تدعها تتحرك مطمئنة على أرض الوطن، إياك أن يتمكن منك الملل فالوطن ليس نزهة أو نزوة أو اختياراً، الوطن قدر وحياة ونضال، ورسالة تتسلمها الأجيال ■