
محمد صلاح
التدليس فى الطاعات
مصر التى حباها الله، وذكرها فى كتابه الكريم 5 مرات، وكلم على أرضها نبيه موسى، واتخذ السيد المسيح ووالدته الطاهرة النقية منها ملاذا آمنا، تشهد حالة من التناقضات المثيرة والغريبة، امتدت إلى العبادات والمتاجرة مع الله، حيث تم تفريغ مفهوم الحج الركن الخامس من الإسلام، ودخل ماراثون الوجاهة الاجتماعية، مثلما هو الحال فى الأضحية التى ليست فرضا لكى يستدين لها غير القادرين، أو يتم شراؤها بالتقسيط، وفى النهاية لم ير الفقراء منها غير دهونها وشحومها، أما لحومها فتذهب للأهل والأصدقاء والباقى يتم تخزينه فى المبردات، متناسين قوله تعالى فى كتابه الكريم « لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم».
فى العشر الأوائل من ذى الحجة، التى هى أيام طاعة وذكر، كان الغش والتدليس هو السمة الغالبة فى حياة قطاع عريض من المصريين، وبلغ الاحتيال مداه حتى فى بيع الأضاحى، السنة التى يتقرب بها العبد إلى الله، فلكى تظهر الأضحية ممتلئة الجسم كثيفة اللحم، يقوم تجار الماشية، بإضافة الملح إلى الماء، لتشرب منها الأضحية قبل البيع بست ساعات لتصاب الأضحية بالانتفاخ، ما يجعلها وقت الشراء زائدة الوزن بشكل مبالغ فيه.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل يقوم التجار بخلط الخميرة والأدوية المتضمنة للبروتينات والهرمونات إلى أكل الماشية قبل بيعها بـ 12 ساعة لكى تظهر الأضحية ضخمة وحالتها الصحية جيدة، عكس الحقيقة، ولكنها تمثل خطورة كبيرة على الصحة العامة عند تناول لحومها قبل 15 يوما.
وفى غياب الرقابة وانعدام الضمير، تزايدت الشكوى خلال إجازة عيد الأضحى المبارك من غش البنزين والسولار، من خلال التلاعب فى «العداد» بحيث تكون الكمية الحقيقية التى تم وضعها فى السيارة مختلفة عن الموجودة على شاشة الماكينة، أو غش البنزين والسولار بإضافة سوائل أخرى مثل الماء وغيره من المواد الرخيصة التى تؤدى لانتهاء العمر الافتراضى للسيارة وتهدد حياة المواطنين.
وامتد التناقض إلى إصرار قطاع عريض من المصريين على انفاق مليارات الجنيهات على مصايف مارينا والساحل الشمالى، وتركيا وقبرص وإسبانيا، وبحثا عن كرامات أولياء الله الصالحين من أمثال الشيخ الشيطانى والشيخ كوكو، فى حين يعجزون عن دفع 5 جنيهات تبرعات لصندوق «تحيا مصر»، أو لشراء أدوية أو أجهزة طبية لعلاج الفقراء والمحتاجين بمستشفيات الأطفال والكبد والأورام.
ولم تمر أيام عيد الأضحى المبارك، دون حدوث ظواهر غريبة ومتناقضة، فعلى طريقة « الشيطان يعظ» تطاول محمد رمضان على الفنان الراحل إسماعيل يس، واتهم أفلامه بالإساءة إلى الجندى المصرى، متناسيا أن أفلامه كانت سببا رئيسا فى نشر ثقافة البلطجة والألفاظ البذيئة.
أما النائب عبد الرحيم على فكتب السطر الأخير من حياته السياسية، بعدما كشف عن انتماءاته وأطلق الرصاص فى كل اتجاه، وأصاب أصدقاءه قبل أعدائه بالصدمة، كما عاد محمد البرادعى إلى « تويتر» وتذكر شعب الروهينجا، معلنا تضامنه معهم ضد عمليات الإبادة الجماعية التى تنفذها حكومة ميانمار، رغم أنه لم يضبط متلبسا مرة واحدة بإدانة العمليات الإرهابية التى تنفذها جماعة الإخوان الإرهابية أو تنظيم داعش ضد الشعب المصرى وأبطاله من الجيش والشرطة.