الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عمرو خالد.. الإخوانى الكاجوال!

عمرو خالد.. الإخوانى الكاجوال!






لم ينفصل «عمرو خالد» يوما عن تنظيمه الإخوانى، هو ليس محبا أو متعاطفا بل تنظيميا مكلف له بيعة عند مرشده، عمرو خالد عضو شعبة الإعلام فى العجوزة نشأ وترعرع فى احضان التنظيم ،هو كادر مدرب ورأس حربة للمشروع الاخوانى الذى صدق عليه التنظيم الدولى باسم « اختراق الصفوة»، هو أداة الإخوان لاختراق المساحات المجتمعية المغلقة فى وجه الجماعة.. الكادر نزل إلى الملعب بعدما تلقى إشارة التنظيم متجها بشكل مباشر إلى تجمعات الأماكن الراقية فى النوادى والمساجد الناشئة بالأماكن الراقية والمدن الجديدة ليظهر كداعية حليق وكاجوال لجذب الاتباع الجدد باستخدام مظهره الخارجى وقدراته على الأداء التمثيلى، وليست مهمته أن ينجح فى تجنيد عناصر تنظيمية بل فقط خلق مساحات فى وجدان وعقول أبناء الطبقات الراقية تمكن التنظيم من الحركة والتسلل إلى تلك المجتمعات لتحقيق ما يلى:
-إظهار المشروع الإخوانى باعتباره مشروعا وسطيا غير متشدد وبالتالى غير منفر.
- الترويج كذبا لكون المشروع الإخوانى مشروعا منفتحا على جميع طبقات المجتمع.
- التمهيد النفسى والمعنوى للمشروع الإخوانى وزيادة درجة تقبل المجتمع له.
- خلق مندوبين جدد يروّجون دون شعور للمشروع الإخوانى بالأوساط التى يعجز التنظيم عن اختراقها لارتفاع المستوى المادى والتعليمى لأفرادها.
- تسريب المصطلحات الإخوانية إلى مجال الاستخدام العام.
 «عمرو خالد» هو قرين «محمد أبوتريكة»، كلاهما مكلف بأداء دوره فى اختراق شريحة مجتمعية معينة غالبا ما تكون بعيدة عن مرمى التنظيم، تذكر وارصد كيف بدأ عمرو نشاطه فى نادى الصيد ثم انتقل إلى مسجد الحصرى مهتما ببناء شهرته التى ستصبح فيما بعد قادرة على الدفاع عن صاحبها، منذ تلك اللحظة وحتى حينه لم يلق عمرو درسا واحدا أو محاضرة بأى قرية أو نجع بل لم يخرج عن نطاق الأماكن الراقية فى القاهرة والجيزة والإسكندرية، ليس كسلا بل التزام بالنطاق الجغرافى للتكليف الصادر، وقتها كان التكليف مركزا على استقطاب أبناء ضباط الجيش والشرطة والقضاة لخلق تواجد إخوانى فى تلك المساحات من الممكن أن يكون قادرا على تحصين ذاته ضد أى مضايقات أمنية.
فى دروسه اعتاد عمرو خالد على استخدام أساليبه الناعمة مركزا حديثه للفتيات ليس اعتباطا بل تنفيذ لمنهج إخوانى لا يتوقف  حتى عن استخدام المشاعر والعواطف الإنسانية لخدمة أهداف التنظيم حيث تتلقى المستمعات ما يردده «عمرو» ممزوجا بنعومته المصطنعة ليختلط بمشاعرهن البريئة ثم ينتقل تدريجيا من خلالهن ودون وعى الى داخل الأسر والبيوت وإلى وجدان النشء عبر صغار الأمهات.
 لا تندهش ولا تعتقد أنها صدفة فكاتب السطور يؤكد لك أنها إحدى أدوات التكتيك الإخوانى، هل تعلم أن أحد أهم أسباب اختيار عمرو خالد لتلك المهمة كون اسمه «عمرو»؟!
وقتها كان عمرو دياب يحتل مساحة شاسعة فى أوساط الشباب.. ربما أراد التنظيم أن يختلس جزءا منها فى أحد دروسه بمسجد الحصرى انطلق «عمرو خالد» فى حديثه مستخدما أساليب المداهنة الإخوانية، وراح يسترسل فى الكلام عن فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ثم نصح المستمعين بالقراءة المتأنية والدقيقة لكتاب «فى ظلال القرآن» للإرهابى المعدوم سيد قطب، وبعدها دلف إلى الحديث عن موهبة الرجل، فى تلك اللحظة  لم يكن يهدف إلى الدعوة لإعادة قراءة الكتاب بل كان يرمى إلى إعادة الشخصية إلى أسماع الحاضرين وإعادة ذكرها وترويجها إلى الذهنية العامة، والترويج كذبا لمنتج إخوانى قد يفهمه البعض تعبيرا عن الوسطية وعن قدرة إخوانية على تصنيع منتج فكرى أو إبداعى، لكن الأمانة كانت تقتضى أن يشير سريعا إلى دستور الإرهاب والقتل لنفس المؤلف والمعنون «معالم على الطريق» فى خطابه الإخوانى وليس الدينى يتعمد عمرو خالد تسطيح الأفكار والمفاهيم الدينية ليس عن جهل، بل مع سبق الإصرار والترصد هو يهدف إلى إظهار الإخوان كمتسامحين، وحقن المجتمع بجرعة إخوانية مغلفة بغلاف دينى لتحقيق حالة من الاكتفاء والتشبع، وبالتالى قطع الطريق على التيارات الدينية الأخرى عن الحركة بتلك المساحات، وبعد تمكنه من احتلال مساحة كبيرة كانت الأجهزة قد تنبهت وبدأت التضييق عليه، فانطلق التنظيم بأكمله للدفاع عنه باختلاق مظلومية جديدة بادعاء نفيه خارج البلاد، بعدما نجح فى اختراق دائرة أبناء عائلة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وهى مزاعم عارية تماما من الصحة، انما كانت الجماعة تهدف لتصعيد نجمه وإحداث زخم التعاطف مع عميلهم المتعرض للضغوط. بعد التضييق عليه اتجه عمرو مباشرة إلى عاصمة التنظيم، لندن حيث استقر هناك لسنوات، ودون عناء وجد مسكنا ومصدرا للدخل، هناك حيث مقر التنظيم الدولى المتصل مباشرة بالمخابرات البريطانية، مكث فى عاصمة الضباب عدة سنوات تحت ستار الدراسة، ثم عاد متحسسا خطواته بعدما أعيد تأهيله ولم يبد أى ظهور مؤثر إلا فى ميدان التحرير فى أعقاب ٢٨ يناير ٢٠١١، وأدعوك لمتابعة انتشاره المكثف على جميع الشاشات، وكيف كان وقتها يمارس التغليف الدينى للحدث ليبدأ فى أولى خطوات اختطاف الحدث وتسليمه للإخوان، ثم وجدناه أحد نجوم اللقاء الهزلى المعلن، حيث كان المعزول المتخابر محمد مرسى يمارس تخاريفه عن سد النهضة على الهواء مباشرة، بعد أن أدى دوره المستتر فى تقديم الدعم  للمتخابر وقت أن كان مرشحا رئاسيا.
 الآن يطل علينا عمرو خالد من جديد دخولا من بوابة الظهور الإعلامى المفتعل الذى وإن كان ظاهره يعبر عن حالة استهداف لعمرو، إلا أن الكادر المدرب تجده مطمئنًا غير متوتر، هو يعلم جيدا آليات التكتيك الجديد فدفع بنفسه من خلال مشهد تمثيلى هو من قذف به إلى فضاء السوشيال ميديا ليحدث ردود الأفعال التى ساهمت أدوات التنظيم فى زيادة زخمها وكثافتها إلا أن النتيجة النهائية هى تمكن عمرو من امتطاء الحدث وفرض نفسه على وسائل الإعلام التى اندفعت خلفه لتجرى الحوارات واللقاءات لتقدم له خدمة الدعاية المجانية، وبعدها سيعود عمرو بقوة إلى المشهد ويعيد نفس التجربة، ويتجه نحو المجتمعات الراقية ويمارس تكليفه الإخوانى ويقدم جرعاته الإخوانية لحسم المجتمع، وهكذا.. إعادة اختراق الصفوة هو عنوان عودة عمرو إلى المشهد، الإخوانى المخلص لتنظيمه لم ينصرف لحظة عن إخوانيته أو عن تنظيمه الذى كان سببا فى نجوميته وارتدائه لأشهر الماركات وأغلى الساعات، عمرو هو فاتح الثغرة الجديد لتنظيمه القديم ، عمرو هو ممر الإخوان إلى جسد الدولة مرة أخرى، الإخوانى المخلص أطلق بالفعل ضربة البداية لاستراتيجية التسلل الإخوانى، تابع أحاديثه القادمة عن التسامح والتعايش والعفو والصفح، تابع ولا تسمح لنفسك ان تنخدع مرة أخرى، المصالحة المستحيلة ستجرى مفرداتها على لسان عمرو العائد للمشهد بقوة.